تجددت المواجهات العنيفة، بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع في عدة محاور في السودان، بالعاصمة الخرطوم، ومدينة تمبول بولاية الجزيرة، والتي شهدت موجة نزوح جديدة، بسبب حدة المعارك، ذلك وسط انتشار الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمواطنين السودانيين.
تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، دفع الأمم المتحدة لتجديد الدعوة لوقف الأعمال العدائية، والسماح بإيصال المساعدات للمدنيين الحلقة الأضعف في الصراع، الذين وقعوا فريسة للأمراض والجوع والاشتباكات المسلحة.
مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم والجزيرة
ووقعت مواجهات مسلحة ضارية بين الجيش السوداني والدعم السريع، الأربعاء، في لعاصمة الخرطوم، كما شهدت منطقة تمبول بولاية الجزيرة وسط البلاد موجات نزوح كبيرة بسبب اشتداد المعارك، التي أجت لمقتل العشرات من المدنيين.
وتجددت الاشتباكات في الخرطوم، الأربعاء، وسمع دوى انفجارات بمحيط سلاح المدرعات بالتزامن مع تصاعد أعمدة الدخان، وأكد شهود عيان اندلاع اشتباكات في الخرطوم بحري وغرب أم درمان في نفس التوقيت.
فيما قال متحدث رسمي باسم طواريء السامراب شمالي الخرطوم، إن المنطقة شهدت وفاة 144 شخصا خلال 5 أيام بسبب الأمراض التي انتشرت بصورة مكثفة مع توقف المشافي وغياب الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية.
وتزداد الأوضاع تعقيدا في ولاية الجزيرة، عقب هجمات نفذتها ميليشيا الدعم السريع علي قري ومناطق شرق ولاية الجزيرة أدت إلي مقتل أكثر من ثلاثين مدنيا، بحسب لجان مقاومة مدينة رفاعة.
واستمرت ميليشيا الدعم السريع، في مهاجمة مناطق شرق ولاية الجزيرة مع ارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، منها القتل والتهجير القسري، في حملة انتقامية على ما يبدو بسبب انسلاخ قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وانضمامه للجيش.
وأفاد سكان محليون بشرق الجزيرة، بأن المئات من مواطني تمبول أصبحوا في عداد المفقودين في ظل حالة من الهلع والنزوح الجماعي التي تشهدها المنطقة، وذلك عقب الهجوم الانتقامي شنته ميليشيا الدعم السريع على قرى شرق الجزيرة.
ووصف شهود العيان الوضع بالكارثي، مشيرًا إلى أن موجات نزوح متواصلة شهدتها تمبول، حيث لجأ المئات إلى المناطق الشرقية والشمالية، هربًا من بطش ميليشيا الدعم السريع، وسط مخاوف من وصولهم إلى تلك المناطق، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
مدينة الأبيض في عزلة تامة بسبب انقطاع الاتصالات لـ11 يوم متتالية
ومن جهة أخرى، يعانى سكان مدينة الأبيض غربي السودان من عزلة تامة لأكثر من 11 أيام متتالية بسبب انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت، وأكد أحد السكان أن الانقطاع دخل يومه الثانى عشر، ما تسبب في أزمات حادة في التحويلات والمعاملات البنكية التي يعتمد عليها سكان المدينة بشكل كبير، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
الأمم المتحدة تجدد الدعوة لوقف القتال في السودان
وفى سياق متصل، دق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا"، ناقوس الخطر فيما يخص تأثير الصراع المسلح على المدنيين، وجدد الدعوة للأطراف لوقف القتال والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة أينما كانوا.
وذكر المكتب الأممي، أن القتال لا يزال مستعرا في ولايات شمال دارفور، وغرب دارفور، والخرطوم، وشمال كردفان، والجزيرة، على الرغم من الدعوات المتكررة للأطراف لخفض التصعيد، وضمان حماية المدنيين، وتسهيل الوصول الإنساني، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ففي شمال دارفور فقط، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن حوالي 410 آلاف شخص نزحوا في محلية الفاشر في غضون ستة أشهر فقط، وكان العديد منهم قد نزحوا مرة واحدة على الأقل خلال هذا النزاع.
وذكر مكتب أوتشا أنه لا يزال يتلقى تقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين وهجمات عشوائية تؤثر على البنية التحتية العامة والمناطق السكنية، في شمال دارفور وأماكن أخرى، مع انقطاع العديد من المناطق فعليا عن المساعدة الإنسانية.
ومن جهته قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن شركاء الأمم المتحدة في العمل الإنساني والسلطات الصحية السودانية يواصلون تكثيف الاستجابة لتفشي الكوليرا المستمر.
ومنذ يوليو، انتشر وباء الكوليرا في السودان إلى 11 ولاية، مع الإبلاغ عن ما يقرب من 26 ألف حالة إصابة و722 حالة وفاة مرتبطة به.
وفى النصف الثاني من شهر أكتوبر، اطلقت وزارة الصحة السودانية المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد الكوليرا، بهدف الوصول إلى حوالي 1.4 مليون شخص في ولايات كسلا، والقضارف، ونهر النيل.
العمل الدولية تفتح مكتب لها في بورتسودان
فيما أعلنت منظمة العمل الدولية عن اعتزامها إنشاء مكتب لها بمدينة بورتسودان شرقي السودان يعنى بشئون اللاجئين والتدريب في شتى أنواعه في المجالات المختلفة، المهني والزراعي والهندسي، وسيباشر عمله اعتباراً من فبراير المقبل.
وأـنهى المدير الإقليمي للمنظمة خامبولا ندايا زيارة للسودان حيث أجرى اجتماعات مع عدد من المسئولين ناقش خلالها المشاريع التي تخدم البلاد ما بعد الحرب.