قال الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير (والذي صدر قرارًا بتعينه رئيسًا تنفيذيًا لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية)؛ إن التشغيل التجريبي للقاعات الرئيسية بالمتحف هي مرحلة جديدة من مراحل التشغيل التجريبي والتي تعد مرحلة "إعداد" وتأهيل لمرحلة الافتتاح الرسمي.
جاء ذلك خلال لقاءه مع "اليوم السابع"، على هامش التشغيل التجريبي للقاعات الرئيسية بالمتحف المصري الكبير، والتي بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي، موضحًا أن المتحف يجري تشغيليًا تجريبيًا لقاعاته المتخلفة والتي بدأت بالسماح بزيارة المسلة المعلقة والبهو العظيم ومتحف الطفل والدرج العظيم والمنطقة التجارية، وبالتالي جاء تشغيل القاعات الرئيسية استكمالا لمراحل التشغيل التجريبي، مؤكدًا أن ذلك لا يعد افتتاحًا رسميًا.
أوضح الدكتور الطيب عباس؛ أن التشغيل التجريبي للقاعات الرئيسية له عدة اهداف من بينها اختبار أنظمة التشغيل والإضاءة والحرارة والرطوبة داخل فتارين العرض خلال وجود الزائرين، واكتشاف أية سلبيات لتلافيها قبل الافتتاح الرسمي الكامل للمتحف، وقال "نختبر أنفسنا ونشحن من أداءنا قبل الافتتاح الرسمي".
وعن قاعتي الملك توت عنخ آمون، ومتحف مراكب الملك خوفو، كشف الدكتور الطيب عباس عن أنهم جاهزون أيضًا للافتتاح، ولكنهم ليسوا من ضمن التشغيل التجريبي في الوقت الحالي، وسيتم تحديد ما إذا كان سيتم ضمهم ضمن مراحل التشغيل التجريبي من عدمه خلال الفترة المقبلة أو افتتاحهم مع الافتتاح الرسمي، خاصة وأن قاعتي الملك توت عنخ آمون هما "أيقونة" المتحف لأنهما يضمان كافة مقتنيات الملك وعرضها في مكان واحد لأول مرة، مؤكدًا على أن "المتحف بأكمله جاهز للافتتاح الرسمي".
وكشف عن أن سيناريو العرض المتحفي للقاعات يضم كل ما يخص الحضارة المصرية القديمة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، كما تروي موضوعات رئيسية عن الطب والزراعة والتحنيط وغيرها، مشيرًا إلى أنه تم وضع سيناريو عرض واضح وصريح ومبسط ليناسب الزوار مع استخدام التكنولوجيا الحديثة داخل القاعات ولكن الأثر يظل هو "سيد المكان والموقف" داخل القاعات، حيث تم مراعاة الحفاظ على قيمة ورونق الأثر وتقديمه بطريقة شيقة وبسيطة للزائر مع الحرص على جعله هو سيد المكان والموقف.
ووصف الدكتور الطيب عباس قاعات المتحف المصري الكبير بالأهم على مستوى العالم وقال "قاعة واحدة بما تضمه تمثل متحف بأكمله في دول العالم"، والمتحف كله جاهز للتشغيل ولكن تحديد موعد الافتتاح الرسمي هو "قرار سيادي" يتم تحديده بناء على ظروف مناسبة اقليميًا ودوليًا.
ولأول مرة علق الدكتور الطيب عباس، على ما أثير حول أسعار تذاكر زيارة المتحف المصري الكبير، وقال "هذه ليست الأسعار النهائية للزيارة" المرحلة الحالية هي مرحلة تشغيل تجريبي، وسيتم تحديد أسعار الزيارة النهائية مع الافتتاح الكلي كما توجد عدد من الفئات معفاة من تذاكر الزيارة وسيتم الإعلان عنها مع الافتتاح الرسمي.
أوضح الدكتور الطيب عباس أن هناك نوعان من تذاكر زيارة المتحف المصري الكبير وهي "تذكرة زيارة عادية" حيث يقوم الزائر المصري بدفع 200 جنيه للبالغين و100 جنيه للطلاب والأطفال، أو تذكرة "جولة إرشادية" ومن خلالها يتم زيارة المتحف من خلال جولة إرشادية بصحبة مرشد سياحي من المتحف وسعرها 350 جنيه للمصري البالغ و175 جنيه للطلاب والأطفال.
وأكد الدكتور الطيب عباس أن هذه ليست الأسعار النهائية وفي مرحلة التشغيل التجريبي كل شيء في مرحلة تجريبية ومتاح إعادة النظر فيها خاصة وأن هذه زيارات محددة في مرحلة تشغيل تجريبي، مؤكدًا على أن الأسعار النهائية والفئات المعفاة سيتم الإعلان عنها قبل مرحلة الافتتاح الرسمي.
وبدأ التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية بالمتحف المصري الكبير، مقدمًا للزوار فرصة استثنائية لاستكشاف اثنتي عشرة قاعة عرض، تأخذ الزائرين في رحلة فريدة تمتد عبر آلاف السنين من التاريخ المصري، بداية من عصور ما قبل التاريخ ( قبل الميلاد) وصولاً إلى العصر الروماني (حوالي ميلادي). تضم المعروضات قطعًا أثرية تعرض ضمن ثلاثة موضوعات مترابطة - الملكية، المجتمع، والمعتقدات - بما يعكس العلاقة الديناميكية بين ملوك مصر القدماء، شعبهم، وآلهتهم.
وتجمع قاعات العرض الرئيسية بين روعة القطع الأثرية الفردية والسرد التاريخي الأوسع، مما يتيح للزوار استكشاف التراث المصري بطرق متعددة، سواء عبر الترتيب الزمني، أو من خلال موضوعات محددة، أو بأسلوب مخصص يتناسب مع اهتماماتهم الخاصة.
وإلى جانب قاعات العرض الرئيسية، يستمتع الزوار بأماكن أخرى، مثل المسلة المعلقة أول مسلة معلقة بالعالم ،متحف الاطفال، والحدائق الخارجية، والمنطقة التجارية التي تضم مجموعة من المطاعم والمقاهي والمتاجر التي تقدم علامات تجارية مصرية.
بينما يضم البهو الرئيسى تماثيل أثرية مهيبة كتمثال الملك رمسيس الثاني وعمود النصر للملك مرنبتاح، وغيرها من الكنوز التي تربط تاريخ مصر بحاضرها.
ويضيف الدرج العظيم إلى فخامة المتحف، حيث يعرض أكثر من 60 تمثالاً ملكياً وغيرها من التحف الفريدة، مما يعزز تجربة الزوار خلال اكتشافهم لتراث مصر القديمة، وتجدر الإشارة إلى أن قاعة عرض توت عنخ آمون ستظل مغلقة حتى الافتتاح الرسمي.