منذ أن اندلعت الاشتباكات العسكرية في قطاع غزة، حذرت مصر مرارا وتكرارا من خطورة التصعيد الإسرائيلي على السلم والأمن الدوليين، واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وبذلت القاهرة جهودا كبيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، من خلال العديد من اللقاءات والمشاورات والمباحثات بين جميع الأطراق من أجل وقف الحرب.
وتتابع جمهورية مصر العربية، بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة بالشرق الأوسط والتي كان أخرها الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح السبت.
وأدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة.
ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيان قالت فيه إن "جمهورية مصر العربية تتابع بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة بالشرق الأوسط والتي كان أخرها الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح اليوم، وتدين كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة.
وتشدد مصر على موقفها الداعي لسرعة التوصل لوقف اطلاق النار في قطاع غزة في إطار صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن والأسرى، باعتبارها السبيل الوحيد لخفض التصعيد والأساس الذي سيؤدى إلى إقرار التهدئة المطلوبة في هذا الظرف الحرج بالإقليم.
وتجدد مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان وضرورة احترام السيادة اللبنانية على كافة أراضيه.
وتعيد جمهورية مصر العربية مطالبتها بضرورة احترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعدم المساس بسيادة الدول واحترام وحدة وسلامة أراضيها.
في السياق ذاته أجرى وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالا هاتفيا مع أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، وذلك في إطار التشاور الدورى بشأن التطورات الإقليمية وتكثيف الجهود لاحتواء التصعيد الخطير بالشرق الوسط، فضلاً عن تناول العلاقات الثنائية بين البلدين.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الاتصال تناول الجهود المبذولة للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار وتحقيق التهدئة فى قطاع غزة، وذلك فى إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن والاسرى، حيث أحاط وزير الخارجية الأمريكى الوزير عبد العاطى بنتائج جولته بالمنطقة على مدار الأيام الماضية.
وشدد الوزير عبد العاطى على ضرورة توقف إسرائيل عن التصعيد وانتهاك القانون الانسانى الدولى، محذراً من التداعيات الخطيرة لاندلاع حرب إقليمية على الأمن والاستقرار الاقليمى والدولى. كما أكد على أهمية تكثيف الجهود لإمداد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية بدون شروط وتوقف إسرائيل عن عرقلة المساعدات الإغاثية، مستنكراً المساعى الإسرائيلية لتقويض وكالة الأنروا.
كما تناول الاتصال بشكل مفصل الجهود المبذولة لسرعة التوصل لوقف اطلاق النار فى لبنان، ومسألة الشغور الرئاسى وانتخاب رئيس يحظى بتوافق الشعب اللبنانى.
وفى هذا الإطار، استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية لوقف التصعيد الإسرائيلى في لبنان، وندد باستمرار التجاوزات الإسرائيلية وانتهاكها للسيادة اللبنانية والتسبب فى كارثة إنسانية وصلت إلى نزوح اكثر من ١،٢ مليون لبنانى، فضلاً عن استهداف الجيش الاسرائيلى لقوات اليونيفيل فى انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى. وشدد على الأهمية المُلحة للوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره ودون انتقائية، وتمكين المؤسسات اللبنانية للاضطلاع بدورها وفى مقدمتها الجيش اللبنانى. وأكد على ضرورة انتخاب رئيس توافقي بلبنان لإنهاء أزمة الشغور الرئاسى بدون إملاءات خارجية.
من جانب آخر، تناول الوزيران أيضاً خلال اتصالهما التطورات الخطيرة في السودان، والجهود المبذولة لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والتوصل لوقف إطلاق النار، حيث جدد وزير الخارجية التأكيد على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ودعمها، واحترام وحدة وسلامة الأراضى السودانية وتكثيف المساعدات الإنسانية والإغاثية للسودان الشقيق فى ظل ما يشهده من أوضاع إنسانية متدهورة.
كما استعرض الوزيران فى اتصالهما التطورات الإيجابية فى العلاقات الثنائية بعد جولة الحوار الاستراتيجى، وأكدا على أهمية الاستمرار في تعزيز هذه العلاقات.
تعليق الجيش الأردني
أدان عدد من الدول الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، والذى نفذه جيش الاحتلال فجر السبت، وأسفر عن مقتل جنديين إيرانيين، وفق ما أعلن الجيش الإيراني في بيان.
وقالت المملكة في بيان نشرته "بترا"، إن "القصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادتها وتصعيداً خطيراً يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة".
وأكدت المملكة رفضها "بشكل مطلق التصعيد الخطير في المنطقة والانتهاكات للقانون الدولي ويحذر من الانزلاق إلى صراعٍ يهدد استقرار المنطقة والأمن الدولي".
وقد أدانت المملكة الأردنية، القصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إدانات للهجوم الإسرائيلى على إيران
ومن جانبها، أعربت السعودية، السبت، عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران والذي يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
وأكدت المملكة، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، على موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها.
وحثت السعودية كل الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة، وتدعو المملكة المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد وإنهاء الصراعات في المنطقة.
وأدانت الإمارات بشدة الاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران، وأعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر، وتوسيع رقعة الصراع.
وجددت الوزارة التأكيد على إيمان الإمارات بأن "تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية، واحترام سيادة الدول، هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة".
وشددت الإمارات على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.
وعلى الجانب العراقي، قالت الحكومة في بيان صدر عنها السبت: "يواصل الكيان الصهيوني الغاصب سياساته العدوانية وتوسعة الصراع في المنطقة، ومنهج الاعتداءات السافرة، التي يرتكبها دون رادع، وهذه المرّة يوجه يد العدوان نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما اقترفه من اعتداء جوي فجر اليوم على أهداف إيرانية. "
وأضافت: "لقد سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطيرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي، تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران".
وأدان العراق بأشدّ العبارات الواضحة هذا العدوان، يجدد تضامنه ووقوفه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويجدد الموقف الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة.
من جانبها، أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها واستنكارها الشديد للقصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضٍ إيرانية صباح اليوم السبت، وعدته "انتهاكا صارخا لسيادتها وخرقا واضحا لقواعد القانون الدولي وتصعيدا يغذي دوامة العنف ويقوض الجهود الرامية للتهدئة وخفض التوتر واحتواء الأزمات عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية".
وقالت عُمان، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم أوردته وكالة الأنباء العمانية، إنها "إذ تشجب هذه الممارسات الإسرائيلية المستمرة التي تهدد بجر المنطقة نحو مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، فإنها تدعو المجتمع الدولي مجددا للتحرك الفاعل لوقف العدوان ووضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الإقليمي".
وجددت سلطنة عمان دعوتها لـ"ضرورة معالجة جذور وأسباب الأزمات في المنطقة من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية والعربية ووقف العدوان على قطاع غزة، كما نصت عليه وتطالب به قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 ضمن إطار حل الدولتين ووفقا لمبادرة السلام العربية بما يكفل تحقيق سلام عادل ودائم لجميع الأطراف".
وعن رد فعل قطر، فقد أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف إسرائيل لإيران، واعتبرته "انتهاكاً صارخاً" لسيادة طهران، وخرقاً واضحاً لمبادئ القانون الدولي، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية.
وأضاف البيان أن وزارة الخارجية "تعرب عن قلق دولة قطر البالغ إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذا التصعيد".
وحثت قطر جميع الأطراف المعنية على التحلي بضبط النفس وحل الخلافات بالحوار والطرق السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وجددت وزارة الخارجية دعوة المجتمع الدولي لتكثيف الجهود الرامية إلى التهدئة وخفض التصعيد وإنهاء معاناة شعوب المنطقة لا سيما في غزة ولبنان.