مثلث التكريمات العلمية 2024.. كيف حضرت التكنولوجيا بقوة؟.. تفاصيل العلاقة الغامضة بين جوجل والذكاء الاصطناعى ونوبل.. جائزة الكيمياء تذهب لعلماء كمبيوتر.. والفائز فى الفيزياء: تركت دراستى ولم أتوقع فوزى أبدا

الخميس، 17 أكتوبر 2024 04:30 م
مثلث التكريمات العلمية 2024.. كيف حضرت التكنولوجيا بقوة؟.. تفاصيل العلاقة الغامضة بين جوجل والذكاء الاصطناعى ونوبل.. جائزة الكيمياء تذهب لعلماء كمبيوتر.. والفائز فى الفيزياء: تركت دراستى ولم أتوقع فوزى أبدا جائزة نوبل - أرشيفية
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبتعد الإنجازات العلمية التى كرمتها لجنة نوبل عن فئات اللجنة الواضحة مثل "الفيزياء" و"الكيمياء"، كما أن الخلفيات العلمية للحاصلين على الجائزة تحتفظ بصلة أقل بهذه الفئات، فكشفت جوائز نوبل فى الفيزياء والكيمياء لعام 2024 لمحة عن مستقبل العلم خاصة بعد سيطرة الذكاء الاصطناعى على مختلف المجالات العلمية، الذى كان محور الاكتشافات التى كرمتها الجائزتان.

 

مُنحت جائزة الفيزياء لهذا العام للأمريكى جون هوبفيلد، من جامعة برينستون، والبريطانى جيفرى هينتون، من جامعة تورنتو، وفى حين أن هوبفيلد فيزيائى، درس هينتون علم النفس التجريبى قبل أن ينجذب إلى الذكاء الاصطناعى، وأكد بنفسه أنه ترك دراسة الفيزياء بعد عدم قدرته على حل المسائل الرياضية المعقدة.


كما أنه تم توزيع جائزة الكيمياء مناصفة بين عالم الكيمياء الحيوية ديفيد بيكر، من جامعة واشنطن، وعلماء الكمبيوتر ديميس هاسابيس وجون جامبر، وكلاهما فى فريق الذكاء الاصطناعى لجوجل DeepMind فى المملكة المتحدة.


وهناك صلة وثيقة بين التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعى الذى تم تكريمها فى فئتى الفيزياء والكيمياء، حيث ساعد هينتون، الحائز على الجائزة فى الفيزياء، الذى استقال الربيع الماضى من عملة بشركة جوجل، فى تطوير نهج يستخدمه DeepMind لتحقيق الابتكار فى التنبؤ بأشكال البروتينات، وهو السبب الذى حصل من أجله الفائزين بنوبل فى الكيمياء على الجائزة.


لا يمكن أن يكون كل ذلك مصادفة، بل هى علاقة واضحة بين جوجل والذكاء الاصطناعى وجائزة نوبل، وهو ما نسلط عليه الضوء وسط الاحتفالات بالفائزين بنوبل 2024، حيث أن الأمر بدا غريبا حتى للحاصلين على نوبل أنفسهم.

 

الفائزين بنوبل فى الفيزياء

 

الفائزين بنوبل فى الفيزياء

 

ماذا حدث بخصوص نوبل فى الفيزياء هذا العام؟

بدا فوز الأب الروحى للذكاء الاصطناعى "جيفري هينتون" بنوبل في الفيزياء أمر مفاجئ للعالم نفسه الذى جاءت تصريحاته بعد الفوز مباشرة، قائلا: "فى البداية، اعتقدت أن المكالمة من الأكاديمية كانت "مزحة"، لكنى أدركت لاحقًا أنها يجب أن تكون حقيقية لأنها كانت من السويد وكان المتحدث لديه "لكنة سويدية قوية.

 

وأشار هينتون فى مؤتمر الجائزة الصحفى، إلى أن صدمة الجائزة لم تتلاشى بعد، قائلا: "لم يكن لدى أى فكرة على الإطلاق أننى قد تم ترشيحي"، مضيفا "تركت الفيزياء بعد سنتى الأولى فى الجامعة لأننى لم أتمكن من إجراء الرياضيات المعقدة، لذلك كان الحصول على جائزة فى الفيزياء مفاجئًا جدًا بالنسبة لي".

 

منحت جائزة نوبل لجون جيه هوبفيلد وجيفرى إى هينتون "للاكتشافات والاختراعات الأساسية التى تمكن التعلم الآلى باستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية".

 

كما شكلت هذه التقنيات شركات كبيرة مثل جوجل، التى باع لها هينتون شركته الناشئة فى الشبكات العصبية DNNresearch فى عام 2013، وبعد خمس سنوات، اكتسب المزيد من الاهتمام، وفاز بجائزة A.M. Turing، المعروفة بجائزة نوبل فى الحوسبة، مع زميله الكندى يوشوا بينجيو والأمريكى يان ليكون.

 

وكان بينجيو طالب دراسات عليا عندما حقق هينتون العديد من ابتكاراته فى الثمانينيات، الذى قال "لقد غير ذلك حقًا معنى الذكاء الاصطناعى بالنسبة لى وجعلنى متحمسًا حقًا للعمل على الشبكات العصبية لأنه لم يجلب مفاهيم من الفيزياء إلى الذكاء الاصطناعى فحسب، وهو أمر رائع حقًا، بل جلب أيضًا فكرة أوسع وربما أكثر أهمية".

 

وأضاف، "بنفس الطريقة التى نتمكن بها فى الفيزياء من شرح ما يحدث من خلال بضع معادلات رياضية بسيطة، يمكننا أن نفعل الشيء نفسه لفهم الذكاء، ولم تكن هذه وجهة نظر شائعة على الإطلاق".

 

ومع ذلك، يتذكر بنجيو أنه كان من الصعب لفت الانتباه إلى عمل هينتون لعقود عديدة لأن التقنيات الأخرى كانت تُرى على أنها أكثر وعدًا وشعبية، لكن قد تغير كل ذلك فى السنوات الأخيرة، وخاصة عندما تم إصدار ChatGPT فى نوفمبر 2022.

 

كان روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعى يعنى أن الجميع من الطلاب الذين يتطلعون إلى المساعدة فى الواجبات المنزلية إلى عمالقة التكنولوجيا الذين يريدون زيادة الأرباح كانوا يتسابقون للابتكار باستخدام التعلم الآلي.

 

ردود الأفعال حول فوز الأب الروحى للذكاء الاصطناعى بنوبل فى الفيزياء

وقالت البروفيسورة دام ويندى هول، عالمة الكمبيوتر ومستشارة الأمم المتحدة فى مجال الذكاء الاصطناعى، لرويترز إنه فى حين يستحق عمل الحائزين على الجائزة التقدير، فإن عدم حصولهم على جائزة نوبل فى الرياضيات أو علوم الكمبيوتر قد شوه النتيجة.

 

وقالت: "لا تريد لجنة جائزة نوبل أن تفوت هذه الأشياء المتعلقة بالذكاء الاصطناعى، لذا فإن دفع جيفرى عبر مسار الفيزياء أمر مبدع للغاية". "أود أن أزعم أن كلاهما مشكوك فى أمرهما، لكنهما يستحقان جائزة نوبل من حيث العلم الذى قاما به، إذن كيف ستكافئهما بطريقة أخرى؟".

 

كما زعم نوح جيانسيراكوزا، أستاذ الرياضيات المساعد فى جامعة بنتلى ومؤلف كتاب "كيف تخلق الخوارزميات الأخبار المزيفة وتمنعها"، أن فوز هينتون كان موضع شك.

 

"ما فعله كان هائلًا، لكن هل كان ذلك من الفيزياء؟ لا أعتقد ذلك. حتى لو كان هناك إلهام من الفيزياء، فإنهم لا يطورون نظرية جديدة فى الفيزياء أو يحلون مشكلة قائمة منذ فترة طويلة فى الفيزياء".

 

 

نوبل فى الكيمياء
الفائزين بنوبل فى الكيمياء

 

نوبل في الكيمياء تذهب إلى فريق الذكاء الاصطناعى بجوجل

فيما حصل عالمان من شركة جوجل DeepMind وعالم كيمياء حيوية أمريكى على جائزة نوبل فى الكيمياء لعام 2024 لإنجازاتهما فى التنبؤ ببنية البروتينات وتصميمها.

 

يتقاسم ديميس هاسابيس، المؤسس البريطانى لشركة DeepMind، وجون جامبر، الذى قاد تطوير نموذج الذكاء الاصطناعى للشركة AlphaFold، والذى يتنبأ ببنية البروتينات بناءً على تسلسلها الكيميائى، نصف الجائزة، وتم منح النصف الآخر للأستاذ ديفيد بيكر، من جامعة واشنطن، الذى أدت أبحاثه الحسابية إلى إنشاء أنواع جديدة تمامًا من البروتينات، مع تطبيقات فى اللقاحات والمواد النانوية وأجهزة الاستشعار الصغيرة.

 

ووفقا لما ذكره موقع صحيفة "الجارديان"، فى عام 2020، أعلن هاسابيس وجامبر عن تطوير نموذج للذكاء الاصطناعى يسمى ألفا فولد 2، وفى حديثه فى مؤتمر صحفى، قال جامبر أن نماذج التعلم العميق قدمت النوع الصحيح من الرياضيات لمعالجة "التعقيد غير القابل للاختزال فى علم الأحياء".

 

وبمساعدة هذا النموذج، تمكنوا من التنبؤ ببنية جميع البروتينات البالغ عددها 200 مليون والتى حددها الباحثون تقريبًا، ومنذ هذا الاختراق، تم استخدام ألفا فولد 2 من جانب أكثر من مليونى شخص من 190 دولة فى تطبيقات مثل فهم مقاومة المضادات الحيوية وتطوير الإنزيمات القادرة على تحلل البلاستيك.

 

وقال هاسابيس، إن AlphaFold يجب أن يُنظر إليه على أنه دليل على إمكانات الذكاء الاصطناعى فى تسريع الاكتشاف العلمى، وإفادة المجتمع، مضيفا: "لطالما شعرت أنه سيكون أحد أكثر التقنيات تحويلًا فى تاريخ البشرية."







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة