اكتشف علماء الآثار من مركز أولوموك للآثار (ACO)، أكبر موقع دفن تم العثور عليه من ثقافة نيترا من العصر البرونزى المبكر فى وسط مورافيا بجمهورية التشيك، ويعتبر هذا الموقع الواسع، الذى يعود تاريخه إلى الفترة من 2100 إلى 1800 قبل الميلاد أحد أهم الاكتشافات فى أبحاث هذه الثقافة، حيث تم تحديد ما مجموعه 130 قبرًا، وفقا لما نشره موقع archaeology.
وقالت الباحثة الرئيسية فيندولا فرانوفا فى بيان صحفى: "بفضل التحاليل المخبرية، يمكننا إعادة بناء المظهر الجسدى لسكان ذلك الوقت، وحالتهم الصحية، وعاداتهم الغذائية، وعلاقاتهم الجينية، واستراتيجيات الهجرة".
نظرة ثاقبة على ممارسات نيترا القديمة
ولم تقتصر القبور على بقايا هياكل عظمية فحسب، بل احتوت أيضًا على سلع مثل الحلي النحاسية، والخرز العظمي، ورؤوس السهام الحجرية، وخاتم نحاسي، ومخرزات عظمية، ومن المثير للاهتمام أن بعض القبور أظهرت علامات التلاعب بعد الوفاة، مما يشير إلى أن طقوس الدفن الانتقالية كانت تُؤدى حتى بعد الموت، وهذا يشير إلى علاقة معقدة بالموت والحياة الآخرة داخل الثقافة.
وكشفت ممارسات الدفن في الموقع عن اختلافات واضحة بين كيفية دفن الرجال والنساء، فغالبًا ما كان الرجال يُدفنون ومعهم أنياب الخنازير وأدوات الصيد، بينما كانت النساء يُدفنن ومعهن المجوهرات والخرز المصنوع من قرون الأيائل، ويؤكد هذا التمييز على الأهمية الثقافية للجنس في مجتمع نيترا القديم.
كما كشف الموقع عن قبور مرتبطة بثقافة الخزف المزخرف، والتي تعايشت مع ثقافة نيترا، ومن المرجح أن القبور السابقة كانت تتميز بتلال الدفن، ما يشير إلى أن الثقافة الأحدث كانت تعترف بتقاليد الدفن الأقدم وتحترمها.
وكشفت منطقة أخرى مهمة من الحفريات، تقع بالقرب من كريلوف-بريوخوتين، عن أربع فترات دفن مختلفة تمتد لأكثر من 3000 عام، وقد استُخدمت هذه المنطقة لأغراض الدفن من العصر الحجري المتأخر حتى القرن التاسع، بالتزامن مع وجود السكان السلافيين في أراضي مورافيا الكبرى.
فى هذا الموقع اكتشف علماء الآثار 17 قبرًا هيكليًا من ثقافة الخزف المزخرف، أربعة منها تضم حفر دفن عميقة تحتوي على سلع جنائزية غنية، بما في ذلك الأواني الخزفية وأدوات الصوان.
وتوضح فرانوفا: "في كل قبر، وجدنا أيضًا زوجًا من الفؤوس - أحدهما مصقول والآخر مقشر".
كانت هناك خنادق دائرية تحيط بالمقابر، وهي على الأرجح بقايا هياكل خشبية كانت تحدد مساحة الدفن المقدسة من المنطقة المحيطة بها، وهذا هو الموقع الخامس فقط الذي نجح فيه علماء الآثار في تحديد مثل هذه الخنادق الحدودية.
بالإضافة إلى ذلك، كان من بين الاكتشافات المهمة قبر محارب جرماني من القرن الثالث، مكتملًا بدرع ورمح حديدي - وهو اكتشاف غير مسبوق في مورافيا، كما كشفت أعمال الحفر عن سبعة قبور حرق جثث تحتوي على مجوهرات معدنية نموذجية مرتبطة بالثقافة السلتية.
اكتشاف أكبر مقبرة من العصر البرونزى فى التشيك