تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس الذى ولد فى فبراير 1883 وتوفى في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من أكتوبر عام 1957 في ألمانيا وكان حلمه وأمنيته أن تستمر حياته ولو لشهور ليكتب أعمالا روائية.
وتشتهر من بين رواياته "زوربا اليوناني" التي باعت ملايين النسخ والتي انتقلت إلى عالم الدراما في هوليوود في فيلم شهير وكذلك الإغواء الأخير للمسيح وغيرها من الأعمال التي راجت بشدة وطبع منها ملايين النسخ.
كتب الروائى اليونانى الكبير نيكوس كازانتزاكيس كتابا بعنوان "الرحلات إلى إيطاليا ومصر وسيناء والقدس وقبرص"، وقد ترجم للعربية في أكثر من مناسبة والكتاب من ناحية الموضوع عبارة عن مقالات كتبها كازانتزاكيس عن زياراته إلى القدس ومصر وإيطاليا وفلسطين بين عامى 1926 وعام 1927، حينما كان مراسلا صحفيا لإحدى الصحف اليونانية آنذاك وينتمى بشكله وموضوعه إلى أدب الرحلات.
ويخلط نيكوس كازنتزاكيس فى كتابه الواقع بالخيال أو بمعنى أدق الواقع بالأسطورة حيث يفضل بطبيعته الحديث عن الأساطير حال عرضه لأفكاره عن مكان ما لكنه بالمعنى الموضوعى يركز في مشاهداته بمصر على النيل والأهرامات، وسيناء.
ويتحدث عما رآه فى مصر وبالتحديد فى الدلتا مسجلا مشاهداته حيث يقول: "كانت البائعات الجوالات يقمن بحسر الحجاب عن وجوههن إلى النصف، ويقمن بالتدليل على بضائعهن بأصوات خفيضة: كحل أسود للعيون، وحناء لصبغ الأظافر، وزيت الطيب من بغداد، وماء الزهر، والمسك، والبخور".
وفى فصل النيل يتحدث عن النهر العظيم، وكيف يعتمد عليه المصريون بشكل أساسى كمنبع دائم للحياة مسجلا مجموعة من المشاهدات المتفرقة التى طالعها على ضفاف النيل كما يتطرق في جزء آخر إلى شبه جزيرة سيناء التى يراها الأرض المقدسة ومهبط الرسالات وقد تضمن هذا الجزء الكثير من الأساطير اليهودية.
وفى الجزء الخاص بفلسطين يركز نيكوس كازانتزاكيس على وصف أماكن العبادة فى فلسطين متنقلا بين المسيحيين والمسلمين واليهود، عارضا تأملاته الروحية والشاعرية حول هذه البقعة من العالم.
توفي كازانتزاكيس في 26 أكتوبر سنة 1957 في ألمانيا عن عمر 74 عامًا، ونُقِلَ جثمانُه إلى أثينا. ولكن الكنيسة الأرثوذكسية منعت تشييعه هناك، فنُقِلَ إلى كريت، وكتبت على شاهد ضريحه، بناء ىعلى طلبه، هذه العبارة من قصص التراث الهندي: «لا آمُل في شيء، لا أخشى شيئا، أنا حر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة