قال رئيس الحكومة اللبنانى نجيب ميقاتى إن معادلة الاستقرار تتحقق بالوقف فورى لإطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ونشر 8000 عنصر من الجيش جنوب نهر الليطانى، كما تتحقق باستئناف الجهود الدبلوماسية لمعالجة النزاعات على طول الخط الأزرق والتوصل إلى اتفاق يمكن أن يضمن الاستقرار الطويل والمستدام في جنوب لبنان.
وأضاف - خلال كلمة لبنان في"المؤتمر الدولى بشأن لبنان"، اليوم الخميس، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية - إن التفاهم بشأن الحدود البحرية يشكل دليلا على التزام لبنان بالمفاوضات السلمية وحل النزاعات، ولم تحل هذه التفاهمات البحرية النزاعات الطويلة الأمد فحسب، بل أظهرت أيضًا استعداد لبنان للمشاركة بشكل بناء مع وسطاء صادقين .
وأكد أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بصيغته الحالية، هو حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان، وأن التنفيذ الكامل والفوري لهذا القرار من جانب لبنان وإسرائيل من شأنه أن يحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ويوفر الأمن على حدودنا الجنوبية التي يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها، مشيرا إلى أن التزام الحكومة اللبنانية ببدء عملية تطويع جنود لبنانيين إضافيين ، وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701 .. حيث يشكل قرار تجنيد المزيد من الجنود خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ومع ذلك، فإن التنفيذ الناجح لهذا الالتزام سيتطلب دعم المجتمع الدولي ومساندته بأشكال مختلفة، سواء الدعم المالي أوالتدريب والمساعدة الفنية لضمان تنفيذ عملية التجنيد بفعالية وكفاءة.
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية أظهرت دعمها القوي لقوات اليونيفيل ومهامها ، مقدّرة دورها الحاسم في الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود الجنوبية .. وتدين حكومة لبنان الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل وتؤكد أهمية الدعم الدولي لولاية اليونيفيل وتدعو المجتمع الدولي إلى المساهمة في هذا الجهد الحيوي.. كما تؤكد الحكومة اللبنانية التزامها بالعمل بشكل وثيق مع اليونيفيل لضمان أمن واستقرار المنطقة.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية " ما يحتاجه لبنان اليوم هو وقف إطلاق النار الفورى .. نعتمد عليكم وعلى أصدقاء لبنان الحاضرين هنا لممارسة كل الضغوط اللازمة لتحقيق وقف إطلاق النار" ، مبينا أن العدوان الإسرائيلي لم يتسبب في معاناة إنسانية هائلة وخسائر في الأرواح فحسب، بل ألحق أيضًا أضرارًا جسيمة ببنيتنا التحتية واقتصادنا ونسيجنا الاجتماعي، لقد أدى نزوح هذا العدد الكبير من الشعب اللبناني إلى نشوء أزمة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة، وهي أزمة تتطلب اهتمامًا عاجلاً وعملًا من المجتمع العالم".
وأضاف أن الهجمات العشوائية التي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية وفرق الاسعاف - والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصًا - وتعطيل أكثر من 13 مستشفى وأكثر من 100 مركز رعاية صحية، تشكل انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف، كما ذكرت وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية .. ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان حماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية.
ودعا ميقاتي المجتمع الدولي إلى التكاتف ودعم الجهود التي من شأنها إنهاء الاعتداءات المستمرة وفرض وقف فوري لاطلاق النار، مشيرا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية الحالية قد تسببت في مزيد من الدمار للطرق والمدارس والمستشفيات ومعالم التراث الثقافي وغيرها من المرتكزات الأساسية الحيوية، وهناك حاجة إلى التمويل الدولي لمشاريع إعادة الإعمار واسعة النطاق، بما في ذلك إعادة بناء قطاع النقل وشبكات الكهرباء ومرافق المياه وإزالة الأنقاض لإعادة الإعمار والبنية الأساسية للاتصالات".
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية، أنه كان من الممكن تجنب خسارة أرواح المدنيين اللبنانيين والدمار لو وافقت إسرائيل على تأييد البيان المشترك الصادر في 25 أيلول، والذي قادته الولايات المتحدة وفرنسا، موضحا دعم الحكومة اللبنانية لهذه المبادرة قائلا " ندعو اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار"، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية على ثقة بأن وقف إطلاق النار سيكون له تأثير فوري في تهدئة التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية ويمكن أن يمهد الطريق لاستقرار مستدام طويل الأمد، وسيفتح الباب أمام مسار ديبلوماسي ستدعمه الحكومة بالكامل .. ويهدف هذا المسار إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية وكذلك النزاعات على طول الخط الأزرق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة