أيام وتهل علينا الذكرى ( 51 ) لانتصار أكتوبر العظيم والتي تأتي هذا العام في ظروف عصيبة على المنطقة العربية بما يحدث في غزة ولبنان واليمن وسوريا وليبيا والسودان، وكلنا في أشد الحاجة لنتذكر المعجزات التي حققتها حرب أكتوبر المجيدة حتى يكسونا الأمل وبأن عدونا قابل للهزيمة والانكسار وكما فعلناها معه سابقاً نستطيع فعلها معه مرات ومرات إن جرأ على التفكير في الاقتراب من حدودنا.
ولأن لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل لا بد لنا من تذكير الأجيال الحالية بعظمة هذا الانتصار من خلالها.. فالحرب دارت بين القوات المصرية بقيادة العظيم الزعيم الراحل محمد أنور السادات والسورية بقيادة الراحل حافظ الأسد من جهة وبتدعيم قوي من ( 9 ) دول عربية هي السعودية والعراق والكويت والأردن وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وليبيا إلى جانب الاتحاد السوفيتي، وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي بقيادة موشيه ديان من جهة أخرى وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية ــ كالعادة ــ لاستعادة الأراضي المحتلة من سيناء العزيزة في مصر وهضبة الجولان في سوريا والتي احتلها العدو بعد هزيمة 1967 .
وكان قوام قواتنا المسلحة الباسلة في حرب أكتوبر نحو ( 800000 ) جندي مكون من ( 42 ) لواء جنود متنوع، ( ( 19 مشاة و( 8) ميكانيكي و ( 10 ) مدرع و( 3 ) محمول جواً و( 1 ) برمائي و( 1 ) صواريخ إلى جانب ) 1,700 ) دبابة و( 2,000 ) مدرعة و( 10,100 ) مدفع وقاذف صواريخ متنوع و( 400 ) طائرة حربية و( 140 ) مروحية و( 70 ) طائرة نقل و( 95 ) قطعة بحرية، فيما شاركت القوات السورية بجيش قوامه ( 110,000 ) جندي مكون من ( 27 ) لواء جنود متنوع و( 1,700 ) دبابة و( 800 ) مدرعة و( 600 ) مدفع و( 321 ) طائرة حربية و( 36 ) مروحية و( 21 ) قطعة بحرية و( 150 ) كتيبة صواريخ سام و(( 2500 مدفع مضاد للطائرات... بينما جيش الاحتلال الإسرائيلي شارك بجيش قوامه ( 415,000 ) جندي من خلال ( 36) لواء جنود متنوع، ( 9 ) مشاة و( 6 ) ميكانيكي و( 16 ) مدرع و( 5 ) محمول جواً .. إلى جانب ( 2,350 ) دبابة و( 3,000 ) مدرعة و( 1,593 ) مدفع و( 600 ) طائرة حربية و( 84 ) مروحية و( 38 ) قطعة بحرية.
وخلال الحرب الخالدة ومن اللحظات الأولى تكبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة أفقدته توازنه وكاد يسقط تماماً لولا تدخل أمريكا ,, وبانتهاء الحرب التي استمرت من يوم 6 أكتوبر وحتى صدور قرار وقف إطلاق النار في 24 أكتوبر وتوقف الحرب الفعلي في 28 أكتوبر وصلت خسائر جيش الاحتلال الذي زعم أنه لا يقهر، نحو (10,000) قتيل و (20,000 ) جريح، ودمرت قواتنا الباسلة له أكثر من ( 1000 ) دبابة بخلاف إصابة وأسر عدد آخر كبير من الدبابات ودمرت نحو ( 372 ) طائرة حربية و (25 ) مروحية.
فيما لم تستطع قوات العدو ــ بعد التدخل الأمريكي ــ سوى تدمير ( 120 ) طائرة حربية و ( 15 ) مروحية ,,, وقد صنفت كبرى المؤسسات العسكرية العالمية حرب أكتوبر المجيدة وما فعله جنودنا البواسل بأنها معجزة عسكرية بكل المقاييس وأن ما فعله جنود الجيش المصري بها درب من الخيال.
ومن هنا ندرك عظمة نصر أكتوبر ولماذا هو خالد ومصدر للفخر والعزة ليس لمصر فقط، بل لكل الدول العربية والإسلامية وما أحوجنا في هذه الأيام لروح هذا النصر العظيم.
_______
ــ الخبير بالشئون السياسية والعلاقات الدولية
- عضو المجلس التنفيذي ببيت العائلة المصرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة