مع دخول سباق الانتخابات الأمريكية أمتاره الأخيرة، كثفت كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية ودونالد ترامب المرشح الجمهورى نشاطهما الانتخابى من مقابلات تلفزيونية كشفا خلالها تفاصيل جديدة حول أولويات سياستهما واستراتيجياتهم وظهور فى الولايات الرئيسية وحفلات جمع التبرعات، ولم يخلو الامر من انتقادات متبادلة.
فى حدث كاثوليكى لجمع التبرعات يعرف بعشاء آل سميث-وهو مكان فى مدينة نيويورك كان يتميز بحفلات شواء من قبل المرشحين الرئيسيين للحزبين فى سنوات الانتخابات الرئاسية، شن ترامب هجوما على الديمقراطيين وفى مقدمتهم كامالا هاريس وبايدن.
قال ترامب: "الآن، لدينا شخص فى البيت الأبيض بالكاد يستطيع التحدث، وبالكاد يستطيع تجميع جملتين متماسكتين، ويبدو أنه يتمتع بقدرات عقلية طفل -فى إشارة إلى بايدن-.. هناك شخص ليس لديه أى شيء. ليس لديه ذكاء على الإطلاق. لكن كفى من الحديث عن كامالا هاريس".
وبعد أن سخر من زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر وزميل هاريس فى الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، بسبب دعمهما لحقوق المتحولين جنسياً، وشكك فى اللياقة العقلية لهاريس والرئيس جو بايدن، قال عن بايدن ساخرا: "إذا كان الديمقراطيون يريدون حقًا ألا يكون شخص ما معنا هذا المساء، لكانوا أرسلوا جو بايدن".
ظهرت هاريس فى الحدث الكاثوليكى افتراضيا عبر مقطع فيديو تم عرضه على الشاشة، لكن ترامب وصف القرار بأنه "غير محترم للغاية"، وقال: "إذا كنت تريد حقًا أن تقبل نائبة الرئيس هاريس دعوتك، أعتقد أنه كان يجب أن تخبرها أن الأموال ستذهب لإنقاذ اللصوص ومثيرى الشغب فى مينيابوليس وكانت ستكون هنا، اضمن هذا"
وفقا لاسوشيتدبرس، يجمع العشاء الرسمى ملايين الدولارات للجمعيات الخيرية الكاثوليكية، وكان تقليديًا يمنح المرشحين من كلا الحزبين فرصة تبادل السخرية الخفيفة، والسخرية من أنفسهم، وإظهار قدرتهم على التوافق - أو على الأقل التظاهر بذلك - ليلة واحدة فى المرحلة النهائية من الانتخابات، وغالبًا ما تكون هذه هى المرة الأخيرة التى يتقاسم فيها المرشحان المنصة قبل يوم الانتخابات.
تستعين الحملة الجمهورية بكل أسلحتها المتاحة فمن المقرر أن يقوم إيلون ماسك بحملة فى ولاية بنسلفانيا الحاسمة هذا الأسبوع بعد أن ضخ 75 مليون دولار فى محاولة لمساعدة دونالد ترامب على الفوز فى انتخابات 2024 وقال إنه يخطط لإلقاء سلسلة من المحاضرات فى الولاية المتأرجحة من الأربعاء إلى الاثنين.
وكتب ماسك فى منشور على X: "إذا كنت ترغب فى حضور إحدى محاضراتى، فلن يتم فرض رسوم حضور. ما عليك سوى التوقيع على عريضتنا التى تدعم حرية التعبير والحق فى حمل السلاح والتصويت فى هذه الانتخابات".
غياب هاريس عن عشاء آل سميث كان متعمدا حيث أعطت الحملة الديمقراطية الأولوية فى الفترة الحالية لولايات الجدار الأزرق مثل بنسلفانيا وميشيجان ويسكونسن فى سعيها لتجنب خسارة هيلارى كلينتون قبل ثمانى سنوات
وفقا لاسوشيتد برس، تلعب الولايات المعروفة باسم "الجدار الأزرق" دورا محوريا، حيث تعتبر مراكز للحزب الديمقراطى وتركز الحملة الانتخابية لهاريس فى الأسابيع الأخيرة على هذه الولايات، ما يعكس استراتيجيتها فى تعزيز فرصها فى الفوز.
وأهمية ولايات "الجدار الأزرق" تأتى من تماسكها الانتخابى، حيث غالبًا ما تصوت لصالح الديمقراطيين، والحفاظ على هذه الولايات يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتائج النهائية وأى خسارة فى أى مكان من "الجدار الأزرق"، الذى يعكس التوجه الديمقراطى التقليدى للمنطقة، قد تهدد مسار هاريس نحو الرئاسة.
ويقول محلل الاستطلاعات الديموقراطى، جويل بيننسون، إنه "لا ينبغى أن تؤخذ تلك الولايات كأمر مسلم به. وهى لا تفعل ذلك."، وكان بيننسون سابقًا الاستراتيجى الرئيسى لهيلارى كلينتون، التى كانت حملتها واثقة جدًا لدرجة أنها توقفت عن إجراء استطلاعات الرأى الخاصة بها فى الغرب الأوسط مع اقتراب الانتخابات، وأضاف: "لقد تعلمنا درسًا مؤلمًا عام 2016 عندما لم نذهب إلى ولايات الجدار الأزرق، وخسرنا."
وقال دان كانينن، مدير حملة هاريس الانتخابية فى الولايات المتأرجحة : "جميع الولايات السبع المتأرجحة فى اللعبة، ونعلم أن كل منها سيكون قريبًا للغاية. ولهذا السبب سنواصل التفاعل مع الناخبين وتحفيزهم بشكل نشط عبر جميع هذه الولايات حتى يوم الانتخابات"
ولدى الديمقراطيين مزايا أخرى أيضًا بحسب الوكالة، فهناك مجموعة واسعة من السياسيين البارزين الذين يقفون خلف هاريس، بما فى ذلك الرئيس السابق باراك أوباما، الذى يقوم بزيارات انتخابية لدعمها، كما أن هناك صندوق حملات أكبر من صندوق ترامب، مما يسمح لهاريس بمواصلة الضغط من خلال الإعلانات وجهود تحفيز الناخبين.
وفى الوقت نفسه، كشفت بيانات رسمية نشرتها شبكة ايه بس سى أن هناك اقبال كبير من الناخبين على التصويت المبكر حيث، أدلى أكثر من 8.8 مليون شخص بأصواتهم مبكرًا بنهاية يوم 17 أكتوبر وأظهرت بيانات الانتخابات أن عدد الناخبين الذين اختاروا الإدلاء بأصواتهم مبكرًا ارتفع بشكل قياسى وتجاوز تصويت يوم الانتخابات خلال انتخابات 2020.