وصفت وكالة الأنباء الكويتية نجاح مصر فى القضاء على الملاريا بأنه انتصار للصحة العامة ويشكل بادرة أمل للعالم أجمع، لا سيما أنه جاء بعد جهود مضنية امتدت على مدى أكثر من 100 عام ما دفع الأمم المتحدة لتصفه بأنه "نجاح تاريخى حقا".
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، في تقرير اليوم الثلاثاء تحت عنوان "خلو مصر من الملاريا.. بادرة أمل للعالم أجمع"، أن مصر البلد الثالث في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الذي يحصل على الإشهاد على خلوه من الملاريا، علما بأنه على الصعيد العالمى تمكن ما مجموعه 44 بلدا وإقليم واحد من تحقيق هذا الإنجاز.
وأوضحت "كونا" أن جذور الملاريا فى مصر تعود إلى سنة 4000 قبل الميلاد استنادا إلى الأدلة الوراثية التي عثر عليها والتي أثبتت الإصابة بهذا المرض في مومياء توت عنخ آمون ومومياوات مصرية قديمة أخرى .
وتابعت كونا أن النجاح في القضاء على الملاريا في بلد يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة يشكل مصدر إلهام للبلدان الأخرى في الإقليم ويظهر ما يمكن تحقيقه بتسخير الموارد والأدوات المناسبة بحسب الأمم المتحدة.
ونقلت كونا تأكيد مستشار الرئيس السيسي للشؤون الصحية الدكتور محمد عوض تاج الدين أن حصول مصر على هذه الوثيقة يعد "إنجازا كبيرا" حققته الدولة المصرية في المجال الصحي في مكافحة مرض الملاريا والقضاء عليه رغم وجوده في بعض البلدان.
وأضاف أن هذه الشهادة الرسمية دليل القضاء على مرض معدٍ بعد مراحل من التأكد والفحص، مشيرا في هذا الإطار إلى نجاح مصر في القضاء على البلهارسيا والحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال والكبد الوبائي (بي) و(سي) بمنظومة وطنية مدعومة سياسيا ورئاسيا.
ولفت إلى أن مصر أول بلد يحصل على (المستوى الذهبي) في بلوغ مسار القضاء على التهاب الكبد (سي)، مشيرا إلى أنها أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد (سي)، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي قطاع الصحة والشق الوقائي أهمية خاصة لتحقيق التنمية المستدامة.
ويعد خلو مصر من مرض الملاريا "إنجازا صحيا مهما" نتيجة لجهود طويلة ومتواصلة دأبت عليها الحكومة المصرية لمكافحة هذا المرض "العضال" الذي أرهق بلادا كثيرة خلال الأعوام الماضية.
وفي هذا الصدد، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس جبريسوس، في بيان، الإشهاد على خلو مصر من الملاريا نجاح تاريخي حقا وشهادة على التزام شعب وحكومة مصر بالتخلص من هذه الآفة القديمة".
وأضاف أن الملاريا قديمة قدم الحضارة المصرية نفسها، لكن هذا المرض الذي ابتلي به الفراعنة بات الآن من ماضي مصر لا مستقبلها.
وتمنح المنظمة شهادة القضاء على الملاريا لكل بلد يثبت بما لا يدع مجالا للشك المعقول أن سلسلة انتقال الملاريا محليا عن طريق بعوض الأنوفيليس قد توقفت في جميع أنحاء البلد لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات متتالية ويجب على البلد أيضا أن يثبت قدرته على منع عودة انتقال العدوى.
يذكر أن الملاريا مرض طفيلي ينتقل عن طريق البعوض وهو شائع في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية، فيما تشير تقديرات إلى أنه كانت هناك 249 مليون حالة إصابة بالملاريا مسجلة في جميع أنحاء العالم في عام 2022.