لا يستطيع أن يعيش شخص بدون الحب، فهو الطاقة التي يستمد منها الإنسان نشاطه ويشعر بأنه يعيش تحت سماء غير سماء كل البشر، فيستطيع أن يكمل حياته، فهناك العديد من القصص والحكايات التي ربما عرفها الكثير عن أشخاص استطاعوا أن يكتبوا النجاح لهم من خلال علاقتهم بأحبابهم، وهناك من الممكن ان نغوص في مسيرة أدباء سطروا نجاحهم في الحقل الثقافي فأصبحوا أيقونات حقيقية عبر بوابة الحب.
طه حسين وسوزان بريسو
يوم 12 مايو 1915 فى مدينة "مونيليه" الفرنسية الزمان والمكان اللذان جمعا طه حسين وسوزان لأول مرة، كانت تزوره لتقرأ له بعضا من الأدب الفرنسى، ثم غادر فرنسا فى هذا العام، وعاد فى عام 1916 ليلتقيا ثانية.
سوزان بريسو هذه هى المرأة التى حظيت بقلب طه حسين، وحظى هو بحبها وإخلاصها له، إلى أن باتت تعرف باسم سوزان طه حسين، ربما يغفل البعض عن هذه المرأة التى أسهمت فى تركيب وجدان "حسين"، ستة وخمسون عاما عمر علاقتهما الزوجية والروحية، وفقًا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات، ورحل هو قبلها عام 1973، وبقت هى شاحبة وحدها، ولم تغادر مصر بل ظلت فى بيتهما تستعيد ذكرياتهما سوياً، حتى رحلت عن الحياة فى 1989 عن عمر يناهز 94 عاما.
دولت ويوسف إدريس
لقد تزوج الأديب الكبير يوسف إدريس بالسيدة دولت السباعي، ابنة عمه طه السباعي، بعد قصة حب بدأت منذ الصغر، واستمرت حتى بعد موته، وأنجب منها أبناءه نفيسة وإسماعيل، كان يوسف السباعي يحب زوجته كثيرًا، ويلقبها بـ "منية النفس"، و"مخضوضة هانم" بسبب خوفها الشديد عليه، كما كان يحب الحياة، ويخشى أن يتعرض أبناؤه لليتم في صغرهم، كما حدث معه عندما توفي والده وهو في الـ 14 من عمره.
نجيب سرور وألكسندرا
اهتم نجيب سرور بالمسرح كثيرًا، ليترك دراسته الجامعية فى كلية الحقوق قبل التخرج بقليل، حتى يلتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وهو المكان الذى تعرف فيه على ألكسندرا كورساكوفا التي أحبها كثيرًا وأصبحت زوجته فيما بعد.
بدأت قصة الحب بينه وبين ألكسندرا كورساكوفا، عام 1958 أثناء دراسته الإخراج المسرحى بموسكو، وهى طالبة آداب وأبدى إعجابه بها وتزوجها وأنجب منها فى ذلك الوقت ابنهما شهدى، لكنه لم يستمر هناك كثيرًا، ففور وصول "سرور" إلى موسكو بدأ ميله إلى الفكر الماركسى ما جعل زملاءه يكتبون تقارير ضده حتى تم سحب منحة الدراسة فى موسكو منه.
وبناء على ذلك هرب نجيب سرور فى تلك الوقت إلى المجر وتحديداً إلى بودابست عام 1963 ليعمل بالقسم العربى بإذاعة المجر، وساءت أوضاعه، وفى ذلك الوقت كتب وقتها الناقد الفنى رجاء النقاش مقالة يطالب فيه بإنقاذ "نجيب سرور" من حياة الضياع بدول أوروبا الشرقية، وبالفعل عاد مرة أخرى إلى مصر، ولكن وحيداً بعد أن منع من اصطحاب زوجته وابنه فى عام 1964.
واستمر الوضع على ذلك حتى عام 1986م، لتلحق به زوجته إلى القاهرة لتكون تلك هي الزيارة الأولى لها في مصر، بعد أربع سنوات من الفراق بينهما وبين زوجها بصحبة ابنها الأكبر شهدى، وقد عاشت ألكسندرا كورساكوفا مع زوجها الراحل نجيب سرور في القاهرة حتى وفاته عام 1978.
وكان لزوجته ألكسندرا كورساكوفا دورًا كبيرًا في حياته، إذ كافحت معه كثيرا، والذى كان يعيش لحظات صعبة بعد عودته من الخارج، فقد واجه العديد من الصعوبات المادية والأزمات، حيث وقفت مع زوجها وأبنائها، كما أوصت زوجته أن تدفن إلى جوار زوجها الذى انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل أكثر من أربعة وأربعين عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة