فى ظل الحكم البيزنطى الرومانى الشرقى، واجه سكان القسطنطينية العديد من التهديدات، فقد حاصر الآفار والساسانيون والسلاف والصليبيون والعثمانيون العاصمة الأسطورية للإمبراطورية الرومانية الشرقية.
ومع ذلك كان هناك نوع غريب من التهديدات فخلال القرن السادس الميلادى، وعلى مدى خمسة عقود تقريباً، عاش البحارة فى المياه المحيطة بالقسطنطينية فى خوف من حوت عملاق.
كان الحوت بورفيريوس، كما أُطلق عليه، سيئ السمعة بسبب مهاجمته للسفن وإغراقها في المياه المحيطة بالقسطنطينية، وأصبح الحوت يشكل تهديدًا كبيرًا لدرجة أن الإمبراطور جستنيان الأول جعل من اصطياد هذا الوحش أولوية قصوى.
من الصعب تحديد نوع الحوت الذي ينتمي إليه بورفيريوس، واستنادًا إلى رواية بروكوبيوس، سُجِّل أن طول بورفيريوس بلغ 13.7 مترًا (45 قدمًا) وعرضه 4.6 مترًا (15 قدمًا)، وفقا لما ذكره جريك ريبوتس.
أصبحت مضايقات بورفيريوس للسفن مشكلة كبيرة لدرجة أن الإمبراطور جستنيان الأول اضطر إلى معالجة هذه القضية، على الرغم من أنه لم يكن متأكدًا من كيفية اصطياد الوحش أو قتله، ومع ذلك، كان التهديد المتمثل في وجود حوت قاتل على ما يبدو يتربص في المياه المحيطة بالقسطنطينية غير مرغوب فيه على الإطلاق، نظرًا لحجم حركة المرور البحرية التي تمر عبر العاصمة الإمبراطورية.
وفي النهاية تم حل المشكلة من تلقاء نفسها، ففي ملاحقة مجموعة من الدلافين، جنح الحوت بورفيريوس إلى مصب البحر الأسود، وكافح الحوت لتحرير نفسه، لكنه لم ينجح.