مع دخول الحملة الانتخابية لـ انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ، أيامها الأخيرة قبل موعد الانتخاب، والمقرر فى الخامس من نوفمبر المقبل، يكثف كل مرشح الاستعانة بأسلحته القوية أملا فى جذب الناخبين غير الحاسمين، لاسيما فى الولايات الرئيسية التى من المتوقع أن تحسم الفائز فى سباق البيت الأبيض.
وبالنسبة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فيعتبر الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما أحد أهم أسلحتها فى هذه المرحلة، خاصة وأنه يظل أكثر السياسيين الديمقراطيين تمتعا بالشعبية فى الوقت الراهن.
وكثف أوباما خلال الأيام الأخيرة نشاطه لحشد الأنصار لهاريس فى نيفادا وجورجيا، وهما ولايتين حاسمتين لا تزال هاريس تواجه مشكلات فيهما، وسعى خلال مشاركته فى فعاليات انتخابية مختلفة إلى حث الناخبين على التصويت المبكر، وأدلى هو بنفسه بصوته عبر البريد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن باراك أوباما سعى إلى نقل طاقة حركته السياسية إلى هاريس، وذلك فى أول ظهور مشترك لهما معا فى مدينة أتلانتا بولاية جورجيا مساء الخميس، حيث حاول مساعدتها على الوصول إلى "خط النهاية"، بحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز.
وأمام حشد مكون من 23 ألف شخص فى ملعب كرة قدم فى كلاركسون بولاية جورجيا، قال أوباما: معا، لدينا فرصة لاختيار جيل جديد من القيادة فى هذا البلد، والبدء فى بناء أمريكا أفضل وأقوى وأكثر عدلا وأكثر أملا.
وعندما صعدت هاريس على المسرح، رفع ذراعها مثل ملاكم محترف يحتفل بالفوز، ووقفت أمام أكبر جمهور تواجه منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطى، ورددت شعار حملة أوباما فى عام 2008، نعم نسطيع.
وبعد أن غادر أوباما المنصة، قالت هاريس أنه تم تنشيط الملايين من الأمريكيين وإلهامهم ليس فقط من رسالة باراك أوباما، ولكن أيضا من خلال طريقة قيادته، وسعيه لتوحيدنا بدلا من تفريقنا.
وبدأت هاريس فى مهاجمة الرئيس السابق دونالد ترامب، منافسها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، ووصفته بأنه مستبد غير جاد، لكنه خطير ومن شأنه أن يؤذى الأمريكيين فى حياتهم اليومية حتى مع تقويضه للديمقراطية فى البلاد.
من جانبها، قالت شبكة سى إن إن إنه مع بقاء 12 يوما فقط حتى الانتخابات، تطرق أوباما وهاريس أيضا إلى الأسئلة المتعلقة بالسياسة، وتحدثوا عن خطة نائبة الرئيس لخفض تكاليف البقالة والأدوية الموصوفة ولإسكان والضروريات المنزلية، حتى مع ملاحظة سلسة من الارتفاعات فى المؤشرات الاقتصادية العامة.
وقالت هاريس، فى واحدة من أفضل عباراتها التى تم استقبالها، إن خفض تكلفة المعيشة ستكون محور تركيزى كرئيسة للولايات المتحدة.
أما أوباما، فهاجم ترامب، وقال إن مجرد أن يتصرف بشكل أحمق لا يعنى أن رئاسته لن تكون خطيرة، واستشهد بتصريحات أدلى بها مؤخرا الجنرال جون كيلى، رئيس أركان الجيش الأمريكى فى عهد الرئيس السابق، بما فى ذلك أن ترامب يناسب التعريف العام للفاشى.
ولم تستعن هاريس بباراك أوباما فقط، لكن زوجته السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما سيكون لها ظهورا السبت مع هاريس فى فعالية فى ميتشيجان لحث الناخبين على التصويت. وهذه هى المرة الأولى التى تشارك فيها ميشيل فى الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطيةن لكنها لن تكون الأخيرة، بل ستشارك فى تجمع بأتلانتا يوم 29 أكتوبر للحث على التصويت فى الانتخابات.
ووصف كوستاس باناجوبولوس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة نورث إيسترن، السيدة الأولى السابقة بأنها "مختصرة وفعّالة"، وقال إن ظهورها مع هاريس من المرجح أن يساعد في حشد الناخبين قبل يوم الانتخابات.
وقال باناجوبولوس لمجلة نيوزويك: "ميشيل أوباما هي سلاح الديمقراطيين غير السري. إنها تحظى بشعبية كبيرة، في جميع المجالات ولكن بشكل خاص بين النساء السود، اللواتي سيكون لهن دور حاسم في فوز هاريس، وهي متحدثة قوية للغاية".
أما على الجانب الآخر، فقد أصبح إيلون ماسك أغنى رجل فى العالم سلاحا قويا للمرشح الجمهورى دونالد ترامب. وأشار تقرير لموقع بيزنس إنسايدر إلى أن ماسك لم يكتفى بمشاركته بإلقاء خطابات لحث الناخبين على التصويت مثلما فعل فى بنسلفانيا الأسبوع الماضى. بل أصبحت لجنة العمل السياسى التى أنشأها "أمريكا باك" مكونا رئيسيا لجهود حملة ترامب لحث الناخبين على التصويت.
ورغم أن حملة ترامب لديها عملية تطوعية خاصة بها تسمى ترامب فورس 47، فإنها ركزت بشكل متزايد على استخدام المؤيديين كمراقبين للانتخابات، مما يمهد الطريق للتحديات القانونية للانتخابات.
لكن لجنة العمل السياسى الخاصة بماسك هى أحدث طريقة يلقى بها الملياردير الأمريكى بنفوذه الهائل وأمواله أيضا خلف الرئيس السابق مع اقتراب موعد الانتخابات.
وكشفت الإيداعات الفيدرالية الأمريكية مؤخرا أن إيلون ماسك، أغنى رجل فى العالم، قد قدم للمرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب 43.6 مليون دولار أخرى حتى منتصف أكتوبر من خلال لجنة العمل السياسى الخاصة به لمساعدة الرئيس السابق على إعادة انتخابه.
وبحسب ما ذكرت مجلة فوربس، فإن إجمالى ما أنفقه ماسك، رئيس مجلس إدارة شركة تسلا للسيارات الكهربائية، بلغ حتى الآن أكثر من 118 مليون دولار، ليصبح واحدا من أبرز الداعمين لترامب، فى الوقت الذى أثار فيه جدلا حول قانونية جائزة المليون دولار التى أعلنها للناخبين المسجلين فى الولايات الرئيسية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد أصبح ماسك ثانى أكبر متبرع فرد لترامب فى هذه الدورة الانتخابية، بعد الملياردير تيموثى ميلون، الذى قدم حتى الآن 150 مليون دولار لمساعدة الرئيس السابق. وتكون هذه التبرعات موجهة للجان عمل سياسى مستقلة وليس لحملة ترامب نفسها.