تتزايد مخاوف الديمقراطيين من احتمال خسارتهم سباق الانتخابات الأمريكية رغم ثقتهم في نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تصدرت بطاقة الحزب بعد انسحاب جو بايدن من الترشح للولاية الثانية يوليو الماضي.
ووفقا لشبكة ان بي سي، لا زال الديمقراطيون يعتقدون أن هاريس تستطيع هزيمة منافسها الجمهوري دونالد ترامب مع الأخذ في الاعتبار أن الاستطلاعات تشير إلى سباق متقارب بشدة بين المرشحين خاصة في الولايات السبع المتأرجحة، وفي الوقت نفسه، يعرب الديمقراطيون بشكل خاص عن قلقهم من أن استطلاعات الرأى تبدو وكأنها تتحرك في اتجاه ترامب على مدى الأسبوعين الماضيين.
بدأت الشقوق في الولايات المعروفة بـ"الجدار الأزرق" في ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن في الظهور، حيث أصبح أعضاء مجلس الشيوخ الحاليون في كل من بنسلفانيا وويسكونسن الآن في سباقات متقلبة، وتتحرك الولايات الشمالية الثلاث عمومًا في نفس الاتجاه في السباق الرئاسي، لكن هاريس كانت تخسر الأرض أمام ترامب في استطلاعات الرأي، وخاصة في ويسكونسن وفي ميشيجان، حيث تثير الشكوك بين الناخبين العرب الأمريكيين قلق الديمقراطيين.
وقال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين: "يستمر الجميع في القول، "إنها قريبة" نعم، إنها قريبة -في إشارة إلى الفوز بالانتخابات- ولكن هل تسير الأمور في صالحنا؟ لا. ولا أحد يريد الاعتراف بذلك علنًا .. هل ما زال بإمكاننا الفوز؟ ربما. هل يجب على أي شخص أن يكون متفائلًا قليلاً الآن؟ لا"، وأضاف: "الأجواء الحالية ليست رائعة".
أشارت الصحيفة إلى أن هاريس قد يكون لها مسار آخر للفوز في نوفمبر ويتضمن الفوز في بنسلفانيا، وخسارة ولاية أخرى من الجدار الأزرق ولكن الفوز في نورث كارولينا ونيفادا إلا أن أي من هاتين الولايتين لا ينتميان إلى معسكرهما ولا ولاياتان آخريان متأرجحتان وهما أريزونا وجورجيا.
وقال جون رالستون، الصحفي السياسي في نيفادا، أن هناك تقدم وصفه بنادر على مستوى الولاية بين الجمهوريين الذين صوتوا مبكرًا في الولاية، وأضاف: "من السابق لأوانه أن نطلق عليه اتجاهًا، لكن هذا كان يومًا كبيرًا للجمهوريين في نيفادا"، وأشار لاحقًا إلى أنه بين عشية وضحاها، نجح الديمقراطيون في تقليص ميزة الجمهوريين، لكن الحزب الجمهوري حافظ على تقدم بنقطتين مئويتين حتى يوم الثلاثاء.
واعترف الاستراتيجي الديمقراطي جيم مانلي، الذي عمل كمساعد كبير للسيناتور آنذاك هاري ريد (ديمقراطي من نيفادا) خلال فترة ولايته كزعيم للأغلبية في مجلس الشيوخ، بأن موجة الأخبار كانت محبطة. لكنه قال إنه لا يزال يشعر بالتفاؤل بشأن فرص هاريس، وقال: "إنه أمر محبط للغاية أن تكون النتيجة قريبة جدًا بالنظر إلى مدى تطرف خطاب ترامب واختلاله في الأسبوعين الماضيين"، وقال عن حملة هاريس: "أتمنى فقط وأثق في أن لديهم خطة".
وقال أحد المستشارين المقربين من الحملة الديمقراطية: "هاريس تعمل على التقاط اللحظات الكبيرة .. إنها بحاجة إلى هذه اللحظات الكبيرة .. تظهر استطلاعات الرأي أن الإجهاض هو أحد تلك القضايا التي ستستمر في دفع النساء في كلا الحزبين إلى صناديق الاقتراع".
وفي الوقت نفسه، أضاف الاستراتيجي الديمقراطي جويل باين أن "كلا الحملتين لديها أشياء صعبة للقيام بها في الأيام الأخيرة"، وأضاف: "أفضل أن أضطر إلى القيام بالأشياء الصعبة التي يتعين على هاريس القيام بها بدلاً من ترامب ولكن لا تخطئوا: هذه انتخابات تتطلب إقبالاً كبيراً، وسيتعين على فريقها أن يختتمها بقوة من خلال عملية حث الناخبين على الخروج إلى صناديق الاقتراع للفوز بهذه الانتخابات".
وما زاد من قلق الديمقراطيين هو تقدم ترامب بين الناخبين العرب حيث كشف استطلاع رأي جديد نشرته صحيفة ذا هيل أن الرئيس السابق، يتقدم بفارق نقطتين بين الناخبين الأمريكيين العرب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
ووفقا للاستطلاع، تقدم ترامب على المرشحة الديمقراطية بنسبة 45% مقابل 43% بين الأمريكيين العرب رغم أن هؤلاء الناخبين يرون الرئيس السابق أكثر دعما للحكومة الإسرائيلية من الإدارة الحالية، وقال حوالي 4% أنهم سيصوتون على الأرجح لصالح مرشحة الحزب الأخضر جيل شتاين وكان 6% غير حاسمين ولم يشارك 2% تفضيلهم.
في الوقت نفسه، وثق عدد أكبر من الناخبين في قدرة الرئيس السابق على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مقارنة بهاريس، بنسبة 39 % مقابل 33 % من المشاركين في الاستطلاع، وأظهر الاستطلاع أيضًا أن 69 % يرون أن المرشح الجمهوري يدعم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقارنة بـ 60 % قالوا نفس الشيء عن هاريس، وانقسم المستجيبون عندما سئلوا عن المرشح الذي سيكون "أفضل للشرق الأوسط" بشكل عام. حصل كل من المرشحين الرئيسيين للحزبين على 38 %.