مرت آلاف السنين على الحضارة المصرية القديمة لكن لا تزال أسرارها تخرج علينا كل يوم بجديد نعرفه عن أسلافنا الذين بنوا حضارة عظيمة.
ونقرأ معا جزءا من كتاب "العبادة الحيوانية بين الدفن والرمزية فى مصر وبلاد الشام والعراق.. فى عصور ما قبل التاريخ" لـ زينب عبد التواب رياض.
وجاء في الكتاب..
لعِبت عبادة الحيوانات دورًا هامًّا في الديانة المصرية القديمة، وجاء أول الأدلة على هذا الدور منذ عصرِ ما قبل وبداية الأسرات، ووضح ذلك في العقيدة المرتبطة بالثور أبيس والمعبودة حتحور؛ إذ وُجِد صداهما طوال المراحل التاريخية.
فقد كان الثور في العصور التاريخية حيوانًا مقدسًا، يرمز إلى قوة الخصوبة، واعتُبر حيوانًا سماويًّا، ارتبط بأوزيريس، وعُرف باسم أبيس، وارتبط أيضًا بالإله بتاح، وكان الثور أحدَ الحيوانات التي رمزت إلى الملك؛ فقد كان الملك هو الثور القوي.
أما البقرة فقد كانت رمزًا للإلهة الأم العظيمة، وللقوة المنتجة على الأرض، ورمزًا للوفرة والرخاء، وكثيرًا ما صُوِّرت البقرة وقرص الشمس بين قرنيها، كمعبودة سماوية، وعُرفت البقرة في عصرِ ما قبل وبداية الأسرات باسم «بات»، وعُرفت في العصور التاريخية باسم المعبودة حتحور «الأم العظيمة في مصر»، وعُرفت باسم «نوت» معبودة السماء، وعُرفت أيضًا باسم «إيزيس»؛ فكلٌّ من حتحور، ونوت وإيزيس كن قد ارتبطن بالبقرة، وارتبطن بالخصوبة والوفرة والكثرة.
كانت هذه هي الصورة التي عُرفت بها البقرة «كمعبودة سماوية»، والثور «كرمز للقوة» في مصر القديمة، ولا شك أنَّ في العثور على دفنات حيوانية لهما بدءًا من عصورِ ما قبل التاريخ، لَيُعد دليلًا أمثلَ على بدايات تلك العبادة التي ارتبطت بهذين الحيوانين في مصر القديمة.
دفنات الثيران والأبقار
عرف المصرى القديم استئناسَ الماشية Bosindicus منذ نحو 5000 ق.م، ولربما تمَّ رعي الماشية في واحات الصحراء الغربية حوالي 7000 ق.م.؛ إذ عُثر هناك على بقايا عظمية لثيرانٍ برية Aurochs تُؤرَّخ بالعصر الحجري القديم الأعلى.
ولو أنَّنا تتبَّعنا دفنات الأبقار والثيران منذ العصر الحجري القديم الأعلى وحتى عصر بداية الأسرات لوجدنا أنها تنوَّعت ما بين:
(1)دفنات فردية.
(2)دفنات جماعية.
(3)دفنات حيوانية وآدمية معًا.
(4)دفنات حيوانية ملحَقة بمقابرَ آدمية.
(5)دفنات جزئية.