المتحف المصرى الكبير أكبر الصروح الثقافية والحضارية في العالم، والذى يتم تشغليه تجريبيًا بداية من الأربعاء الماضى، ويرى الزوار آلاف القطع الأثرية وما يتفرد به المتحف من أشياء لم يشاهدها إلا داخل هذا الصرح العملاق، ولكن ما يدور في ذهن العامة هل مقتنيات توت عنخ آمون ضمن العرض المتحفى للتشغيل التجريبي للمتحف أم لا؟.
مقتنيات الملك توت عنخ آمون سيتم عرضها لأول مرة بشكل كامل على مساحة 7000 متر مربع، بعدما كانت تعرض جزء منها على مساحة 700 متر بالتحرير، كما أن إجمالى القطع التى سوف يتم عرضها للملك التى تبلغ نحو 5398 قطعة، إذ كان يعرض منها حوالى 2000 قطعة فقط بالمتحف المصرى بالتحرير، فالجمهور سوف يكون على موعد مع جميع ما كان يملكه توت عنخ آمون والتي سيرى منها قطع تعرض للمرة الأولى.
وحول الإجابة عن السؤال الذى يدور في ذهن العالم، هل مقتنيات الملك ضمن التشغيل التجريبى للمتحف؟، قال الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، إن التشغيل التجريبى لا يشمل عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون، موضحا أن عرضها سيكون ضمن الافتتاح الكلى للمتحف، والتى ستبهر العالم أجمع.
المتحف الكبير التى تبلغ مساحته 117 فدانا، يحتوى على عدد من القاعات التى ستضم القطع الأثرية، فتصل إلى 3 قاعات رئيسية وتلك القاعات تضم 12 قاعة داخلية، إلى جانب قاعة الدرج العظيم، وقاعتين للملك توت عنخ آمون حيث تعرض مقتنيات الملك الذهبى بالكامل على مساحة 7000 متر.
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير. وقد تم البدأ في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.
واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عددا من قاعات العرض، والتى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم، ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوى على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.