إيفان بونين شاعر روسى، وهو أول أديب روسى يحصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1933م، ذلك للفن الصارم الذى يحمله على التقاليد الروسية الكلاسيكية فى الكتابة النثرية حسبما قالت لجنة نوبل المانحة للجائزة آنذاك.
ولد إيفان بونين، في مثل هذا اليوم 22 أكتوبر من عام 1870م، بمدينة فورونيج فى أسرة نبلاء ينتمى إليها الشاعر فاسيلى جوكوفسكى، والشاعرة آنا بونينا، التحق عام 1881 بالمدرسة فى مدينة يليتس، وفى البداية كانت الدراسة سهلة حيث كان يحفظ قصيدة من صفحة كاملة إذا ما أعجبته.
لكن فى الأعوام التالية مضت الأمور فى الدراسة أسوأ فأسوأ وفى العام الثالث أبقى فى صفه لكى يعيده فى العام التالى، لم يختتم بونين تعليمه فى المدرسة وواصل التعليم لاحقا بصورة مستقلة تحت إشراف شقيقه يولى اليكسييفتش الأستاذ فى الجامعة، وبعد تخرجه فى عام 1889 بدأ العمل فى الصحافة.
كتب إيفان بونين أول قصيدة له وهو فى سن الثامنة كتب، لكنه نشر أول قصائده وقصصه فى الصحيفة التى عمل بها فى عام 1889، وخصص له عمودا دائما فى الصحيفة، وكان يكسب رزقه من الكتابة الأدبية.
وكان لبونين فلسفته الخاصة، يشير كاتبو سيرته الذاتية إلى أن الكثيرين كانوا يتصورون بونين شخصا جافا وبارد الطبع، لكنهم قالوا "حقا كان يتراءى للبعض أحيانا أنه كذلك، فقد كان ممثلا بارعا، لكن من لم يعرفه حتى النهاية ما كان ليتصور مدى رقة روحه".
يُعد إيفان بونين من أكثر الأدباء الروس اهتماماً بالشرق العربي الإسلامي وبحضارته القديمة، فقد كان بونين وعلى وصف الأديب الكبير مكسيم جوركي "يمتلك جاذبية موروثة تجاه الشرق"، وبوحي من هذه الجاذبية طاف بونين مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان والجزائر.
يكتسب موضوع التأثير العربي الإسلامي في إنتاج بونين مكانة كبيرة نظراً لثرائه وتعبيره عن امتداد الاهتمام بالشرق العربي في الأدب الروسي في بداية القرن العشرين، ورغم أهمية التأثير العربي والإسلامي في إنتاج ايفان بونين، فلم يحظ هذا الموضوع بعناية الباحثين، عدا دراسة للباحث السوفيتي "تارتاكوفسكي" عن الشعر الروسي والشرق.
ونجد في مذكراته أيضًا أن إيفان قال عن مولده : "إننى ولدت قبل الأوان، ولو ولدت قبل هذا الزمن لكانت ذكرياتي ككاتب مختلفة، ولما شهدت مآسي عام 1905م، ومن ثم الحرب العالمية الأولى وبعدها عام 1917م، واستمراره ولينين وستالين وهتلر،" ولكن أحسد أبونا نوح، فقد كان من نصيبه أن يشهد حدوث طوفان واحد".
كتب إيفان العديد من الكتب منها مجموعة القصص "الدروب الظليلة" ورواية "حياة أرسينيف" والقصص "الأيام الملعونة ،"تفاح أنطونوف"، "حب ميتيا" وعدد كبير من الأشعار الوجدانية والفلسفية، بما في ذلك القصائد عن فلسطين والشرق والإسلام.
ولم يتقبل الكاتب ثورة أكتوبر وغادر روسيا عام 1920 ليقيم فى فرنسا حيث توفى عام 1953 ودفن فى مقبرة سانت جينيفيف دي بوا بضواحي باريس.