نذير شؤم وتقديس للملوك.. كيف رأى العالم القديم ظهور الشهب في السماء؟

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 07:00 ص
نذير شؤم وتقديس للملوك.. كيف رأى العالم القديم ظهور الشهب في السماء؟ الشهب - أرشيفية
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عرف الناس الشهب والنيازك منذ فجر التاريخ فهما ظاهرة سماوية وحقيقة لا تغيب عن أبصار المتأملين في ليل السماء، وتختلف الشهب عن النيازك في أن الشهب ترى محترقة كخيوط ضوئي في السماء وهي كثيرة ولا يصل منها إلى سطح الأرض سوى رماد لا ندرك أثره.

وسيكون هواة الفلك على موعد مع واحدة من أهم الظواهر الفلكية التى تزين سماء مصر، حيث تشهد الكرة الأرضية، الليلة ، شهب الجباريات والتى ستحدث ذروتها ليلة الاثنين المقبل خاصة الضعيف والخافت منها، وتعتبر شهب الجباريات من الزخات الشهابية المتوسطة حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 20 شهابا فى الساعة عند الذروة، وتأتى شهب الجباريات نتيجة دخول الأرض فى مخلفات غبار مذنب هالى Halley التى تدخل الغلاف الجوى الأرضى وتحترق فيه فى صورة شهب.

استمر الناس بالاعتقاد بأنّ شهب التنين جسم في السماء يستحضر الخرافات ويرتبط بالآلهة والدين، ودام هذا الاعتقاد لفترة طويلة خلال العصور القديمة، إذ كان يٌعتقد بأن الشهاب يسقط على الأرض كهدية من الملائكة، بينما اعتقد البعض الآخر بأنّ الآلهة كانت تظهر غضبها من خلال سقوط الشهب على الأرض، اعتقد الإغريق والرومان أن ظهور الشهب وزخّاتها والمذنبات كان إما بشري أو نذير شؤم، فكانت الشهب إشارات على أن أمرا جيدا أو سيئًا قد حدث أو أنه كان على وشك الحدوث، فقد يكون وصول الشهاب مبشراً بولادة شخصية عظيمة.

اعتقد الإغريق والرومان أن ظهور الشهب وزخّاتها والمذنبات كان إما بشرى أو نذير شؤم. كانت إشارات على أن أمراً جيداً أو سيئاً قد حدث أو أنه كان على وشك الحدوث. قد يكون وصول الشهاب مبشراً بولادة شخصية عظيمة، وقد جادل بعض الناس حتى بأن النجم الذي اتبعه المجوسي الفارسي إلى بيت لحم لرؤية يسوع كان في الواقع شهاباً.

في ربيع العام الرابع والأربعين قبل الميلاد، تم تفسير المذنب الذي ظهر كإشارة على تقديس وتأليه يوليوس قيصر بعد مقتله. أما بالنسبة لابن القيصر المتبنى أوكتافيان -الذي سرعان ما أصبح الإمبراطور أغسطس- فقد جعل من المذنب الذي أضاء في السماء خلال المباريات الجنائزية التي أقيمت لوداع القيصر أمراً عالي الشأن. تم الاحتفاء بهذا الحدث البديع في المصادر القديمة؛ فتجد فيرجيل يصف في قصيدته الملحمية "الإنياذة" كيف "ظهر نجم في النهار، وأقنع الإمبراطور أغسطس الناس أن يؤمنوا بأن هذا النجم هو يوليوس قيصر".

في التقاليد المسيحية، كانت زخات شهب البرشاويات مرتبطة منذ فترة طويلة باستشهاد القديس لورانس. كان لورانس شماساً في الكنيسة الأولى في روما القديمة، استشهد في عام 258م أثناء اضطهاد الإمبراطور فاليريان. يفترض أن الشهادة وقعت في العاشر من أغسطس عندما كانت شهب البرشاويات في أوجها، ولذا تم موازاة دموع القديس بشهب البرشاويات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة