قطاع غزة محور الاهتمام داخل أروقة جامعة الدول العربية، فى ضوء العديد من الاجتماعات الهامة التى عقدتها من أجل تحقيق التوافق حول العديد من المسارات، لا تقتصر على البعد السياسى وإنما تمتد إلى أبعاد أخرى اقتصادية واجتماعية، حيث أطلقت تقريرا حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية للحرب على غزة، بالمشاركة مع الأمم المتحدة والأسكوا بينما انعقد مجلسها على مستوى المندوبين لمناقشة التحرك السياسي.
وتناول الاجتماع الأول إصدار تقرير حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية للحرب على غزة، فى ضوء العدوان الغاشم عليها، والذى اعتبر أن نتائج العدوان كارثية ليس فقط على القطاع أو حتى سائر الأراضى الفلسطينية وإنما المنطقة بأسرها.
فمن جانبه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكى، فى كلمة ألقاها نيابة عن الأمين العام أحمد أبو الغيط، إن التقرير جاء بعد أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية على غزة التى ألحقت أضرارًا كارثية بالقطاعات الحيوية فى الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها خدمات الصحة والتعليم والمرافق. وبقدر ما قتلت هذه الحرب آلاف الأبرياء بقدر ما تعمدت تدمير المجتمع والاقتصاد بما كان له أثر بالغ على حياة السكان المدنيين، خاصةً الفئات الهشة من الأطفال وكبار السن والنساء والفتيات، فضلا عن الأضرار الجسيمة للنظم البيئية الطبيعية، والتى من المرجح أن يستغرق أمر إصلاحها أجيالًا كاملةً.
وأضاف أن التقرير لم يكتفِ برصد الآثار الكارثية لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين وإنما قدَّم أيضًا تحليلًا لثلاثة سيناريوهات توضح آفاق التعافى، وذلك من خلال تقييم كل من التأثير الفورى المتوقع لعام 2025، والتأثير الطويل الأجل المتوقع بحلول عام 2034، بعد عقد من الصراع، وذلك بهدف توفير فهم شامل للمسارات والتحديات المحتملة التى قد تواجه التعافى الاجتماعى والاقتصادى لدولة فلسطين فى السنوات المقبلة.
وأما عن السيناريوهات فقد تناولها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة عبد الله الدردرى، والذى اعتبر أن الأول هو غياب التعافى عبر استمرار المساعدات بوتيرتها الحالية والتى لا تتجاوز 20 % من احتياجات القطاع وهو ما يعنى وصول الناتج المحلى إلى نقطة الصفر خلال سنوات معدودة، بينما السيناريو الاخر هو التعافى المؤقت، عبر المساعدات الكافية، ولكن دون استثمارات واستمرار احتجاز أموال المقاصة، وهو لا يختلف فى نتائجه عن السيناريو الأول سوى بنقطة مئوية واحدة، واما السيناريو الثالث فيقوم على وصول المساعدات كاملة وفك القيود على العمالة الفلسطينية، وتسليم أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية وهو ما يمكنه تحقيق تحسن نسبي.
وشدد الدردرى، على أن المساعدات الإنسانية لغزة لا تكفى، حيث لا يمكنها تحقيق التعافى، وإنما الحاجة ملحة للاستثمار فى التعافى، مشددا على أن الرسالة الأساسية لتقرير الآثار الاقتصادية والاجتماعية للعدوان على غزة هى أن الاعداد للتعافى لا ينبغى أن ينتظر حتى انتهاء الحرب، وإنما ينبغى البدء فيه من الآن.
وأما المسار الآخر فهو مرتبط بالبعد السياسى فى ضوء انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، للتشديد على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف إطلاق النار، والضغط على الاحتلال للرضوخ إلى نداء العقل
فى هذا الاطار، قال مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية مهند العكلوك، إن إسرائيل تدمر الحياة فى قطاع غزة بوحشية منذ 382 يوما باستخدام القنابل الأمريكية، لتعيد اختراع المحرقة بشكل جديد عبر حرق الأحياء والمنازل والمستشفيات ودور العبادة، معتبرا أن ما تمارسه إسرائيل يمثل تدميرا للمنظومة الدولية منذ 8 عقود، مع نهاية الحرب العالمية، عبر تقويض القرارات الأممية.