أكثر من 8 سنوات مضت على افتتاح آخر المشروعات القومية داخل معابد الكرنك وهو "المتحف المفتوح" بجوار الصرح الأول للمعبد، والذي حصل على دعم كبير بزيارة مؤخراً من وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع السفارة الفرنسية، لحماية المقصورات الفرعونية والقطع الأثرية التاريخية التى كانت متناثرة داخل معابد الكرنك بمحافظة الأقصر، وكذلك جلب القطع الثمينة من المخازن وعرضها للجمهور.
التحف المعروضة أمام الجمهور بالمتحف المفتوح
ومن جانبه كشف الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، إنه تم فتح الزيارات في المتحف المفتوح بالكرنك منذ عام 2016 لتشجيع حركة زيارات المعابد وتغيير الصورة القديمة للسياح داخل المعبد بالتجديد الدائم فى المعابد الأثرية الفرعونية، للتأكيد على أن مصر ما زال فى جعبتها الكثير لتقدمه فى مجال السياحة الثقافية، الأمر الذى يجعل من إقامة المتحف المفتوح فى معابد الكرنك من أهم خطوات دعم حركة السياحة، وشارك على مدار السنوات الماضية في تطوير وترميمات القطع والمقصورات داخل المتحف مسئولي المركز المصرى الفرنسي.
وأوضح الطيب غريب، إنه تم في آخر عمليات تطوير شهدها محافظ الأقصر والسفير الفرنسي بمصر، إعادة بناء مجموعة ضخمة من المقاصير مثل مقصورة الملك سنوسرت الأول ومقصورة الملك تحتمس الأول وأمنحتب الثاني ومقصورة الملكة حتشبسوت وغيرها من المقاصير، حيث سيتم إضافة مجموعة اثار خاصة بالملك امنحتب الأول، وسيتم إعادة بناء آلاف القطع التي تخص هذه المباني والتي كانت مشيدة يوماً ما وسط مجموعة معابد الكرنك، كما تم العمل فى بوابة الملك رمسيس الثالث شمال شرق صالة الأعمدة الكبرى، وهذه البوابة مشيدة من الحجر الرملي وعليها نقوش تخص الملك رمسيس الثالث الا أنه بعد فك هذه البوابة لاعادة تركيبها، وتم العثور على العديد من الكتل التي تخص الملك امنحتب الثالث معاد استخدامها داخل هذه البوابة، حيث كانت هذه البوابة جزء من السور الطوب اللبن الذي يحيط بمعبد آمون رع ويعود إلى عصر الاسرة 18 وسيتم في الموسم القادم استكمال مجموعة من الأعمال في محيط البوابة لتطوير المنطقة المحيطة بها.
بوابات الملوك المنتظر تطويرها داخل المتحف المفتوح بالكرنك
وأكد مدير معابد الكرنك، على إنه تم العمل أيضاً بالمشروع في معبد طهارقة القريب من البحيرة المقدسة، وهذا المعبد يعود إلى عهد الملك طهارقة وقبله الملك شباكو وهو من أعمال الاسرة 25 النوبية، وهذا المعبد يعد فريد من نوعه حيث ينقسم إلى جزئين جزء تحت الأرض وجزء آخر فوق الارض، وتتم حاليا دراسة جميع الكتل داخل المعبد وتوثيقها وتجميعها خاصة في الجزء العلوي الذي تعرض للتدمير في العصر الروماني، بالإضافة إلى بعض أعمال الترميم والصيانة المختلفة في عدة أماكن بالمعبد.
وفى هذا الصدد شهد المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، والسفير الفرنسي بالقاهرة إيريك شوفاليية، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، سير الأعمال التابعة للمركز المصري الفرنسي داخل مجموعة معابد الكرنك والتي شملت مجموعة من المواقع انتهي بها العمل، ومجموعة أخري موضوعة في الخطة المستقبلية خلال الفترة القادمة، حيث تم تفقد أعمال تطوير المتحف المفتوح والذي يوجد به مجموعة كبيرة من القطع التي تم اكتشافها خلال السنوات الماضية مستخدمة كحشو داخل بعض المباني الأخري ولا يعلم على وجه التحديد أماكنها الأصلية داخل المعبد.
بوابة الملك حتشبسوت التاريخية داخل المتحف المفتوح بالكرنك
ومن جانبه، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على استمرار التعاون لأكثر من 50 سنة مع الجانب الفرنسي متمثلا في المركز المصري الفرنسي الذي يعمل بمعابد الكرنك طوال هذه السنوات، مؤكدا على ان هذه الفترة تشهد تعاون مبهر في ترميم معابد الكرنك من خلال التعاون المشترك بين وزارة السياحة والأثار والمركز المصري الفرنسي، لافتا إلى أن الجانب الفرنسي أهدي معابد الكرنك 37 مليون جنيه لاعادة ترميم عدة مناطق داخل معابد الكرنك وتطويرها ورفع كفاءة العديد من المناطق ومنها المتحف المفتوح بالمعبد واعادة تجميع القطع ببوابة الملك رمسيس الثالث والمقاصير الأزورية بالفناء الأول، وقال الدكتور محمد إسماعيل، نعد بإعداد خريطة زيارات معابد الكرنك في المرحلة المقبلة ليشاهد الزائرين أعمالا جديدة تليق بالحضارة المصرية القديمة.
كما أكد السفير الفرنسي سعادته بالنتائج المبهرة بين الجانبين المصري والفرنسي والتعاون المستمر منذ تأسيس المركز المصري الفرنسي عام 1967، مضيفا أن الحكومة الفرنسية خصصت 37 مليون جنيه لاستمرار أعمال الترميمات والتطوير التي تتم داخل معابد الكرنك ومنها المتحف المفتوح وبعض أعمال الحفائر.
تطوير البوابات التاريخية داخل المتحف المفتوح بالكرنك
وكشف سفير دولة فرنسا بالقاهرة إريك شوفالييه، خلال زيارته لمعابد الكرنك، عن بدء خطة تطوير شاملة داخل المتحف المفتوح بتكلفة 37 مليون جنيه، بدعم الجانب المصري والمركز الفرنسي بالكرنك، مضيفاً أنه توجد خطة ثلاثية لتطوير المتحف المفتوح تشمل ترميمات المقاصير وتجديد المتحف، وثانيا ترميمات بوابات رمسيس وأمنحتب، وثالثا دعم أطفال مصر وفرنسا وتوعيتهم خلال زيارة المعابد المصرية.
جدير بالذكر إنه يوجد داخل المتحف المفتوح بمعابد الكرنك، أدوات الحياة اليومية عدة أوانى مخصصة لتنفيذ وصفات الطبخ والمأكل والمشرب المختلفة، وكذلك إناء كبير يشبه كثيرا "يد الهون"، التى تسخدم حتى وقتنا هذا فى تنعيم الثوم لاستخدامه فى المأكولات، وكذلك إناء ضخم بمقبض كبير لطحن الحبوب والقمح وغيرها لكى يصنع منها خبز الشمس قديما، ومقصورة بيضاء تعود للملك سنوسرت الأول أو سيزوستريس الأول وهو ثانى ملوك الأسرة الثانية عشر، واشترك فى حكم مصر مع والده خلال الأعوام 1975 إلى 1965 قبل الميلاد، ثم انفرد بحكم مصر بعد وفاة والده وامتدت فترة حكمه إلى 43 سنة ازدهرت خلالها الحياة فى مصر، وأشرك ابنه فى الحكم خلال الثلاثة أعوام الأخيرة من حكمه، وتقرر إضافة الكتل الحجرية والقطع التاريخية الفرعونية للمتحف المفتوح، وذلك عقب تكدسها داخل المخازن الخاصة بمعابد الكرنك والتى استخرجت من حفائر الكرنك خلال الفترة الماضية، حيث أن المتحف أفتتح سابقا فى 22 أبريل 1986م لخدمة الحركة السياحية داخل المعبد، وتوجد داخله العشرات من القطع التى كانت تستخدم فى الحياة اليومية القديمة.
المحافظ والسفير الفرنسي خلال تفقد تطوير المتحف المفتوح
بحث مشروع جديد لتطوير المتحف المفتوح بتكلفة 37 مليون جنيه
خطة مشروع تطوير المتحف المفتوح بالكرنك
شرح تفاصيل تطوير المتحف المفتوح فى معابد الكرنك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة