عاد "الكوليرا " ليهاجم لبنان مجددا ، فقد تعرض للهجمة الأولى في أكتوبر من عام 2022 واستمرت حتى يونيو 2023، وكانت هذه أول مرة يشهد لبنان ظهورا للحالات بعد 30 عاما من انقطاعها .
وقد تم عزل أول حالة رُصدت للكوليرا وتتلقى العلاج اللازم لها وهى من منطقة "عكار " في الشمال اللبناني .
وأعرب وزير الصحة وزير الصحة اللبناني الدكتور فراس الأبيض، عن قلقه من تفشى الوباء في مراكز النزوح حيث إنها أصبحت مكتظة بالنازحين الذين تتزايد أعدادهم يوما تلو الآخر .
وأوضح الأبيض، إن الحصول على لقاح الكوليرا ليس من السهل ونحاول توفيره، مؤكدا أن لبنان في الدرجة الأعلى من الجاهزية في حال ازاد عدد الإصابات.
وتعد المياه الملوثة السبب الرئيسى لـ"الكوليرا" فلبنان لديه مشكلة في ضح المياه ببعض المناطق عبر المحطات، وفي بعض الأحيان تكون المياه غير مكررة بشكل جيد، ولذلك فإن التركيز على استخدام محطات ضخ المياه التي تعمل على تعقيم المياه من خلال الكلور، والتركيز على تعقيمها في المنازل.
وهناك الكثير من المياه الجوفية في لبنان ملوثة ولذلك، وتحرص السلطات على معالجة هذه المياه بشكل جيد، وهنا تلعب محطات ضخ المياه دوراً كبيراً من خلال زيادة كمية الكلور والتأكد أنها اصبحت نظيفة. وهنا تبرز أهمية ان تصل الكهرباء إلى هذه المحطات لتصل المياه إلى المواطنين نظيفة؛ ففي حال عدم تمكن المواطنين من الحصول على المياه من هذه المحطات يلجأون إلى مصادر غير آمنة صحياً، مثل صهاريج المياه وبعض الينابيع غير المدروسة.
وهناك عنصر آخر يعمل على تفشى "الكوليرا" يتعلق بالمزروعات والخضار والفواكه، حيث أن البعض يستعمل مياه الصرف الصحي لري المزروعات، وفي حال كانت هذه المياه ملوثة ، تصبح هذه المزروعات ملوثة، خصوصاً الورقيات منها، مثل الخس والبقدونس والتي من الصعب تنظيفها وتعقيمها، وتتم معالجة هذه المشكلة بالتعاون مع وزارة الزراعة اللبنانية.
إجراءات
وفى إطار الإجراءات المتخذة بعد اكتشاف الإصابة بالكوليرا، قال وزير البيئة منسق لجنة الطوارئ وإدارة الكوارث فى لبنان، الدكتور ناصر ياسين، جارى بحث موضوع المياه ودراسة نظافتها وكيفية تأمينها ودعم مؤسسات المياه وكذلك دعم مراكز إيواء النازحين، مشيرا إلى أنه تم فتح 1096 مركزاً لاستقبال النازحين منها 900 مركز وصلت للحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية، فيما تستمر حركة النزوح ووصل العدد الإجمالي للنازحين إلى 190882 نازحاً (44121 عائلة) في مراكز الايواء حيث تم تسجيل النسبة الأعلى للنازحين في محافظة جبل لبنان وبيروت.
وتعمل الجهات المسئولة في لبنان بالتعاون مع الصليب الأحمر ولا سيما في المناطق التي سجل فيها انتشار للكوليرا، على التأكد من أنه تتم زيادة مادة الكلور على الصهاريج ومن ثم إجراء اختبارات وفحوصات لها.
ومن جانبها أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء تفشى وباء الكوليرا، وأكدت أن وصول فاشية الكوليرا إلى النازحين سيسرع انتشارها، مشيرة إلى أنها المنظمة قامت بحملة تطعيم كبيرة فى لبنان ضد الكوليرا وتم تطعيم 350 ألف شخص، إضافة إلى تدريب 120 شخص من الفرق الطبية بالمستشفيات فى لبنان فى مجال الجروح والإصابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة