الانتهاكات الإسرائيلية تتواصل في غزة، حيث يبقى المدنيين المستهدف الأول لقوات الاحتلال، في القطاع المحاصر، وهو ما يبدو بجلاء عند النظر إلى طبيعة الهجمات وأهدافها، حيث ترتكز الغارات بشكل مباشر على المربعات السكنية، بينما يمنع الطعام والشراب والأدوية عن السكان، وهو ما يعكس منهجية الخطة التي تتبناها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتي تهدف بالأساس إلى تهجير السكان، وإخلاء الأرض من أهلها، في الوقت الذي تنتفض فيه شعوب العالم، دعما لأهل غزة، وللتعبير عن إدانة العدوان الغاشم.
ففي مخيم جباليا، سقط 3 شهداء وأصيب آخرين إثر قصف أحد المنازل، و5 شهداء في قصف استهدف منطقة جباليا النزلة، في حين سقط 3 مهندسين يعملون في مجال المياه، تابعين لمنظمة أوكسفام، في غارة إسرائيلية بخان يونس، كما استهدفت مسيرة تابعة للاحتلال منطقة المواصي غربي مدينة رفح الفلسطينية، أدت إلى استشهاد شخصين، بينما سقط مثلهما في منطقة خربة العدس شمالي رفح، بالإضافة إلى استشهاد آخر جراء غارة على منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، و أصيب خمسة مواطنين، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، أن الاحتلال الإسرائيلي يتوغل بآلياته في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون، ويستهدف كل من يتحرك في مخيم جباليا حتى فرق الإسعاف.
وأشار "بصل"، في تصريح لقناة "القاهرة" الإخبارية السبت، إلى أن قوات الاحتلال استهدفت بحزام ناري مربعًا سكنيًا في مشروع بيت لاهيا وأعداد الشهداء مرشحة للزيادة، كما أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة إخلاء شمال قطاع غزة من الفلسطينيين بكل الوسائل.
ومن جانبها، شددت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا، على ضرورة حماية المدنيين والجرحى والمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية، بموجب القانون الدولي الإنساني، في أعقاب ما وصفتها بـ "الأخبار المروعة من شمال غزة حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون من أهوال لا توصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية."
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قالت مسويا "إن الأشخاص محاصرون تحت الأنقاض ويمنع المستجيبون الأوائل من الوصول إليهم، ويتم تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين قسرا، بينما تنفد الإمدادات الأساسية، تم قصف المستشفيات التي أغرقتها أعداد كبيرة من المرضى."
وأكدت جويس مسويا ضرورة أن تتوقف هذه الفظائع، وأن يتم احترام القانون الدولي الإنساني، كما دعت إسرائيل إلى ضرورة الامتثال للتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
وعلى الرغم من التقاعس الدولى، في التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية، إلا أن ثمة حراك شعبي عالمي، يبدو بوضوح في التظاهرات التي شهدتها العديد من المدن حول العالم، احتجاجا على الأوضاع في القطاع، ولمطالبة حكوماتهم بدور أكبر فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب، في ضوء ما آلت إليه من تداعيات كبيرة.
ففي مدينة بالما الإسبانية، تجمع العشرات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة بالإضافة إلى المطالبة بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل، حسبما قالت وكالة أوروبا بريس، كما دعوا إلى السماح بدخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود، إلى المنطقة على الفور.
وطالبوا الحكومة الإسبانية بالعمل على منع الإبادة الجماعية، ودعم جميع آليات المساءلة الدولية القائمة "بشكل لا لبس فيه وغير مشروط"، والحفاظ على تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتعليق صادرات الأسلحة الإسبانية إلى إسرائيل بشكل دائم، وتعزيزها، في إطار اتفاق السلام الشامل مع الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، "فرض حظر شامل على الأسلحة على جميع أطراف النزاع."
إلا أن الأمور وصلت إلى حد الاشتباك مع الشرطة، في إيطاليا، وتحديدا في مدينة نابولي، والتي شهدت مظاهرات حاشدة للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة، ووقف إطلاق النار تزامنا مع اجتماع وزراء دفاع مجموعة السبع، حيث رفعوا لافتات تطالب بإنهاء العدوان.
وفي الضفة الغربية، اندلعت اشتباكات مسلحة بين فصائل فلسطينية وقوات الاحتلال بعد اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين.
وقالت مصادر محلية، إن عددا من آليات الاحتلال اقتحمت المدينة من حاجز الجلمة العسكرية، وتمركزت في عدد من الشوارع، وداهمت بناية سكنية وفتشتها، مضيفة أن قوات الاحتلال اعتقلت مواطنا، واحتجزت آخر وحققت معه ميدانيا.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، حيث أن قوة من جيش الاحتلال معززة بعدد من الدوريات والآليات المصفحة اقتحمت مخيم بلاطة، وانتشرت في عدة أحياء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة