قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، إن مصر حققت تقدما ملحوظا فى مجال الأمن الغذائي، من خلال مجموعة من الاستراتيجيات والمشاريع الطموحة التى أطلقتها الدولة، بداية من عام 2014، وذلك ضمن خطة طموحة وجهود متكاملة تؤكد حرص الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتى فى المحاصيل الزراعية الأساسية، وتعزيز الأمن الغذائى لمصر وشعبها، فى ظل ما يشهده العالم من حروب واضطرابات تؤثر على سلاسل الإمداد، والاحتياطى الاستراتيجى من الغذاء حول العالم.
وأضاف خليفة لـ"اليوم السابع": أن قبل 2014 كان أكبر سعة تخزينية من المحاصيل الاستراتيجية الرئيسية فى مصر، وهم: القمح، الأرز والذرة والسكر، لمدة 3 أشهر، وهو ما لم يكن يمنح مرونة فى تعزيز الأمن الغذائى، لكن بداية من 2014 وحتى الآن تم مضاعفة السعة التخزينية حيث بلغت حوالى 6 ملايين طن أى تكفى نحو 6 أشهر بعد التوسع فى أماكن التخزين ومساحات الزراعة، من خلال المشروع القومى لإنشاء الصوامع تنفيذا لتوجيهات الرئيس، حيث وجه الرئيس فى 2023 بإنشاء مستودعات استراتيجية للسلع الغذائية الرئيسية، وجارى حاليا بناء مستودعات فى 3 مواقع "الفيوم على مساحة 10 أفدنة، الأقصر على مساحة 10 أفدنة، والسويس على 10 أفدنة" بتكلفة تتجاوز 5 مليار جنيه تقريبا، وهم مرحلة أولى من المشروع، حيث يتضمن المشروع إنشاء نحو 50 صومعة، بسعة تخزينية تقدر بنحو 1.5 مليون طن، موزعة على 17 محافظة.
وأوضح أن الثلاث مواقع ستحقق احتياطى استراتيجى من السلع الغذائية، حيث سيخدم كل موقع الكثير من المحافظات، كما تطبق كافة المواقع معايير السلامة للسلع المخزنة، ويتم إدارتهم إدارة إلكترونية لمتابعة حجم السلع المخزنة والاحتياطى وحجم السحب، مضيفا: ومن 2014 وحتى الآن، وبناء على دعم غير محدود من الرئيس لقطاع الزراعة باعتباره أمن غذائى قومى، تم زراعة نحو 2 مليون فدان مساحة إضافية من إجمالى 4 مليون فدان مستهدف إضافتهم للمساحات الزراعية فى مصر، وقد ساهم ذلك فى تعزيز الوضع الأمن الغذائى، فقد أصبح إنتاج القمح حوالى 9 ملايين طن للسوق المحلى، فى 3.2 مليون فدان فى الوادى والدلتا، بجانب مشروعات مستقبل مصر والعوينات وتوشكى، وبالتالى العام الماضى شهد زيادة نحو 500 ألف فدان لمساحات القمح، ونستورد قرابة 10 مليون طن قمح سنويا، وذلك نظرا لأن القمح من أكثر السلع استهلاكا داخل مصر.
وتابع نقيب الزراعيين: بالنسبة للسكر، فقد وصلت نسبة الاكتفاء الذاتى إلى 85% وذلك نتيجة العديد من المشروعات منها: مستقبل مصر وغيرها لزراعة مساحات من بنجر السكر وقصب السكر، وبالنسبة لـ محصول الأرز فقد حققنا الاكتفاء الذاتى منه وتوقفنا عن تصدير الأرز منذ 4 سنوات، أما الزيوت، فأن حجم الاستهلاك المحلى منه يقدر بـ1.6 مليون طن سنويا، ننتج منها حوالى 15% فقط، وبالتالى فأن الدولة خصصت ضمن المساحات الزراعية الجارى إضافتها بحوالى4 مليون فدان، مساحات للمحاصيل الزيتية لتخفيض فاتورة الاستيراد للزيوت، هذا بخلاف تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك، والخضروات والفواكه جميعها تقريبا لدينا اكتفاء ذاتى منها أيضا.
وأشار نقيب الزراعيين، إلى أن الوادى والدلتا يضمان 6 مليون فدان زراعى، ينتجون 75% من الإنتاج الزراعى فى مصر، رغم أنها مساحات أو حيازات زراعية صغيرة، ولدعم المزارعين قدمت الدولة حوافز مالية للمزارعين لتشجيعهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح وقصب السكر والبنجر، مما أدى إلى زيادة الإنتاج المحلى من هذه المحاصيل، ولفت إلى أنه من ضمن الاجراءات التى اتخذتها الدولة من بعد 2014، هو إنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء، لتكون المنوطة بمتابعة بكل ما يتعلق بإنتاج غذاء صحى وآمن، بخلاف دور معمل متبقيات المبيدات بوزارة الزراعة، والمعنى بإجراء فحوصات للتأكد من عدم وجود متبقيات من المبيدات فى السلع المتداولة بالأسواق سواء المحلية أو الخاصة بالتصدير.
ولفت إلى أن الدولة اهتمت ببناء بنية تحتية متطورة تم إنشاء مستودعات استراتيجية مجهزة بأحدث التقنيات لضمان حفظ المنتجات الزراعية فى أفضل الظروف، مما يساهم فى تقليل الفاقد الغذائى.