مع إعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الحركة في غزة خلال معارك مع جنود إسرائيليين فى منطقة تل السلطان فى مدينة رفح الفلسطينية، يدخل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرحلة جديدة في ظل تصاعد التوتر الاقليمي نتيجة التصعيد العسكرى الإسرائيلي على كافة الجبهات، بالإضافة إلى معاناة حماس من أزمة في منظومة القيادة والسيطرة باستشهاد أبرز القيادات العسكرية في الحركة سواء السنوار أو القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف أو القيادي روحي مشتهى وكذلك إسماعيل هنية.
الواضح أن حركة حماس ستعاني بشكل كبير بسبب فقدان القيادة العسكرية للحركة السيطرة على الأوضاع في قطاع غزة حيث يمثل السنوار القيادة المركزية القوية في الحركة عسكريا وسياسيا، وإعلان استشهاده بمثابة ضربة استراتجية حقيقية لفصائل المقاومة الفلسطينية خاصةً كتائب عز الدين القسام، ويقود السنوار مفاوضات التهدئة بشكل غير مباشر مع قيادات حماس بالخارج وغيابه يعني تسجيل ارتباك كبير في صفوف الفصائل حول في العملية التفاوضية وتحديد شروط وأسس التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي عدة أهداف لعدوانه على قطاع غزة لعل أبرزها العمل على القضاء على القيادة العسكرية لحركة حماس لا سيما قادة الصف الأول لحماس، وتحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس ويبلغ عددهم حالياً 101 أسير إسرائيلي، والقضاء على قدرات حماس العسكرية لمنع تكرار أحداث السابع من أكتوبر 2023، وترى تل أبيب أن الإعلان عن مقتل السنوار خلال الساعات الماضية بمثابة نصر استراتيجي للاحتلال في ظل فشله في تحرير أيا من الأسرى الإسرائيليين.
ركزت حكومة بنيامين نتانياهو المتطرفة خلال الأشهر الماضية على الضغط عسكرياً باعتباره السبيل الوحيد للضغط على قيادة حماس للقبول بصفقة تبادل الأسرى وقف الحرب على غزة إلا أن مقتل قيادات الصف الأول في الجناح العسكري لحركة حماس سيشكل فراغاً كبيرا في منظومة القيادة سياسيا وعسكريا، مما يتطلب تحركا فاعلا من المكتب السياسي للحركة ومجلس شورى الجماعة لانتخاب قيادة جديدة بعد تمكن إسرائيل من اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ويحيي السنوار الذي تم اختياره قبل عدة أشهر لخلافة هنية وكذلك محمد الضيف الرجل الشبح والأهم داخل كتائب عز الدين القسام.
تدرك حركة حماس جيدا أن استشهاد يحيى السنوار بمثابة ضربة كبيرة للحركة في ظل الحرب الحالية لأن السنوار هو الذي وضع الخطوط الرئيسية للعملية التفاوضية وشروط القبول بوقف إطلاق النار وقيادة المعارك ميدانياً، وتأخر الحركة في التعليق على إعلان تل أبيب مقتل يحيى السنوار يشير إلى صواب الرواية الاسرائيلية بخصوص مقتله.
أكد مراقبون أن حركة حماس ستعاني من حالة ضعف شديد نتيجة مقتل القيادات التاريخية للحركة التي تقود المعارك العسكرية والسياسية وتدير عملية التفاوض مع الاحتلال، مشددين على أن جيل جديد من قيادات الحركة سيتولى القيادة العسكرية مع افتقارهم للخبرات اللازمة لتحقيق أهداف حماس والتي طرحتها الحركة عقب عملية طوفان الأقصى.
أشار المراقبون أن مصير الأسرى الإسرائيليين بات مجهولا مع عدم وجود قيادة عسكرية مركزية لحماس تدير هذا الملف مع انسداد الأفق السياسي خلال الأسابيع الماضية، فضلاً عن إمكانية حدوث اختراق في صفوف حماس مع تكثيف الاحتلال لعملياته الاستخباراتبة النشطة في غزة، ما يتطلب جهداً مضاعفا من حماس للحفاظ على المكتسبات التي حققتها في هذه الحرب.
الواضح أن مقتل قيادات المقاومة باغتيال يحيى السنوار وإسماعيل هنية وحسن نصر الله وقيادات آلصف الأول في حماس وحزب الله سيكون له تداعيات واضحة في سير العمليات العسكرية في غزة ولبنان وكذلك المسار التفاوضي المجمد خلال الفترة الأخيرة نتيجة رفض حماس وكذلك إسرائيل تقديم أية تنازلات في عملية التفاوض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة