لأكثر من 20 عامًا، ظل علماء الآثار من جامعة جوتنجن يبحثون عن كيفية عيش الناس وتجارتهم في صقلية في العصور القديمة، لقد توصلوا الآن إلى اكتشاف مهم آخر في مقاطعة كاتانيا، قاموا بالتنقيب عن بقايا منزل روماني بأرضية فسيفساء من القرن الثاني إلى القرن الرابع الميلادي، كان المنزل يقع على ارتفاع 500 متر تقريبًا فوق مستوى سطح البحر، بالقرب من مدينة فيزيني، في الركن الجنوبي الشرقي من صقلية، وكان جزءًا من مدينة رومانية بأكملها، وفقا لما نشره موقع" labrujulaverde".
قام فريق جوتنجن، بقيادة البروفيسور الدكتور يوهانس بيرجمان من المعهد الأثري، بفحص منطقة فيزيني بأكملها بحثًا عن المواقع الأثرية القديمة المحتملة، وبعد الدراسات السطحية للمواقع التي تم تحديدها، تم إجراء التنقيب الجيوفيزيائي ،تم اكتشاف حالات شاذة في المجال المغناطيسي الأرضي للأرض وتم إنشاء صور تفصيلية لباطن الأرض دون الحاجة إلى التنقيب.
وقادت هذه القياسات الجيوفيزيائية فريق البحث إلى بقايا المباني التي تم التنقيب عنها الآن.،كانت مساحة المبنى 30 في 13 مترا. وتقع بقاياها أسفل السطح الحالي مباشرة، توجد في الداخل غرفة تمثيلية تبلغ مساحتها حوالي 100 متر مربع، وكانت أرضيتها مغطاة بالفسيفساء. لسوء الحظ، تم تدمير أجزاء من الفسيفساء بسبب حرث الأرض ، كما قال بيرجمان.
بقايا أرضية الفسيفساء للبيت الروماني في صقلية
وكشفت القياسات الجيوفيزيائية أيضًا عن وجود مباني أخرى مماثلة في المنطقة المجاورة مباشرة، بين القرن الثاني والقرن السادس الميلادي تقريبًا، عاش الناس هنا على مستوى عالٍ، كانت هناك أعمدة مبنية من الطوب الدائري، ومغطاة بالجص وربما مطلية، على غرار ما نراه في بومبي ، وتم العثور على بقايا نوافير مع حمامات رخامية، بالإضافة إلى سيراميك روماني فاخر يعرف باسم Terra Sigillata .
والظاهر أنها مدينة رومانية تبلغ مساحتها حوالي 15 هكتاراً ، تم استبدال المدن اليونانية القديمة في العصر الروماني بنظام استيطان جديد مستوطنات وفيلات ريفية كبيرة، ومرافق إنتاج زراعي رومانية كانت تدر غلات كبيرة في كثير من الأحيان، وقد أصبح هذا ممكنا بفضل التجارة لمسافات طويلة في عالم الإمبراطورية الرومانية.
ولهذا الغرض، ظهرت العديد من أماكن التخزين الصغيرة على طول الساحل الجنوبي لصقلية، ولم يستمر نظام الاستيطان الجديد هذا، الذي كان مرتبطًا بالمناطق الداخلية من البلاد عبر الطرق، سوى بضعة قرون، قال بيرجمان إن المنزل الذي اكتشفناه بالقرب من فيزيني هو شهادة مهمة على هذا العصر .
