عاد الذهب إلى الارتفاع خلال تداولات اليوم الخميس، وذلك بعد أن تراجع من أعلى مستوياته يوم أمس في تصحيح سلبي سريع، ولكن استمرار الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن أعاد السعر إلى الارتفاع مجدداً بشكل سريع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعا خلال تداولات، اليوم، بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى عند 2737 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2716 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2733 دولار للأونصة.
يأتي هذا الارتفاع بعد أن سجل الذهب يوم أمس أعلى مستوى تاريخي عند 2758 دولار للأونصة قبل أن يدخل في تراجع تصحيحي سريع تسبب في انخفاض السعر يوم أمس بنسبة 1.2% ليسجل أدنى مستوى عند 2708 دولار للأونصة.
يوم أمس سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا بنسبة 0.4% مقابل سلة من العملات الرئيسية ليسجل أعلى مستوى منذ قرابة 3 أشهر وهو ما ساعد على تراجع سعر الذهب يوم أمس في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
واليوم تصدر بيانات أمريكية عن طلبات اعانات البطالة الأسبوعية بالإضافة إلى مؤشر أداء القطاع الصناعي وقطاع الخدمات، وهي البيانات التي من شأنها أن تؤثر على تحركات الدولار الأمريكي، وبالتالي على أسعار الذهب.
بينما تترقب الأسواق نتائج اجتماعات مجموعة البريكس بعد أن تم الإشارة إلى عملة جديدة لهذا التجمع قد تكون مدعومة بالذهب، الأمر الذي قد يغير من أوضاع الأسواق المالية على المدى الطويل، وعلى الذهب تحديداً.
الظروف الحالية في الأسواق المالية واستمرار التوتر وعدم اليقين ساعد على سرعة ارتداد سعر الذهب لأعلى، وعدم الاستمرار في تصحيح سلبي طويل، بل كان انخفاض الأمس مجرد تصحيح في قراءة المؤشرات الفنية التي تشير إلى تشبع كبير في شراء الذهب.
عدم اليقين المصاحب للانتخابات الأمريكية يبقي الطلب على الذهب مستمر خاصة مع بقاء أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات، وذلك بسبب تقارب نتائج استطلاعات الرأي بالنسب لكلا المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، وبالتالي لن ينحسم الأمر إلا بعد الاقتراع.
كل من المرشحين للرئاسة دونالد ترامب وكاملا هاريس قدما اقتراحات قد تعمل على سياسة تضخمية تفيد أسعار الذهب الذي يزداد الطلب عليه كتحوط ضد التضخم، وبالتالي حقق الذهب أفضل أداء منذ اقتراب الانتخابات.
أيضاً التوترات الجيوسياسية المستمرة في منطقة الشرق الأوسط عملت على بقاء الذهب عند أعلى مستوياته ولم تسمح بتراجع كبير في أسعار المعدن النفيس. خاصة مع عدم وجود بوادر لانتهاء الأزمة في وقت قريب.
بالنسبة للمتبقي من عام 2024 فمن المتوقع أن يصل سعر الذهب إلى المستوى 2800 دولار للأونصة، بينما تتواجد أهداف الذهب لعام 2025 عند 3000 دولار للأونصة أو أعلى، حيث تستمر المخاطر الجيوسياسية إلى جانب دورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة وعمليات شراء الذهب من جانب البنوك المركزية العالمية.
وفقًا لمناقشة جماعية في مؤتمر المعادن الثمينة لعام 2024 لجمعية سوق السبائك في لندن، قال نائب رئيس بورصة شنغهاي للذهب إن النمو المستمر للاقتصاد الصيني ومجموعة المستهلكين الكبيرة والمتنامية سيخلق أساسًا متينًا لسوق الذهب في الصين.
كما أشار إلى أن الطلب على الذهب يتطور من الاستهلاك الأساسي إلى أن يصبح أصل استثماري مهم داخل الاقتصاد الصيني. وأوضح أن بورصة شنغهاي للذهب في صدد تبسيط إجراءات العضوية، مما يسهل على الشركات الدولية الاستفادة من سوق الذهب في الصين.
الجدير بالذكر أن البنك المركزي الصيني كان قد توقف عن شراء الذهب وزيادة احتياطاته منذ شهر مايو الماضي، وذلك بعد أن استمر في سلسلة من المشتريات الشهرية المتتالية استمرت 18 شهر تسبب معها في ارتفاع كبير في مستويات الذهب.