تحتفل مدينة السويس، ونحتفل معها بعيدها القومي، يوم ٢٤ أكتوبر من كل عام، ذكرى وقوف الشعب والشرطة والجيش ضد قوات العدو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣م، حيث قدموا ملحمة خالدة في الثبات والمقاومة والدفاع عن الوطن.
بلد عظيم وتاريخ مميز
عرفت الكتب القديمة مدينة السويس باسم "قلزم"، وعندما فتح العرب مصر صار الجميع يسمونها "القلزم" وقد أصبحت قاعدة حربية لتأمين مناجم سيناء منذ عصور الأسرات المصرية القديمة، ومنها خرجت الحملات ضد الصليبين.
وأدى توسع محمد على باشا في السودان إلى زيادة أهمية السويس كقاعدة للاتصالات بشرق السودان، واكتسبت السويس الأهمية التجارية في عهد محمد علي عندما لعب البحر الأحمر دورًا مهما كطريق ملاحي بين الشرق والغرب.
وعندما أنشئت قناة السويس ارتبطت المحافظة بها ارتباطا وثيقا فزادت مكانتها وزاد دورها، كما أن ارتباطها برحلات الحج قد أضفى على المدينة نوعا من الروحانية الدينية.
آثار الحرب
السويس والحرب
كانت مدينة السويس الباسلة حائط الصدّ في وجه العدوان الثلاثي وفقد وقف الشعب مواجها لقوى الشر التي أرادت الإساءة لمصر، وبعدما وقعت نكسة 1967، لم يتوان المصريون واستطاع الجيش المصري خلال 6 سنوات فقط من استعادة الأرض، وكانت مدينة السويس على خط النار مستعدة للمقاومة.
وبعد أيام من الحرب حاول جيش الاحتلال السيطرة على مدينة السويس لكن ذلك لم يحدث، ويقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته: حاول لواءان من فرقة أدان المدرعة اقتحام المدينة من الشمال والغرب بعد قصف بالمدفعية والطيران مدة طويلة لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين داخل المدينة، ودارت معركة السويس اعتبارا من 24 أكتوبر بمقاومة شعبية من أبناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة داخل المدينة.
المقاومة
ويصعب على المرء أن يصف القتال الذى دار بين الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية من جهة وشعب السويس من جهة أخرى وهو القتال الذى دار فى بعض الشوارع وداخل المبانى.
وبجهود رجال السويس ورجال الشرطة والسلطة المدنية مع القوة العسكرية ، أمكن هزيمة قوات العدو التى تمكنت من دخول المدينة، وكبدتها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى.
وظلت الدبابات الإسرائيلية المدمرة فى الطريق الرئيسى المؤدى إلى داخل المدينة شاهدا على فشل القوات الإسرائيلية فى اقتحام المدينة والاستيلاء عليها.
واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من المدينة وتمركزت خارجها، لم تكن معركة السويس هى معركة شعب المدينة، بل كانت معركة الشعب المصرى بأجمعه. ومن ثم أصبح يوم 24 أكتوبر عيدا وطنيا تحتفل به مدينة السويس والدولة كل عام، رمزا لبطولة ابناء السويس ومثلا يحتذى لقدرة الإنسان المصرى على البذل والتضحية.
وقدمت السويس مجموعة كبيرة من الشهداء منهم الشهيد مصطفى أبو هاشم، والشهيد أحمد أبو هاشم، والشهيد إبراهيم سليمان، والشهيد أشرف عبد الدايم، والشهيد سيد حافظ أمين، والفدائي غريب محمد غريب وغيرهم ممن كانوا مجموعة استعانت بهم المخابرات الحربية عام 73 وتم تقسيمهم للقيام بالتصدي للقوات الإسرائيلية، فهؤلاء الأبطال الذين سميت شوارع السويس بأسمائهم هم من دافعوا على هذه الأرض.
معالم سياحية في السويس
من أشهر المناطق السياحية في السويس جبل عتاقة الممتد من السويس إلى البحر الأحمر، والذي يعد علامة سياحية بارزة وجزء من طبيعة السويس الجغرافيا، يبلغ ارتفاعه من 870 متر إلى 1250 متر ويطل على خليج السويس ومجرى القناه، وتبعد سلسلة جبال عتاقة عن مدينة السويس مسافة 20 كيلو، وتعتبر منطقة عتاقة حي صناعي كبير فيه الكثير من المشروعات الصناعية أهمها مشروع تنمية خليج السويس.
كما يحتوي جبل على العديد من المواد الخام التي تدخل في الصناعات الخاصة بالحجر الجيري وصناعات الزجاج ويقع في نطاق سيادة الجيش الثالث الميداني.
ذكرى شهداء السويس
وقد حدثت في هذه المنطقة معركة شهيرة تسمى معركة جبل عتاقة واستطاعت قوات الصاعقة المصرية حينها أن تقضي على العدو وتردي منهم أكثر من خمسين قتيل وجريح.
ومن المواقع الأثرية الهامة بمحافظة السويس تل الشلوفة ومنطقة آثار جنيفه، حيث يوجد مجرى قناة سيزوستريس التي قام بحفرها الملك سنوسرت الثالث وتوالت عليها التجديدات بتوالي العصور.
ومن العصر الحديث القصر الذي بناه محمد علي باشا ليكون مقرًا له أثناء إعداد الجيش المصري للحملة على الوهابيين بالجزيرة العربية امتثالاً لأمر الخليفة العثماني.
كما يعتبر مسجد عبد الله الغريب أحد أشهر مساجد السويس ويعتبر صاحبه بطلاً حارب القرامطة الذين حاولوا السيطرة على طريق الحج.
متحف السويس
متحف السويس القومى منارة ثقافية ومعلم سياحي يسلط الضوء على تاريخ قناة السويس التي تربط ما بين البحرين الأحمر والمتوسط، وسوف تناول عبر هذا التقرير قصة المتحف ومجموعة من الصور للمعروضات التى تعبر عن تراث مدينة السويس وتاريخها.
نشأت فكرة متحف السويس القومي بعد انهيار المتحف القديم أثناء حرب 1967م - حيث نقلت جميع القطع الأثرية التي كانت معروضة به إلى مخازن المتحف المصري بالتحرير، ويعرض المتحف تراث مدينة السويس وآثارها وتاريخها بدايــة من عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.
إحدى المركبات بمتحف السويس
عادت إلى المتحف آثار السويس التى حفظت بمخازن المتحف المصرى بالقاهرة منذ حرب عام 1967 وظلت هذه الآثار بالصناديق أمنة من دمار الحرب ، حسب ما ذكر موقع الهيئة العامة للاستعلامات، كما أضيفت قطع أثرية أخرى من متاحف أخرى ومن المواقع الأثرية حول السويس مثل "عيون موسى ووادى الجواسيس".
وتم افتتاح المتحف في عام 2012م، ويتكون من طابقين يفصل بينهما قاعة عرض مكشوفة يعرض بها طرز مختلفة من الأعمدة، فهو يلقي الضوء على تاريخ حفر قناة السويس والقنوات المائية ودورها في الملاحة البحرية مثل قناة نكاو التي كانت تربط النيل بالبحر الأحمر، كما يبرز علاقات مصر التجارية وحرفتي التعدين وبناء السفن وأهمية مدينة السويس فيما يتعلق برحلات الحج للأراضي المقدسة، حسب ما جاء بموقع وزارة السياحة والآثار، بالإضافة إلى ذلك تم تخصيص قاعة لتوثيق كفاح أبناء مدينة السويس ضد الاحتلال البريطاني، وكذا خلال معركة أكتوبر1973م، بالإضافة إلى قاعة التحنيط وهي من أهم قاعات المتحف حيث أنها تحاكي المقبرة من الداخل ويحتوي على تصوير كامل لعملية التحنيط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة