بعد حوالى شهر من إطلاق إيران نحو 200 صاروخ باليستى على إسرائيل فى مستهل الشهر الجارى، رد الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه ضربة اعتبرها الخبراء، لم تصل إلى مستوى التصعيد وإثارة حرب أوسع.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن التقارير الأولية تفيد بأن الهجوم الإسرائيلي لم يصل إلى مستوى القصف المروع الذي كان الدبلوماسيون يخشون أن يؤدي إلى المزيد من التصعيد خاصة أن قيادة الدفاع الجوي الإيرانية أقرت بالهجمات لكنها أكدت أن الهجوم تسبب في "أضرار محدودة".
ونقلت عن مسئول إسرائيلي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته قوله إن الهجمات لم تستهدف إنتاج النفط الإيراني أو مواقع الأبحاث النووية - وهي الأهداف التي تعتبر الأكثر احتمالاً لإثارة تصعيد آخر في دورة الهجوم والهجوم المضاد التي انخرطت فيها الدولتان منذ أشهر .
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل نفذت موجة من "الضربات الدقيقة" ضد أهداف عسكرية في إيران في وقت مبكر من يوم السبت بالتوقيت المحلي، حيث أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بسماع أصوات انفجارات واعتراضات جوية حول العاصمة طهران وأجزاء أخرى من البلاد على مدار أربع ساعات تقريبًا.
ولم ترد تقارير فورية عن وفيات أو إصابات، ولم يتضح على الفور حجم الضرر الذي ألحقته الهجمات بأهداف قالت إسرائيل إنها ستقتصر على الأصول العسكرية، بما في ذلك مصانع الصواريخ ومواقع الدفاع الجوي، وفقًا لشخص مطلع على التخطيط، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الضربات الحساسة.
وقال دانييل هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان بعد انتهاء الهجمات: "إذا ارتكب النظام في إيران خطأ البدء في جولة جديدة من التصعيد - فسوف نرد".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التبادلات بين طهران وتل أبيب تأتى وسط توترات متصاعدة في المنطقة منذ حرب غزة أكتوبر من العام الماضي حيث تخوض إسرائيل حاليًا حروبا شاملة مع حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.
وأبلغ مسئول دفاعي أمريكي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة أمور حساسة، صحيفة واشنطن بوست بأن الولايات المتحدة أُبلغت مسبقًا بالضربات الإسرائيلية، مؤكدا أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية.
وأعربت إدارة بايدن عن أملها في أن يكون الرد الإسرائيلي المدروس معتدلاً بما يكفي لتهدئة الصراع دون استفزاز إيران لشن هجوم مضاد، كما قال مسئول كبير في الإدارة بعد وقت قصير من الهجمات.
وقال المسئول الكبير في الإدارة، في إفادة للصحفيين بموجب قواعد عدم الكشف عن هويته لمناقشة الحسابات الداخلية الحساسة حول الهجوم: "لقد عمل الرئيس وفريقه للأمن القومي بالطبع مع الإسرائيليين على مدار الأسابيع الأخيرة لتشجيع إسرائيل على إجراء رد مستهدف ومتناسب مع انخفاض خطر إلحاق الضرر بالمدنيين". "ويبدو أن هذا هو بالضبط ما حدث هذا المساء". وقال المسؤول إن الهجوم من شأنه أن يقلل من "خطر المزيد من التصعيد".
وقللت العديد من محطات البث الإيرانية من أهمية الضربات حيث نشرت وكالة أنباء تسنيم، مقطع فيديو لأفق طهران على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت: "لا يوجد حريق أو دخان في هذا المشهد".
وكان الدبلوماسيون يعملون على توجيه إسرائيل بعيدًا عن نوع الرد المروع الذي من شأنه أن يدفع الأطراف، والمنطقة، نحو حرب شاملة أوسع نطاقًا حيث حاولت إدارة بايدن تخفيف رد إسرائيل المتوقع في المفاوضات الخاصة ومن خلال التصريحات العامة.
وفي الأيام التي أعقبت هجوم إيران، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لن يدعم ضربة إسرائيلية على البنية التحتية النووية الإيرانية. وبشكل منفصل، قال للصحفيين إنه لا يعتقد أن إسرائيل يجب أن تضرب حقول النفط الإيرانية.
ووفقًا لما قاله مسؤولان مطلعان على الأمر لصحيفة واشنطن بوست، بأن إسرائيل بدت متقبلة للإشارات الأمريكية، حيث أخبر نتنياهو بايدن هذا الشهر أن إسرائيل تخطط لضرب أهداف عسكرية في إيران.
ومن ناحية أخرى، سلطت "تليجراف" الضوء على القدرات العسكرية للطرفين قائلة إن لدى إسرائيل أحد أكثر الجيوش تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم، وتحظى بدعم الولايات المتحدة. ولدى واشنطن ما لا يقل عن 100 جندي على الأرض في إسرائيل، حيث يديرون نظام الدفاع الجوي "ثاد"، وهذا يعني أن الرد الإيراني سيسهم بشكل مباشر في حال وقوعه. أما إيران فتفتخر بأن لديها أكبر جيش في الشرق الأوسط، قوامه نحو 580 ألف جندي و200 ألف جندي احتياط. فيما لا يُعرف عدد الصواريخ والمسيرات التي تحت تصرفها، وإن كان يعتقد أنها تملك مخزونات كبيرة منها.
ويخطط المسؤولون في البنتاجون لتعزيز قواته المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة، وسيراقبون عن كثب ما ستفعله إيران بعد ذلك خوفاً من الإنجرار إلى صراع.
ورجحت الصحيفة أن يحدد مدى الضرر الذي لحق بإيران ردها. ومع ذلك، فإن زعم إسرائيل أنها لم تستهدف إلا أهدافاً عسكرية يمنح طهران مخرجاً لتهدئة الحرب المتبادلة.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الأضرار محدودة ولا يوجد ضحايا. وقد يكون هذا بمثابة إشارة خفية إلى أن إيران تسعى لتجنب المزيد من التصعيد، لكن إذا كان الرد الإيراني النهائي أكبر من الصواريخ الباليستية الـ 181 التي أطلقتها على إسرائيل في الأول من أكتوبر، فربما تكون هذه هي الإشارة الأكثر وضوحًا حتى الآن على أننا نتجه نحو حرب شاملة، على حد قول الصحيفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة