دفعة تطوير شاملة وكبيرة يشهدها معبد خنوم الفرعونى في مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، والذي تم تكريسه لعبادة الإله "خنوم" الشهير برأس الكبش وهو "إله الخلق" حسب معتقدات الفراعنة، وذلك ضمن خطة تطوير المعبد كمشروع للاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا، برعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وبإشراف المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة، محافظ الأقصر.
ويحصل معبد خنوم بمدينة إسنا، على خطة شاملة عبر أعمال ترميم وتأهيل منطقة الزيارة في المعبد بجانب استمرار العمل في الترميمات الداخلية في جدران وأعمدة المعبد، لتقديمه في حلة جديدة أمام الأفواج السياحية التي ستزور الأقصر في الموسم السياحى الشتوى القادم، حيث يهدف المشروع إلى الحفاظ على موقع المعبد وإبراز جهود ترميمه، وتحسين تجربة زائريه وظروف العمل به، وزيادة مستوى تنافسيته كموقع تراث ثقافي متميز.
وعن التطوير الشامل بمعبد خنوم في إسنا، كشف الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مشروع ترميم وتأهيل موقع منطقة الزيارة بالمعبد يتم ذلك من خلال تحسين مستوى البنية الأساسية والخدمات بالموقع، وتحسين الحركة وسهولة الوصول، فضلا عن إبراز القيمة التراثية (التاريخية والجمالية) للمعبد من خلال تحسين طرق عرض القطع الأثرية وتوفير لوحات تفسيرية وتوضيحية وتطوير هوية بصرية وتسويقية للموقع، بالإضافة إلى توفير عناصر جذب للفئات العمرية المختلفة، موضحاً أن أعمال الترميم والتأهيل تشمل توسعة منطقة المدخل لاستيعاب خدمات دخول الزائرين والعاملين، وتطوير المظلة الخشبية القائمة، وعمل التوصيلات الكهربائية والإضاءة اللازمة، وترميم وتأهيل السلم القائم الموازي للحائط الساند الشمالي للمعبد، وإزالة السلم الموازي للحائط الساند الشرقي للمعبد، وتوفير مصعد خاص بذوي الهمم وكبار السن، واستبدال السور الحجري القائم على مستوى الشارع بالجهة الشرقية للمعبد بسور معدني يسمح بفتح الرؤية البصرية للمعبد.
وبالنسبة لساحة معبد خنوم بإسنا ومنطقة العرض المفتوح، سيتم إضافة عناصر ومناطق تظليل (3 برجولات) بجوار الحائط الساند الشرقي للمعبد لوقاية الزائرين من التعرض لأشعة الشمس بما يسمح باستيعاب أكثر من مجموعة أثناء العرض التقديمي للمعبد، وتشمل عناصر التظليل تغطية من النسيج، ولوحات تفسيرية، ومقاعد جلوس، والتوصيلات الكهربائية وعناصر الإضاءة اللازمة، بجانب تطوير ساحة الخروج ومنطقة خدمات ومرافق المعبد.
ومن جانبه كشف الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير آثار البر الغربي، أن أعمال التطوير تشمل إنشاء سلم معدني، وتوفير مصعد خاص بذوي الهمم وكبار السن، ونقل غرفة المولد القائمة إلى منطقة المرافق بالجهة الجنوبية للمعبد، وإضافة منطقة مدرجات مظللة لجلوس الزائرين، وعمل لافتات إرشادية ولوحات للصور التاريخية للمعبد والمواقع الأثرية والتراثية بمدينة إسنا ومحيطها، فضلا عن عناصر تنسيق موقع، ومقاعد للزائرين، وأرضيات قابلة للفك لتسهيل صيانة شبكات المرافق القائمة، مشيراً إلى أنه بالنسبة لمبنى خدمات الزائرين ومكاتب العاملين، فتتمثل أعمال التطوير في إعادة تصميم وبناء مبنى العاملين ليشمل منفذا لبيع المشروبات والمأكولات الخفيفة بالدور الأرضي، وسلما للوصول لسطح المبنى، ودورات مياه للزائرين من الجنسين، ومنطقة جلوس مظللة بالدور الأول، وعدد 4 مكاتب إدارية لموظفي الوزارة، وغرفة مخزن، وأوفيس.
وأكد مدير آثار البر الغربي، إنه فيما يتعلق بمنطقة مرافق المعبد فسيتم إنشاء بوابة دخول وخروج خاصة بالموظفين ملحق بها غرفة أمن، وغرفة مولد الكهرباء، وغرفة كهرباء، وغرفة تيار خفيف، ومكتب لموظفي غرفة الكهرباء، وتركيب أرضية داخلية لغرفة التحكم، وممر خدمة يسمح بدخول ونش صغير لأعمال الصيانة، ونظام إنذار ومكافحة الحريق، وبالنسبة لأنظمة إضاءة المعبد ستضم أعمال التطوير تفعيل نظام إضاءة متخصص للمعبد بما يشمل الإضاءة الخارجية لكتلة المعبد، والإضاءة الداخلية لقاعة الأعمدة والسقف، ومراجعة عناصر الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمعبد لتلافي تأثيرها على إضاءة المعبد، وإضاءة السلالم والممرات وكشافات الصيانة (بصورة غير مؤثرة على المعبد)، وإضاءة منطقة الدخول، وساحة الخروج، ومبنى خدمات الزائرين.
أما عن تاريخ معبد خنوم في إسنا، فيقول أحمد حسن أمين مدير عام آثار إسنا، إنه تم بدء بناء المعبد فى مدينة إسنا بعهد الملك تحتمس الثالث خلال الأسرة الثامنة عشر، وتم الإنتهاء من تشييد المعبد خلال الفترة البطلمية والعصر الروماني بين 40 و250 بعد الميلاد، حيث يبلغ عرض المعبد 33.5 متراً، وبعمق أسفل الأرض فى المدينة 16.5 متراً، ويضم داخله حوالى 24 عموداً يتم إجراء الترميمات الشاملة لهم منذ سنوات فى أكبر مشروع قومى، حيث يبلغ إرتفاع العمود الواحد منهم 13 متراً ويحتوى فى الواجهة على قاعة بها 6 أعمدة وجدار يحتوى على نقوش بارزة بألوان عظيمة لا تزال موجودة حتى الآن.
ويضيف مدير عام آثار إسنا، لـ"اليوم السابع"، إنه يعتبر معبد خنوم هو الوحيد الباقى من أربعة معابد كانت موجودة فى إسنا ثلاثة منها فى شمال غرب إسنا فى (أصفون – كوم الدير – غرب اسنا)، أما الرابع فكان يقع فى شرق إسنا (الحلة)، وفى عام 1830 تم اكتشاف معبد آخر فى كومير جنوب غرب اسنا بحوالى 10 كم، إلا أن هذه المعابد اختفت منذ القرن الماضى ولم يبق منها غير ما يدل عليها، حيث أن العالم الفرنسى (شامبليون) زار معبد إسنا فى عام 1828م وذكر أنه رأى نقوشا تحمل اسم الملك تحتمس فى هذا المعبد، ويعتقد أن المعبد الحالى أقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة، حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس عام 1468 – 1436 ق.م الذي جاء ذكر مدينة إسنا باسمها فى عهده.
أعمدة واجهة معبد خنوم بمدينة إسنا
الإستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة في تطوير معبد إسنا
الأعمدة فى معبد إسنا تحصل على ترميمات شاملة
الألوان على جدران معبد خنوم بإسنا
الترميمات مستمرة داخل معبد خنوم بإسنا
الجهة الخلفية لمعبد خنوم إله الخلق بإسنا
المعبد بناه الملك تحتمس الثالث لعبادة الإله خنوم
ألوان ساحرة على جدران معبد خنوم الفرعونى
ترميمات سقف وأعمدة معبد خنوم بمدينة إسنا
ترميمات مميزة لإظهار النقوش والألوان البديعة بأعمدة معبد خنوم
جانب من اعمال الترميمات داخل معبد خنوم
جانب من النقوش والألوان فى معبد خنوم بإسنا
زيارة رئيس الوزراء لبحث خطط تطوير معبد إسنا
عظمة الفراعنة معبد خنوم
معبد خنوم إله الخلق لدى الفراعنة يحصل على دفعة كبيرة لتطويره
واجهة معبد خنوم الفرعونى بمدينة إسنا
واجهة معبد خنوم بمدينة إسنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة