هالة تتحدى المستحيل.. قوة الروح تقهر الحواس

الأربعاء، 23 أكتوبر 2024 06:00 ص
هالة تتحدى المستحيل.. قوة الروح تقهر الحواس هالة شابة مصرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعيش هالة، الشابة المصرية، قصة ملهمة تجسد قوة الإرادة والعزيمة، بدأت رحلتها الصعبة في عام 2000، خلال السنة الأخيرة من دراستها الجامعية، حينما أصيبت بمرض مناعي نادر أدى إلى فقدانها جميع حواسها.

تسترجع هالة تلك اللحظات العصيبة قائلة: "بدأت أشعر بصداع قوي أثناء امتحاناتي النهائية في آخر سنة لي من كلية التربية قسم لغة انجليزية،  بعد عدة زيارات للأطباء، تم تشخيص حالتي بأن فيروسًا مناعيًّا هاجم مركز الأعصاب، مما أدى إلى فقدان البصر والسمع تدريجيا"، ورغم الظروف القاسية، تمكنت هالة من اجتياز امتحانها الأخير بمساعدة زميلة كانت تقرأ لها الأسئلة، لكن بعد ثلاثة أيام، فقدت جميع حواسها تماما "البصر والسمع والتذوق والشم".

واجهت هالة تحديات كبيرة خلال خمس سنوات من العلاج، حيث كانت تحارب شعور الوحدة وفقدان الأمل. لكن بدعم والدها، الذي ابتكر وسيلة تواصل تعتمد على كتابة الكلمات على كف يدها، استطاعت هالة استعادة بعض التواصل مع العالم. وقالت عن والدها: "كان سند وضهر ليا، أنا في الأول كنت ف حالة انهيار وصدمة، هو اول واحد ابتكر طريقة الكتابة على كف ايدي للتواصل مع اللي حواليا."

مع تحسن حالتها، قررت هالة تعلم طريقة برايل للقراءة والكتابة. كانت أولى خطواتها هي شراء مجلد للقرآن، ما منحها شعورًا بالسلام والاتصال الروحي. لم تكتف بذلك، بل انخرطت في مؤسسة تهدف إلى تعليم الفتيات الكفيفات، حيث بدأت بمساعدتهن على تعلم كتابة برايل باستخدام كف يدها كوسيلة للتواصل، "كان من الرائع أن أكون جزءًا من حياة هؤلاء الفتيات وأن أساعدهن على تحقيق أحلامهن".

لم تتوقف هالة عند هذا الحد، بل بدأت أيضًا في إنتاج منتجات من البامبو، حيث أبدعت في تصميماتها وشعرت بسعادة غامرة عندما تمكنت من بيعها، "انا اما كنت بطلع انتاج من شغلي بكون مبسوطة اوي لاني حاسة  اني مطلعة حاجة فيها فن الناس بتقدرها وتشتريها ."

اليوم، تستخدم هالة جهاز "السطر الإلكتروني" للتواصل مع العالم عبر الإنترنت، وتملك حسابًا على فيسبوك حيث تتعرف على أصدقاء جدد وتدرس اللغة الإنجليزية. "قدرت اني اتعلم على الكمبيوتر واتواصل مع العالم الخارجي من النت وبقي عندي أصحاب كتير وكمان ارجعت اتعلم انجليزي وادرس تاني بعد انقطاع سنين".

تختصر هالة رحلتها مع التحديات خلال ال25 عام الماضية بجملة واحدة وهي"ربنا على قد ما خد مني على قد ما اعطاني حاجات مش موجودة عند الناس العادية ولا المكفوفين العاديين".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة