لم يخلو حديثه من عِبارة "الحمدللّه"، وترى في ملامح وجهه إبتسامة التفاؤل رغم التعب والجُهد الذي يظهر عليه، إنه السيد الزيني صاحب الـ 62 عاما ويعمل صياد توارثها أباً عن جِد ، ولديه من الخبرات مالم يملكه الكثيرين رغم أنه لم يلتحق بالتعليم، ولكن لديه أولاد متفوقين : محمد وفاطمة حاصلين علي بكالوريوس تجارة وخالد حاصل علي دبلومة من الجامعة الأمريكية وحسن في الثانوية العامة .
تابعت كاميرا "اليوم السابع"، يوم في حياة عم السيد منذ أن تلمس أقدامه رمال البحر حتي يُغادرها.
يأتي إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط في نطاق حي العرب بمحافظة بورسعيد، في ساعة مبكرة لييدأ بغزل الشباك، حتي تحل الساعة العاشرة صباحاً، فيقوم بتغيير ملابسه من جلباب إلى جاكيت وشورت، ومعه كيس أسود يضع فيه متعلقاته الشخصية من نقود وهاتف محمول وأوراق .
يبدأ برفقة زملاؤه في دفع المركب الصغيرة إلى المياه مرددين كلمات تحفزية بعضها دينية وأخرى عبارات من أغاني السمسمية "فلكلور بورسعيد الشعبي"، حتي تُبحر "الفلوكة" في المياه، ويقوموا حينها بِجر عربة خشبية عليها الغزل "الشباك" وتحميلها علي مركب الصيد .
تسير مركب الصيد، بشكل نصف دائري داخل مياه البحر ليُمسك فريق بطرف للشباك، حتي تصل المركب إلى الشاطئ ويمسك الفريق الآخر بالطرف الثاني للغزل، ويقوما الطرفان بشد الشباك، إلى أن تصل للساحل ويتم حصد ما بها من أسماك وبيعها لتجار الجملة أو للأهالي .
لتبدأ رحلة أخرى من العزم والقوة، بدفع المركب علي الرمال جارج مياه البحر، وتنظيف الشباك وكذلك المركب، ويتم غزل الشباك في نهاية اليوم أو قبل بداية اليوم التالي، ويعتمد تكرار هذه الرحلة على كمية الأسماك التي خرجت في الرحلة الأولي التي تستغرق ما يقرب من. 3 ساعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة