مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة إسلامية تخطف أنظار الزوار من أنحاء العالم.. على مساحة 3 آلاف متر مربع.. يوثق التسامح ويعزز الحوار الثقافى.. يضم مئذنتين ارتفاع كل منها 76 مترا.. ويتسع لأكثر من 3 آلاف مصل.. صور

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 09:00 م

تحفة معمارية

شرم الشيخ ـ محمد حسين تصوير: ماهر إسكندر

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُعد مسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء أحد أبرز المعالم الإسلامية والسياحية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، يجمع المسجد بين الفخامة المعمارية والإرث الديني، ما جعله مقصدًا رئيسيًا ضمن البرامج السياحية لكافة الجنسيات التي تزور المدينة.

تم إنشاء مسجد الصحابة في منطقة السوق التجاري القديم بشرم الشيخ، حيث وُضع حجر الأساس للمسجد في 10 يناير 2011، وبعد سنوات من العمل المكثف، افتُتح المسجد في 24 مارس 2017 ليصبح رمزًا من رموز المدينة، وقد بلغت تكلفة بناء المسجد 30 مليون جنيه.

يقع المسجد على مساحة واسعة تقدر بـ 3 آلاف متر مربع، ويضم مئذنتين شاهقتين يبلغ ارتفاع كل منهما 76 مترًا، إلى جانب العديد من القباب التي تزين سقف المسجد، ويتسع المسجد لأكثر من 3 آلاف مصلٍ، ويحتوي على صحن رئيسي يصل ارتفاعه إلى 36 مترًا، ومساحته 1800 متر مربع، يتسع لـ 800 مصلٍ. كما يحتوي المسجد على رواق داخلي به مظلتين مخصصتين للصلاة، و36 دورة مياه.

يتميز مسجد الصحابة بشرم الشيخ بطرازه المعماري الذي يدمج بين الأصالة والحداثة، حيث تم تصميمه ليعكس الطراز الإسلامي التقليدي، مع إضافات حديثة تعزز من جاذبيته كمعلم سياحي وديني، وقد أسهم المهندس فؤاد توفيق في تصميم هذا الصرح الفريد، ولم يتقاضَ أي أجر على جهوده، ليكتمل بناء المسجد بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد بشرم الشيخ.

المسجد ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو تحفة معمارية تجذب الأنظار، حيث يُحرص السائحون على التقاط الصور التذكارية بجواره، وتطل واجهة المسجد على البحر، بينما يقع خلفه جبل من جبال جنوب سيناء، مما يضفي عليه سحرًا طبيعيًا إضافيًا.

تم تجهيز مسجد الصحابة بأحدث وسائل الاتصال والتكنولوجيا لضمان تواصل دائم بين الإمام والمصلين، خاصة أثناء خطب الجمعة، وزُودت أروقة المسجد بالعديد من الشاشات الكبيرة التي تبث الخطب والدروس بشكل مباشر، مما يتيح للمصلين في كافة أنحاء المسجد متابعة الإمام بوضوح سواء بالصوت أو بالصورة.

يحمل المسجد اسم "الصحابة" تكريمًا لأصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تزينت جدران المسجد بأسماء كبار الصحابة مثل أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم من الصحابة ، وتنتشر هذه الأسماء على الأضواء الفخارية (أباليك) التي تزين المسجد، لتكون شاهدة على عظمة هؤلاء الرجال الذين كان لهم دور كبير في نشر الدين الإسلامي.

يلعب مسجد الصحابة دورًا محوريًا في نشر الوعي الديني الصحيح بين الزوار، حيث يتوافد عليه السياح من مختلف الجنسيات لطرح أسئلة تتعلق بالإسلام، ويساهم المسجد بشكل فعّال في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الدين الإسلامي وتقديم الصورة الصحيحة السمحة التي تدعو إلى التسامح والرحمة.

يحتوي المسجد على مكتبة ضخمة تضم كتبًا ومطبوعات بالعديد من اللغات، مما يتيح للسياح فرصة التعرف على تعاليم الإسلام وأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتُخصص المكتبة أيضًا نسخًا مترجمة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى أسطوانات مدمجة تشرح تفسير القرآن بعدة لغات.

يقوم المسجد بتوفير الآلاف من المطبوعات بلغات مختلفة مثل الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية، والإيطالية، لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام للسياح، ويقوم فريق عمل متخصص من الأئمة، المدربين على الدعوة بعدة لغات، بتقديم شروح مستفيضة للزوار، مما يسهم في تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي.

إلى جانب مسجد الصحابة، يضم المركز الثقافي الإسلامي الذي يعمل بشكل متكامل مع المسجد، فريقًا من الأئمة المتخصصين في الدعوة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، مما ساهم في استقبال وفود رسمية من دول عدة مثل الصين، روسيا، وإيطاليا، و يلعب المركز دورًا هامًا في تبادل الثقافات وشرح الوجه الحقيقي للدين الإسلامي.

مسجد الصحابة ليس مجرد معلم ديني بل هو أيقونة ثقافية وسياحية تروي قصة الإسلام في قلب مدينة شرم الشيخ، بموقعه الاستراتيجي وتصميمه الفريد، فأصبح المسجد محطة ضرورية لكل زائر، سواء كان من محبي التاريخ والباحثين عن السلام الداخلي.