أنظار العالم تتجه نحو لبنان، ومنطقة الشرق الأوسط التى أصبحت على فوهة بركان، خاصة منذ العدوان الإسرائيلى على جنوب لبنان ومن بعده التوغل البرى بالأراضى اللبنانية .
وفى هذا السياق يعقد مجلس الأمن الدولى بطلب من فرنسا جلسة طارئة اليوم لمناقشة التصعيد الذى يشهده لبنان و المنطقة ، وستكون الجلسة مفتوحة في البداية ثم مغلقة لإجراء مشاورات بين الدول الأعضاء، فى الوقت الذى تستمر فيه جهود عدة دول فى مقدمتها مصر لبحث سبل إنقاذ لبنان والمنطقة من العواقب الخطيرة حال استمرار التصعيد .
غارات الضاحية
وميدانياً قد شن الطيران الإسرائيلى سلسلة غارات عنيفة وصل عددها إلى 10 غارات على الضاحية الجنوبية ليلا، استهدفت مركزا مستحدثا للدفاع المدني كان أخلي في الشياح، السانت تريز، مبنيين عند مفترق الجاموس - صفير مقابل افران الامراء، محيط الشويفات، محيط منطقة الحدت حي الأريكان، مجمع المجتبى، كاليري سمعان قرب القاروط، مجمع الأجنحة الخمسة في الشويفات – العمروسية.
وفى الجنوب، تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله ، سقط على إثرها جنديين إسرائيليين قتلى ، و18 آخر مصابا ، وعلى الفور جرت عمليات نقل المصابين وقد أعلن حزب الله اللبناني، تصديه لجنود إسرائيليين حاولوا التسلل إلى بلدة العديسة، صباح اليوم الأربعاء ، كما أعلن إطلاق نحو 50 صاروخا من الجنوب اللبناني على شمال إسرائيل منذ الصباح .
وفى السياق نفسه، أعلن حزب الله استهداف تجمعا لقوات الاحتلال الإسرائيلية، ومرابض مدفعيته جنوب كريات شمونة برشقة صاروخية ووقوع إصابات فى عناصر الاحتلال، كما أعلن استهدف قوة مشاة إسرائيلية في مستوطنة مسكفعام بالأسلحة الصاروخية والمدفعية مؤكدين تحقيق إصابة مباشرة ودقيقة.
إخلاء القرى
وقد وجه جيش الاحتلال إنذرات لسكان 25 قرية بالجنوب بسرعة الإخلاء ، بينما كثف غاراته على بلدة الخيام وكفركلا وسهل مرجعيون، وأطلق العدوان الإسرائيلى 50 قذيفة إسرائيلية و 8 قذائف ضوئية على أطراف عيترون وبليدا.
واستمرت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى ومدن قضاءي صور وبنت جبيل حيث شنت الطائرات المعادية غارة على بلدة عيتا الشعب الحدودية واستهدفت منزلا ما ادى الى اضرار جسيمة، كما اغار الطيران الحربي المعادي على متفرق بلدة معركة، وعلى بلدات المساكن الشعبية، مارون ويارون في الوقت نفسه تعرضت لدتا مارون ويارون لقصف مدفعي معادي.
وشن الطيران المعادي بعد منتصف الليل غارة استهدفت منزلا في بلدة علما الشعب ما ادى الى تدميره واصابة عدد من السوريين تم نقلهم الى مستشفيات صور.
وأطلقت مدفعية العدو الإسرائيلي قذائف المدفعية الثقيلة على اطراف عيتا الشعب ورامية واطلق العدو القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، أما في بلدة بدياس فما زالت فرق الدفاع المدني والإسعاف الصحي تبحث عن مفقود تحت أنقاض المنزل الذي استهدفه العدو منذ يومين فيما قامت فرق الدفاع المدني بفتح الطريق الساحلي في منطقة القاسمية ، برج رحال بعد قطعها بسبب غارة معادية.
ومع الارتفاع الكبير فى أعداد المصابين لا يزال"الصليب الأحمر" يطلق نداءاته للمواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ أرواح المصابين نتيجة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة.
إغاثة مليون نازح
وعلى صعيد الأزمة الإنسانية التى خلفها العدوان الإسرائيلى على لبنان ، أطلقت الحكومة اللبنانية مع منظمات الأمم المتحدة "النداء الإنساني" للدول المانحة لطلب الدعم والمساعدة في تأمين الاحتياجات، من مواد إغاثية للنازحين من المناطق التي تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية، حيث قدرت الحاجة بمبلغ 425.7 مليون دولار، لإغاثة مليون نازحٍ على مدى ثلاثة أشهرٍ، بدءاً من أكتوبر الجاري.
وتنتظر الحكومة تجاوب حكومات الدول والجهات المانحة مع طلبها، فيما أعلن قصر الإليزيه أن فرنسا تستعد لتنظيم مؤتمر دولى لدعم الشعب اللبنانى، ودعت الخارجية الفرنسية إسرائيل، لإنهاء عملياتها فى لبنان.
وفى إطار الدعم العربى للبنان، تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً، اليوم الخميس، على مستوى المندوبين الدائمين، في ظل تصعيد إسرائيلي على لبنان، لمناقشة تعزيز الجانب الإنساني وتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للبنان، ودعم جهود مساعدة النازحين واللاجئين داخل لبنان وخارجها، وحيث كان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد دعا مندوبية العراق لدى جامعة الدول العربية للتقدم بطلب لعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة تقديم المساعدات إلى لبنان، فى ظل الظروف الصعبة التي يتعرض لها الشعب اللبناني.
مستقبل الحرب
وبالنسبة لأمد العملية العسكرية البرية فى لبنان ، والتى وصفها جيش جيش الاحتلال بـ"محددة الأهداف" والمقصود بها تدميرمواقع تابعة لحزب الله في منطقة جنوب لبنان البنى التحتية للحزب في عدد من القرى القريبة من الحدود، دون استهداف عمليات استيطان فى لبنان، واعدا بعدم تمديد عملياتها إلى بيروت.
وبحسب مصدر سياسي ، وفق "لبنان 24 "، فإنه لا يجب توقع موافقة إسرائيل على وقف لإطلاق النار، في وقت ترى فيه أنها حققت انتصاراً باغتيال السيد نصر الله وباستهداف قيادات الحزب، وبالتالي لن ترتدع إلا وفق مقتضيات الميدان في لبنان وفي المنطقة، وأكد مصدر دبلوماسي وجود مساعي فرنسية وقطرية مشتركة بدعم أمريكى لخفض التصعيد تبدأ بانتخاب رئيس للبنان، وتنطلق من فكرة أن أي فرصة لدفع المجتمع الدولي لوقف الحرب تتطلب إرادة داخلية، مرجحة أن تُستكمل المساعي التي بدأت مع الزيارات الفرنسية بزيارة مبعوث قطري إلى بيروت في الأيام المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة