يواجه لبنان كارثة النزوح الناجمة عن تهجير الأهالى قسرًا من المناطق التى تشهد تكثيفا فى الغارات الإسرائيلية، والتى تتركز فى الجنوب اللبنانى والبقاع الشرقى، ويتزايد تدفق أعداد النازحين باتجاه الشمال اللبنانى، فى ظل عدد محدود من مراكز الإيواء.
ومن جانبه أوضح وزير البيئة رئيس لجنة الطوارئ وإدارة الكواث فى لبنان ناصر ياسين، أن أعداد النازحين تصل إلى مليون و200 ألف نازح، وتتزايد الأعداد مع استمرار الحرب الغاشمة.
كما أوضح أن هناك ثلاثة مصادر من المساعدات الأول هو برنامج الاستجابة لحالة النزوح وهو يتعاون مع المنظمات الدولية والأممية والمصدر الثانى هو المساعدات العينية من الدول الصديقة والشقيقة أما المصدر الثالث فهو عبر الوزارات والإدارات.
ومن جانبها، أوضحت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ريما جاموس إمسيس، أن ربع لبنان يخضع لأوامر إخلاء عسكرية إسرائيلية بعد أن صدرت الأوامر بإخلاء 20 قرية فى الجنوب، وأشارت إلى أن العديد من العائلات تفر إلى الأماكن العامة المفتوحة، يائسة للهروب من القنابل، ولكنها تكافح من أجل إيجاد مأوى.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قالت "إمسيس" أن أكثر من 283 ألف شخص فروا إلى سوريا، 70 فى المائة منهم سوريون.
يعودون رغم التحذيرات!
ترتفع أعداد النازحين فى ظل الإنذارات المتتالية التى يطلقها جيش الاحتلال لقرى وبلدات الجنوب للنزوح من منازلهم، ولكن أمام صعوبة توفير مراكز للإيواء تكفى هذه الأعداد المتزايدة، هناك نازحون جنوبيون عادوا إلى منازلهم فى القرى التى تتعرض للقصف، رغم أنها مناطق معرضة للخطر ومشمولة بالتحذيرات التى أطلقها الجيش الإسرائيلى مرارًا للسكان الجنوبيين، وكثير من العائلات لجأت للفرار إلى الأماكن العامة وافترشت الطرقات بعد أن أُجبروا على ترك منازلهم.
تضامن الأهالى
وعلى الجانب الآخر، هناك مشاهد إنسانية لتضامن الأهالى مع النازحين، من خلال فتح منازل البعض لاستضافة أعداد من تلك الأسر النازحة، وأيضًا من خلال قيام متطوعين لبنانيين داخل حدائق عامة فى وسط العاصمة اللبنانية بيروت، بإعداد الطعام للتوزيع على النازحين داخليا فى لبنان، و يحرص أهالى بيروت على تقديم المساعدات المختلفة قدر المستطاع إلى أشقائهم من النازحين.
مؤتمر باريس لدعم لبنان
وعلى صعيد دعم لبنان، هناك تحرك فرنسى قطرى لحشد الدعم للبنان ووقف العدوان الإسرائيلى، لمحاولة إيجاد سبل لوقف إطلاق النار.
كما تجرى التحضيرات لمؤتمر باريس من أجل لبنان، الذى سيعقد فى 24 أكتوبر الجارى الحالى، فقام السفير الفرنسى فى لبنان، هيرفيه ماجرو بزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتى وسلمه الدعوة للمشاركة فى المؤتمر الذى تحشد له فرنسا دعما دوليا للشعب اللبنانى الذى يعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة فى تاريخ لبنان، وقال ماجرو إن المؤتمر سيبحث الأوضاع التى يعيشها لبنان حاليًا، مؤكدًا أن المؤتمر سيكون مهمًا ويشارك فيه العديد من الدول لدعم لبنان فى هذه الأوضاع الحرجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة