ـ الإليزيه: مؤتمر قريبا لدعم لبنان
ـ خبراء لبنانيون: لبنان يمر بالمرحلة الأكثر خطورة..إسرائيل تكرر سيناريو حرب تموز 2006
يتجرع اللبنانيون مرارة كأس الحرب وأهوالها للمرة الرابعة، فقد أعادت إسرائيل إلى الأذهان مشاهد مؤلمة للعدوان الإسرائيلى الغاشم على لبنان فى الماضى.
ففى ثالث أيام الاجتياح البرى الذى شنه جيش الاحتلال منذ الساعات الأولى لفجر الثلاثاء يشهد لبنان مواجهات عنيفة بين حزب الله والجيش ، فقد أعلن حزب الله اللبناني، تصديه، الأربعاء، لجنود إسرائيليين حاولوا التسلل إلى بلدة العديسة واشتبك عناصره معهم فيما استهدف أيضا قوات إسرائيلية عبر الحدود.
كما أعلن حزب الله استهداف تجمعا لقوات الاحتلال الإسرائيلية، ومرابض مدفعيته جنوب كريات شمونة برشقة صاروخية ووقوع إصابات فى عناصر الاحتلال، كما أعلن استهدف قوة مشاة إسرائيلية في مستوطنة مسكفعام بالأسلحة الصاروخية والمدفعية مؤكدين تحقيق إصابة مباشرة ودقيقة.
ومن جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن إطلاق نحو 50 صاروخا من الجنوب اللبناني على شمال إسرائيل منذ صباح الأربعاء.
ويترافق العدوان البرى مع غارات جوية مكثفة، مستخدما سلاحي الجو والمدفعية يدعمان القوات البرية "بضربات دقيقة"، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا حيث تجاوزت خلال 24 ساعة 55 شهيدا و156مصاباً، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، فيما بلغ إجمالى الشهداء تقريبا 1745شهيدا.
فى الوقت نفسه يكرر جيش الاحتلال تحذيراته لسكان الجنوب فى عشرات القرى بسرعة إخلاء منازلهم .
مع الارتفاع الكبير فى أعداد المصابين لا يزال"الصليب الأحمر" يطلق نداءاته للمواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ أرواح المصابين نتيجة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة.
فيما أعلن قصر الإليزيه أن فرنسا تستعد لتنظيم مؤتمر دولى لدعم الشعب اللبنانى، ودعت الخارجية الفرنسية إسرائيل، لإنهاء عملياتها فى لبنان
احتمالات امتداد الحرب
وصف جيش جيش الاحتلال عمليته البرية فى لبنان بـ"محددة الأهداف" والمقصود بها تدميرمواقع تابعة لحزب الله في منطقة جنوب لبنان البنى التحتية للحزب في عدد من القرى القريبة من الحدود، دون استهداف عمليات استيطان فى لبنان، واعدا بعدم تمديد عملياتهع إلى بيروت.
وهو ما نفاه محللون سياسيون وخبراء عسكريون لبنانيون لطاليوم السابع"، مؤكدين أن هناك عدة مؤشرات على الأض تدحض مزاعم جيش الاحتلال، وتشير إلى ما هو أبعد من استهداف حزب الله فى لبنان.
فى هذا السياق ، يقول المحلل السياسى اللبنانى الدكتور أسعد بشارة لـ"اليوم السابع"، أن العملية العسكرية البرية التى أطلقتها إسرائيل فى الساعات الأولى من فجر، اليوم الثلاثاء ، لن تكون محدودة كما أعلن جيش الاحتلال .
أضاف أسعد ، أن الجيش الإسرائيلى يحاول الترويج بأن عمليته فى الأراضى اللبنانية موضوعية أى محددة الزمان والمكان، وهذا حديث زائف وغير صحيح، فالواقع يشير إلى ما هو عكس ذلك، فإسرائيل ماضية فى تنفيذ حربها على مراحل فتنتقل من مرحلة القصف الجوى الكثيف والاغتيالات إلى التوغل البرى ، فإسرائيل لديها أجندة تنفذها بشكل ممنهج.
وبالنسبة للاختلافات فى هذه الحرب عن الحروب السابقة ، أن فى حرب 1978
و1982 بأن أصبح لدى إسرائيل حسابات بأن هناك قوة فى مواجهتها، قادرة على المقاومة بريًا بكفاءة أعلى بكثير من القوى اليسارية والفلسطينية التى كانت تقاتل فى الماضى .
وفى حرب 1978، كان الاجتياح سريعاً وكان الجيش الإسرائيلى يحتل الأرض تدريجيا وببطء بمدى سرعة الدبابة وكذلك فى عام 1982 كان اجتياحا سريعا وانهارت منظمة التحرير، وفى 2006 ، كانت دخول إسرائيل الحرب وهى فى حالة شبه "عمياء " ولم تقدر قوة حزب الله ، أما حرب اليوم فإسرائيل خططت لها بطريقة مدروسة منذ سنوات واتخذت القرار فى الوقت المناسب ، فهى تنفذ هجوما بريا منسقا.
إسرائيل تسعى لنقل سيناريو غزة إلى لبنان ، وحزب الله متموضع على الحدود ويسعى لإجبار القوات الإسرائيلية على التراجع ، ومدى جاهزية الحزب للحرب هى التى تحدد متى تنتهى تلك الحرب ونتائجها .
يوافقه الرأى الخبير العسكرى العميد الركن فادى داوود ، لـ"اليوم السابع"، موضحاً أن الأهداف المعلنة للحرب التى شنها العدو الإسرائيلى على لبنان فى الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، هى تأمين عودة المستطونين إلى المستوطنات، والقضاء على أنفاق حزب الله فى الجنوب وتمشيط تلك المنطقة وضمان خلوها من أسلحة "حزب الله"، ولكن هذا الهدف لا يتطلب الهجوم البرى بـ 6 فرق عسكرية إسرائيلية قوامها تقريبا 50 ألف جندى، ما يدحض ادعاءات العدو الإسرائيلى بأنها عملية ذات أهداف محددة.
وأكد أن مدى عمق التوغل الذى تنتويه إسرائيل فى لبنان غير معروف ، فى عام 1982 وهذا يذكرنا بتصريحات الجيش فى اجتياح 1982، حيث أرئيل شارون كان مكلفاً بعملية بنهر الليطانى فقط ، لكن الجيش توغل إلى أن طوق بيروت ووصل شمالا إلى محافظة عكار .
وأضاف ، والحل هو تطبيق القرار 1701 ، فهو قرار دولى متفق عليه أمميا وحان الوقت لتنفيذه، خاصةً أن المجتمع الدولى والدول الكبرى تطالب بتطبيق الشرعية الدولية، وهذا يعطي أمل للبنان لأن تناغم الموقف مع الشرعية الدولية مهم ويعطى مؤشر للحلول.
وأشار إلى أن من أهم بنود القرار 1701 ، سلطة الدولة وسيادتها وانتشار الجيش اللبنانى جنوب لبنان، وإغلاق الحدود التى يتم من خلالها تمرير الأسلحة.
وأشار إلى الخطة التى وضعها الجيش الإسرائيلى ، بتكثيف الغارات الجوية على مراكز حزب الله واغتيال قياداته التى تمثل عموده الفقرى وكانت الضربة القاصمة مقتل أمين عام الحزب حسن نصرالله وعدد كبير من قيادات الوحدات العسكرية، واستهداف مخازن الأسلحة ، خاصة مع انقطاع الإمدادات الخارجية للحزب ، ثم كان حتما الجيش الغسرائيلى سوف يستثمر هذه المكاسب، لتحقيق الأهداف التى أعلنها وفى مقدمتها العودة الآمنة لسكان مستوطنات الشمال ، وهذا يتطلب القضاء على أنفاق حزب الله فى الجنوب.
واقع جديد
وصف الخبير العسكرى اللبنانى العميد الركن الدكتور رياض شيا أستاذ القانون الدولي، الوضع الحالى فى لبنان بـ"الكارثى"؛ قائلا: فالمعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب في لبنان كبيرة جدا، فبجانب الشهداء والمصابين هناك ملايين النازحين دون حد أدنى من الرعاية بمختلف أنواعها، في ظل غياب وترهل المؤسسات الرسمية.
وأضاف شيا ـ فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن المرحلة الحالية تعتبر أخطر ما عاشه لبنان فى تاريخه.
وأكد وفق تحليله، أن إسرائيل ستواصل عملياتها الإجرامية فى لبنان، فهدفها فرض واقع جيو-سياسي جديد في منطقة الشرق الأوسط تتجاوز أهدافه لبنان.
واستكمل شيا تصريحاته قائلاً إن النقطة الأكثر خطورة فى هذه الحرب الإسرائيلية، أن هناك غطاءً أمريكياً لهذه الحرب الوحشية؛ وهذا ما يمنع المجتمع الدولي بمختلف أدواته من وقف هذه الحرب.
سيناريو حرب تموز
قال المحلل السياسى اللبنانى يوسف دياب ، لـ"اليوم السابع" ،إنه مع بداية التوغل البرى قد دخل لبنان مرحلة مختلفة تماما عما سبق وهى الأكثر خطورةً، مع بدء الاجتياح البرى ، مترافقاً مع الهجوم الجوى الذى تشنه قوات الاحتلال، وكل ما يحمله هذا من تهديد لحياة المدنيين، وينذر بتطورات غير متوقعة قد تحدث فى المشهد، مؤكدا أن الذى يحمى لبنان هو القرارات الدولية.
أضاف دياب ، إن إسرائيل دخلت على منطقة مدمرة فى جنوب لبنان، والعملية البرية هى الأكثر إيلاما للشعب اللبنانى؛ فهى تؤدى لسقوط مئات الضحايا الأبرياء وتدمير أحياء ومناطق سكنية وتصبح غير صالحة للسكن.
وهذا القصف الممنهج الذى تشهد أحياء لبنان من دمار فى الضاحية الجنوبية وقرى جنوب لبنان ،هو تكرار لسيناريو حرب تموز 2006 ، حيث دمرت تلك المناطق بذرعية أنها تمثل البيئة الحاضنة لحزب الله ، كما تقصف إسرائيل مناطق فى اعمق اللبنانى هى ليست موالية لحزب الله وبالتالى هى تسعى لتظاليب الرأى العام اللبنانى وخلق حالة سخط وغضب ضد الحزب ، لتسببه فى هذه الحرب .
وعن أهداف هذه العملية قال دياب ، إن إسرائيل تريد تثبيت نتائج الغارات الجوية التى شنتها قبل بدء العملية البرية، تريد الوصول إلى حدود مجرى نهر الليطانى والتى تبعد 6 كيلومترات عن حدود فلسطين وفى بعض المناطق تصل المسافة بينها وبين فلسطين 40 كيلومترا، وبالتالى عندما تصل إلى هذه المنطقة سوف تفرض أمرا واقعا على لبنان بمعنى أنها ، عند التفاض فى المراحل اللاحقة سيصبح التفاوض على الانسحاب الإسرائيلى من المناطق التى احتلتها فى لبنان ، وهذا الأمر خطير لأن إسرائيل إذا تمكنت من الوصول بسرعة إلى نهر الليطانى لا أحد يضمن مدى عمليتها البرية فى لبنان ؛ ففى عام1982، كانت تقول إنها تريد إبعاد منظمة التحرير الفلسطينية عن حدودها إلى 6 أو 10 كيلومترات لكن تمادت إلى العاصمة بيروت .
أضاف، الخوف أن تكرر إسرائيل السيناريو نفسه ويصبح لبنان كله أمام الاجتياح الإسرائيلى، وإن كانت الظروف فى هذه المرحلة مختلفة ، فحزب الله يقول إن لا يزال لديه قوات قتالية جاهزة للقتال على الأرض، فى عام 2006 بقيت إسرائيل تحارب 33 يوما فى لبنان ولم تستطع الدخول إلا لبضع كيلومترات بداخل الأراضى اللبنانية
والمعلومات تقول إن قدرات حزب الله أصبحت أكبر مما كانت عليه فى 2006 ، فقوة الرضوان أصبحت قوتها مضاعفة ، لكن مع ضرب البنية التحتية لا نعرف إلى أى مدى أثرت الضربات الإسرائيلية على قوة "حزب الله" ، لذلك الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات فالامور متداخلة ومعقدة ما يجعل من الصعب الوصول لتقديرات حاسمة للموقف
اليونيفيل تحذر!
فيما قالت قوات اليونيفيل إنه رغم هذا التطور الخطير، فإن حفظة السلام لا يزالون في مواقعهم. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكر جميع الأطراف بالتزاماتها إزاء احترام ذلك.
وأكد البيان إن أي عبور إلى لبنان يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكاً للقرار 1701. إننا نحث جميع الأطراف على التراجع عن مثل هذه الأعمال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وإراقة المزيد من الدماء.
إن ثمن الاستمرار في مسار العمل الحالي باهظ للغاية، ويجب حماية المدنيين، وعدم استهداف البنية الأساسية المدنية، واحترام القانون الدولي، مضيفةً ، إننا نحث الأطراف بقوة على إعادة الالتزام بقرارات مجلس الأمن والقرار 1701 (2006) باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة