مصر ترفع صوت الدول النامية فى قمة بريكس.. الرئيس السيسي يطالب باستحداث آليات جديدة لتمويل المشروعات وحل أزمة تصاعد الديون.. وسياسيون: الخطاب المصرى يستهدف دعم التنمية المستدامة والنظام الدولي

الجمعة، 25 أكتوبر 2024 11:00 ص
مصر ترفع صوت الدول النامية فى قمة بريكس.. الرئيس السيسي يطالب باستحداث آليات جديدة لتمويل المشروعات وحل أزمة تصاعد الديون.. وسياسيون: الخطاب المصرى يستهدف دعم التنمية المستدامة والنظام الدولي الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة بريكس
كتبت: سمر سلامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


 

اجتمع عدد من النواب والسياسيين على أهمية  الخطاب المصري في قمة البريكس المنعقدة بروسيا، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي كان بمثابة صوت مهم للدول النامية والاقتصاديات الناشئة في العالم، حيث تناولت كلمة الرئيس استعراض لأهم التحديات التي تواجه الدول النامية بسبب التوترات والصراعات القائمة، فضلا عن قضايا المناخ التي كانت سببا في تعطيل خطط التنمية في هذه الدول، وهو ما دفع الرئيس المصري إلى تقديم رؤية واقعية لمعالجة مشكلات التمويل التي تعانى منها هذه الدول.

خطاب الرئيس في البريكس استهدف إعلاء صوت الدول النامية

وفي هذا السياق أكد المهندس أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، وعضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة تجمع البريكس، خطوة مهمة لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية التي تجمع مصر بدول المجموعة،  مؤكدا أن التكتل لديه فرص مهمة للتأسيس إلى عالم متعدد الأقطاب، فضلا عن تطوير منظومة العمل الدولية، من خلال تعزيز التعاون المشترك، واستحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل الخطط التنموية التي تتبناها الدول خاصة صاحبة الاقتصاديات الناشئة.

وقال "عثمان"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ركز خلال مشاركته في فاعليات قمة بريكس على وضع مقترحات لدعم الدول النامية من بينها مبادلة الديون من أجل المناخ، مع تعظيم الاستفادة من الآليات التمويلية القائمة، إلى جانب التأكيد على ضرورة إصلاح الهيكل المالي العالمي، بما فى ذلك مؤسسات التمويل الدولية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، لتعزيز استجابتها لاحتياجات الدول النامية، بما يساهم في تحقيق أهدافها.

وأضاف عضو مجلس النواب، إن الخطاب المصري كان مركزا وواضحا ويستهدف بالأساس إعلاء صوت الدول النامية في واحد من أهم التجمعات الاقتصادية التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة،  مشيرا إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي وضعت العالم أمام مسئولياته من خلال التأكيد على عجز المجتمع الدولي في التعامل مع الكارثة الإنسانية التى يشهدها قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية الغاشمة والظالمة، والتي امتدت أيضا إلى لبنان الشقيق، رغم التحذيرات المستمرة من العواقب الوخيمة لتوسيع دائرة الصراع الإقليمي.

وشدد النائب أحمد عثمان، على أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس خطوة إيجابية، سيكون لها انعاكسات واضحة على الاقتصاد المصري، خاصة بعد الإعلان عن اعتماد عملة مشتركة بين أعضاء البريكس، الأمر الذي يساهم في تخفيف الضغط على الدولار، فضلا عن  الاستفادة من خلق منطقة تجارة حرة بين الدول الأعضاء،  وتفعيل اتفاقيات الدفع المباشرة، وهو ما سيؤدي إلى تخفيض تكلفة لواردات المصرية بشكل كبير، مؤكدا أن وجود مصر في هذا التجمع سيزيد من حجم الاستثمارات الأجنبية داخل الدولة المصرية، خاصة في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس.

الرئيس السيسي سلط الضوء على أزمة تصاعد الديون على كاهل الدول النامية


وبدوره أكد الدكتور محمد الزهار، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة تجمع البريكس المنعقدة بروسيا، قد كشف عجز المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة وأنظمتها للتعاطي مع الصراعات بالمنطقة، والتي يدفع ثمنها الأبرياء والمدنيين، وسط حالة الاستقطاب والانتقامية التي تقود النظام الدولي، على الرغم أنه يعد الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وقد جاءت هذه الكلمات من الرئيس لتحمل رسالة قوية للمجتمع الدولي جراء الأزمة الإنسانية في غزة وأيضا لبنان.

وأضاف "الزهار"، أن حديث الرئيس تناول أيضا إشكالية هامة تتعلق  بتصاعد الديون على كاهل الدول النامية، وعدم توافر التمويل اللازم، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن ارتفاع تكلفة التمويل والاقتراض، ونوه الرئيس إلى أهمية دور المجتمع الدولي إزاء الأزمات الاقتصادية أيضا، خاصة أن مصر تولى أولوية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة، تضمن اضطلاع المجتمع الدولي بدوره، في توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية فى الدول النامية، عبر استحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية، وآليات شاملة لضمان الإدارة المستدامة لديون الدول النامية.

وأشار أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، إلى أن انضمام مصر لقمة تجمع البريكس والمشاركة في أول قمة لها هذا العام، نقطة تحول، إذ أنها تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق، بين الدول الأعضاء، لمواجهة التحديات الدولية المشتركة، لاسيما تغير المناخ، والنفاذ للتمويل الميسر، والأمن الغذائى، وتزايد معدلات الفقر والجوع، واتساع الفجوة الرقمية والمعرفية، فضلا عن إشكالية هيمنة الدولار على السوق العالمي ومحاولة التجمع للتعاملات بعملات أخرى تسهم في تخفيف الضغط عن الحصيلة الدولارية وتمنح الفرصة لنمو العملات الأخرى.

وأوضح محمد الزهار، أن مصر نجحت في توصيل صوتها إزاء العديد من القضايا الشائكة التى تضمن الصراعات الجيوسياسية التى تؤثر على أمنها واستقرارها ومسيرتها نحو التنمية، وأيضا سلطت الضوء على الأزمات المالية التى تتعرض لها الاقتصادات الناشئة،مع التأكيد على أهمية توفير التمويل الميسر، لدعم تنفيذ المشروعات التنموية بالدول النامية، لاسيما فى قطاعات النقل والطاقة النظيفة، والبنية التحتية الرقمية، والتنمية الحضرية، وإعادة النظر في تكلفة الاقتراض والتمويل، لافتاً إلى أن هذه العضوية تسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بالعملات المحلية، لاسيما وأن حجم تجارة مصر مع دول بريكس يقدر بنحو ثلث حجم تجارة مصر الكلي البالغ نحو 31 مليار دولار، لذا تسعى مصر إلى زيادة حجم التجارة مع مختلف دول مجموعة بريكس بالعملات المحلية.

حديث الرئيس يكشف عن عهد جديد لمصر مع الاقتصادات العالمية الكبرى


ومن ناحيته أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن قمة تجمع البريكس، قمة مرتقبة وتاريخية لأنها  الأولى التي تشارك فيها مصر عضوًّا كاملًا بعد انضمامها رسميًّا بداية العام الجاري ضمن عدد محدود من الاقتصادات الصاعدة، لافتاً إلى أن هذه القمة التى تأتي بمشاركة 32 دولة، من بينها مصر والبرازيل روسيا والصين وجنوب إفريقيا والسعودية والإمارات وإيران، مشيداً بحديث الرئيس السيسي خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذى تطرق خلاله إلى الكثير من القضايا الشائكة بالمنطقة واهمها الصراعات الجيوسياسية الأخيرة.

وأضاف "العسال"، أن قمة تجمع البريكس تعد فرصة هامة لمصر لفتح آفاق اقتصادية جديدة، وتعزيز الروابط التجارية والصناعية والاستثمارية في هذه البلدان التي تمتلك اقتصاد قوي يحمل طموحات بالنفاذ للأسواق الأفريقية، عبر السوق المصري، فهو البوابة الأولى للقارة السمراء، خاصة أن التبادل التجاري المصري مع الدول الأعضاء بالبريكس ارتفع بنسبة 15% ليسجل نحو 30 مليار دولار في ثمانية أشهر فقط، وهذه طفرة قوية حققتها مصر بعد انضمامها إلى البريكس في خلال عام فقط، وهذا أيضًا يبرهن على عقلية الدولة التي أصبحت أكثر انفتاحاً على السوق العالمي.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن تجمع البريكس تكتل اقتصادي عالمي يصلح للتكامل وليس التنافس بين الدول الأعضاء، خاصة أنه لا يسعى لصراع مع الأنظمة الاقتصادية العالمية السابقة، ولكن الدول الأعضاء يسعون إلى الاعتماد على التبادل التجاري بالعملة المحلية للابتعاد عن هيمنة الدولار قدر المستطاع الفترة المقبلة، وهو ما تحتاجه مصر كثيرًا نتيجة تراجع حصة الاحتياطي الأجنبي والذي ساهم في عثرات عديدة مر بها الاقتصاد الوطني، وأثرت على المناخ الاستثماري والأسواق التجارية وكانت السبب الرئيسي في موجة الغلاء على الأسر البسيطة.

وأوضح المهندس هاني العسال، أن حديث الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يبرز مكانة مصر الدولية ومدى قدرتها على ضبط إيقاع الأمن بالمنطقة، حيث تطرق الحديث بينهما إلى آخر المستجدات على الساحة السياسية التى تشهد توتر كبير وصراعات متعددة، نتيجة إصرار نتنياهو على الحل العسكري، الذى أدى إلى غزو بري في لبنان، بجانب الحديث عن التحديات الاقتصادية أمام الدول النامية، مما يتطلب إصلاح حقيقي بالمنظومة المالية الدولية بما يحقق مصلحة دول العالم النامي، في ظل التغيرات المناخية والتحول نحو الاستثمار الأخضر، والذى يفرض على الاقتصادات الناشئة عقبات كبرى، خاصة مع زيادة معدلات التضخم.

المشاركة في قمة بريكس خطوة مهمة تعكس مكانة مصر الاقتصادية
 

ومن ناحيته أكد المهندس حسام علي، نائب رئيس كتلة الحوار، أن مشاركة مصر لأول مرة في قمة "بريكس" تعتبر خطوة مهمة تُظهر مكانتها الاقتصادية والدولية، مشيرا إلى أن انضمام مصر إلى هذا التكتل العالمي، الذي يضم اقتصادات عملاقة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، سيسهم في دعم الاقتصاد المصري من خلال تسهيل التبادل التجاري باستخدام العملات المحلية وتقليل الاعتماد على الدولار.

وقال "على" في تصريح لـ "اليوم السابع"، إن هذه الخطوة ستساهم في تخفيف أعباء توفير العملة الصعبة التي تواجهها مصر، فضلا عن أن التواجد بين هذه الدول يدعم التصدير وبالتالي تنتعش الصناعة ويرتفع الإنتاج الزراعي لتلبية احتياجاتها الأسواق الكبيرة، مؤكدا علي مكانة مصر كجسر اقتصادي بين الأسواق الناشئة والعالمية، ما يتيح لها فرصًا أكبر للتعاون مع دول المجموعة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وأشار نائب رئيس كتلة الحوار، إلى أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولقاءه بقيادات الدول الأعضاء ستدعم تقارب هذه الدول سياسيا فيما يتعلق بالقضايا الراهنة في المنطقة والعالم، وهو أمر هام لتكون لهذه المجموعة الاقتصادية دور سياسي متحد في مواجهة التحديات العالمية الكبرى.

تعزز دعم مصر للتنمية المستدامة والنظام الدولي

وفي ذات الصدد، أشاد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في الجلسة العامة الثانية الموسعة لقمة البريكس المنعقدة في مدينة قازان بروسيا، والتي أكدت على رؤية مصر الواضحة لتعزيز النظام الدولي المتعدد الأطراف، ودورها الريادي في دعم التنمية المستدامة والسلام العالم مشيرا إلى أن مشاركة مصر في قمة البريكس تعزز مكانتها الدولية وتؤكد التزامها بالمساهمة في إرساء نظام عالمي أكثر عدلاً واستدامة، بما يحقق السلام والاستقرار والتنمية للجميع.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن تأكيد الرئيس السيسي على أهمية توفير التمويل الميسر للدول النامية، وخاصة في ظل تصاعد أزمات الديون وارتفاع تكلفة الاقتراض، وأهمية إصلاح النظام الدولي لضمان العدالة والإنصاف في التعامل مع القضايا الدولية، وذلك بعد أن أثبتت الأزمات المتعاقبة ضعف النظام الحالي في مواجهة التحديات العالمية يؤكد حرص مصر على إحداث توازن اقتصادي عالمي يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة لافتاً إلى أهمية الدور الذي يلعبه "بنك التنمية الجديد" التابع لتجمع البريكس في دعم المشروعات التنموية، خاصة في مجالات النقل والطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية، وهي قطاعات تشكل حجر الزاوية في تحقيق التنمية الشاملة.

وتابع الدكتور رضا فرحات قائلا إن كلمة الرئيس حملت رسائل واضحة حول أهمية توسيع عضوية تجمع البريكس، مما يعكس سعي الدول النامية لتعزيز التعاون بين بعضها البعض في مواجهة التحديات الدولية المشتركة بالإضافة إلى إشادة الرئيس السيسي بتوسيع نطاق التعاون ليشمل تسويات مالية بالعملات المحلية وإنشاء مشروعات استثمارية مشتركة، خاصة في مجالات الزراعة والتحول الرقمي والطاقة المتجددة، هي خطوة هامة نحو تعزيز استقلالية هذه الدول في مواجهة التغيرات الاقتصادية العالمية.

وأشار فرحات إلى أن الرئيس السيسي أبرز دور القطاع الخاص في دول البريكس، وخاصة من خلال مجلس أعمال البريكس وتحالف سيدات الأعمال، لتعزيز الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص لتحقيق التنمية الاقتصادية كما أن تأكيد الرئيس على أهمية معالجة قضايا الأمن الغذائي، وتقليص الفجوة الرقمية والمعرفية، يظهر التزام مصر بدفع جهود التنمية على المستوى الإقليمي والعالمي.

وأكد فرحات أن مصر تعمل بجدية على تعزيز شراكاتها مع التجمع، خصوصا بعد الجهود المبذولة في تطوير بنيتها التحتية والتوسع في مشروعات الطاقة، النقل، والمدن الذكية و هذه القطاعات الحيوية تجذب اهتماما كبيرا من دول البريكس التي تسعى لتعزيز التعاون في تلك المجالات، وهو ما يعزز من فرص جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المصرية موضحا أن  الانضمام الكامل لمصر إلى تجمع بريكس في المستقبل سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد الوطني و من بين تلك الآثار تعزيز مكانة الجنيه المصري في السوق العالمية من خلال تعزيز التبادل التجاري بعملات محلية وتقليل الاعتماد على الدولار، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية، خاصة الزراعية والصناعية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة