◄ بعض الجامعات في دول العالم استخدمت امكانياتها المادية فى تحسين تصنيفها ولكن دون جودة حقيقة
أكد الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، على أهمية التصنيفات الدولية للجامعات ومختلف القطاعات والمجالات، خاصة وأن معظم الدول والمؤسسات الدولية تبنى معايير تعاونها مع دول العالم وفقا للتصنيفات وتساهم فى وصول الاستثمارات للدول وتعزيز التعاون الدولى فى مجالات التعليم وغيرها.
وأوضح الدكتور محمود السعيد فى تصريحات لـ" اليوم السابع" أن التصنيفات لم يتم إنشائها بغرض ترتيب الدول والمؤسسات وحسب، ولكن الهدف الأساسي منها هو تحسين الأداء فى الملفات المختلفة. وأكد أن استخدامها فى أغراض غير التي أنشئت من أجلها أمر مخالف وغير مقبول، مشيرا إلى أن هناك بعض التصنيفات التي تتعرض لتسيس ومن بينها المؤشرات المرتبطة بحقوق الانسان والاقتصاد وأحيانا يتم التصنيف على حسب العلاقات الدولية وبعض الأمور الأخرى .
ولفت نائب رئيس جامعة القاهرة، أنه فيما يخص تصنيفات الجامعات نجد أن بعض جامعات الخارج بعد إطلاعها على معايير التصنيفات الدولية، مثل النشر الدولي، بدأت فى استخدام امكانياتها المادية فى تحسين تصنيفها ولكن دون جودة حقيقة ، موضحا أن الجامعات المصرية امكانياتها المادية ليست بامكانيات هذه الجامعات ، موضحا أنه على سبيل المثال معيار النشر الدولى فى المجلات العلمية يمثل النسبة الأكبر من المؤشر فى بعض التصنيفات الهامة مثل تصنيف شنغهاى ويتم رفع ترتيب بعض الجامعات فى التصنيف من خلال دعوة باحثين من كل دول العالم للمساهمة بالنشر ياسم الجامعة دون انتماءهم للجامعة نفسها، وبمجرد كتابة الأبحاث العلمية والنشر العلمى يزيد التصنيف للجامعة بشكل لا يعبر عن حقيقة التقدم البحثي بها، وهنا نجد خلل فى المعايير ويمكن استخدامه لصالح الجامعات صاحبة الإمكانيات المادية الكبيرة وهو ليس في صالح الجامعات المصرية، التى تصدر عقولها للخارج والعقول المصرية تشارك فى النشر الدولى.
وأكد الدكتور محمود السعيد، أن هناك 4 تصنيفات مهمة جدا تهتم بها الجامعات في العالم والمصرية بالطبع وهي تصنيف شنغهاي الصينى كونه يعتمد على معايير واضحة وحقيقية من حيث جودة الأبحاث المنشورة وعدد الحاصلين على جوائز نوبل من الجامعة وعدد الخريجين المساهمين فى المجتمع المحلى والدولى، وهي محاور يمكن الارتكاز عليها عند ترتيب الجامعات فى التصنيف، ويأتي بعده تصنيف كيو أس والتايمز الانجليزى ثم تصنيف يعتمد على استخدام الشبكة العنكبوتية في أنشطة الجامعة البحثية وهو تصنيف ويبوماتريكس الأسباني.
وأوضح نائب رئيس جامعة القاهرة، أن الغاية الأساسية التي وجدت من أجلها هذه المؤشرات هي التحسين المستمر في أداء الدول والمؤسسات، لأنها تعطي إطاراً مرجعياً لقياس الأداء وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين في كافة الملفات، موضحا أن بعض التصنيفات قد تُستخدم من قبل أطراف معادية أو جماعات غير نزيهة لإحراج الدول والمؤسسات، كما يحدث دائما في تصنيف التعليم والجامعات، وعندما يحدث ذلك، يتم إخراج التصنيفات عن أهدافها وتُصبح مجرد وسيلة للضغط السياسي أو الاجتماعي بدلاً من كونها أداة بناءة للتحسين والتجويد، و هذه الممارسات تعتبر من ضمن الحروب النفسية على الدول وتشكل خطراً على الروح المعنوية للشعوب والمؤسسات في الدول التي تعمل باجتهاد للنهوض بأنفسها وفق ظروفها الخاصة.
وأكد الدكتور محمود السعيد، أنه يجب أن يتم التعامل مع التصنيفات بحكمة وعقلانية، فهي مفيدة فقط إذا تم استخدامها في إطار تعزيز التطوير المستمر والتحسين الذاتي، وليس كسلاح يُستخدم ضد الذات أو الآخرين في حملات نقدية.