توتر فى العلاقات السياسية والدبلوماسية، يلوح فى أفق العلاقات بين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بسبب لبنان، فما بين خوف على المصالح الفرنسية فى بيروت، وما بين الحرب على حزب الله، يدور الصراع بين الزعيمين.
البداية كانت حين دعا ماكرون إلى وقف توريد الأسلحة لإسرائيل على خلفية استمرار هجماتها على جنوب لبنان، خاصة بعد أن أعلنت قوات الأمم المتحدة المنتشرة فى جنوب لبنان تعرضها مرارًا لإطلاق نار إسرائيلى، أدى إلى إصابة خمسة من عناصرها.
وأكد ماكرون أن استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من قبل القوات الإسرائيلية أمر غير مقبول على الإطلاق، وحذر من أن فرنسا لن تتسامح مع المزيد من إطلاق النار على قوات حفظ السلام فى جنوب لبنان.
الأمر الذى ما سارع نتنياهو بالرد عليه، منتقدًا حديث ماكرون قائلًا: "أولى بأصدقاء إسرائيل أن يقفوا إلى جانبها، لا أن يفرضوا قيودًا قد تعزز من قوة محور الشر الإيراني".
ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد، فقد خرجت بعد أيام قليلة، تسريبات جديدة من اجتماع وزارى مغلق حضره ماكرون، ونشرتها صحيفة لوباريزيان، قال ماكرون فيها أن على نتنياهو ألا ينسى أن بلاده أنشئت أصلا بقرار من الأمم المتحدة، وده فى إشارة طبعًا إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نوفمبر 1947 على خطة تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية.
أيضًا بنيامين نتنياهو، لم يرغب فى أن تمر التسريبات مرور الكرام، فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، أن نتنياهو اتصل بماكرون هاتفيًا، وأخبره أن قرار الأمم المتحدة لم يكن هو السبب فى إنشاء دولة إسرائيل، بل كان النصر الذى تم تحقيقه فى حرب الاستقلال بدماء المقاتلين الأبطال، والذى كان منهم كتير ناجين من المحرقة ومن فرنسا.
ووفقًا للبيان الإسرائيلى، فأكمل نتنياهو قائلًا أن الأمم المتحدة على العكس تمامًا، أصدرت مئات القرارات المعادية للسامية ضد دولة إسرائيل، بغرض إنكار حق وجود الدولة اليهودية الوحيدة، وقدرتها على الدفاع عن نفسها.
وحسب البيان، قال نتنياهو لماكرون: أعارض أى وقف أحادى الجانب للحرب على لبنان.
ودخل على الخط يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلى، وقال أن وزارته بدأت فى الإجراءات القانونية بحق ماكرون، بسبب منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة فى معرض للتجارة البحرية.
الحقيقة ووفقًا لخبراء ومحللين، يرون أن ماكرون يسعى لتقديم نفسه كوسيط دولى يدعو إلى التهدئة والحلول الدبلوماسية، وان نتنياهو يتبنى موقفاً صارماً يركز على القوة العسكرية والتدخل المباشر لتحقيق مصالح إسرائيل فى المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بحزب الله، وأن لبنان أصبحت ورقة دبلوماسية يستخدمها ماكرون لتعزيز نفوذ فرنسا فى الشرق الأوسط، محذرًا من أن التوتر مع إسرائيل قد يعقد الأمور أكثر.
كما يرى البعض أن اهتمام فرنسا بلبنان يعود فقط للمصالح الفرنسية، وحرص فرنسا على مصادر النفط والطاقة، خصوصًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أصبحت فرنسا تعتمد بشكل كبير على لبنان فى الحصول على مصادر الطاقة، بالإضافة إلى مصالح اقتصادية كبرى داخل البلاد.