كيف تحول نبات "الحلفا" المزعج إلى مصدر رزق فى سوهاج؟.. حصير الحلفا فن تراثى قديم يعيش فى قلوب سكان نجع العمارنة ويعود إلى أصول فرعونية.. المنتج فوائده صحية يعالج آلام الظهر وينشط بيعه فى المدن السياحية.. صور

السبت، 26 أكتوبر 2024 03:00 ص
كيف تحول نبات "الحلفا" المزعج إلى مصدر رزق فى سوهاج؟.. حصير الحلفا فن تراثى قديم يعيش فى قلوب سكان نجع العمارنة ويعود إلى أصول فرعونية.. المنتج فوائده صحية يعالج آلام الظهر وينشط بيعه فى المدن السياحية.. صور نباب الحلفا
سوهاج محمود مقبول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في مشهد غير مألوف، يبرز نبات الحلفا الذي يُعد من النباتات المزعجة والخطيرة في بيئته الطبيعية كأحد العناصر الأساسية في حياة بعض القرى المصرية حيث يُعرف نبات الحلفا بقدرته على النمو بسرعة على جوانب الطرقات وسواحل الترع، حيث يشكل خطرًا كبيرًا على الزراعة المجاورة بسبب قدرته على الاشتعال الذاتي عندما يجف، ورغم الأضرار التي يسببها، فإن هناك مجموعة من السكان في صعيد مصر قد وجدوا في هذا النبات مصدراً لا يُقدر بثمن للعيش والحفاظ على تقاليد عريقة.

نجع العمارنة، أحد القرى الواقعة في دائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، يعتمد عدد من الأسر على نبات الحلفا كمورد رئيسي لمهنتهم التقليدية" صناعة الحصير" والتي يعود تاريخها إلى العهد الفرعوني، حيث استخدم المصريون القدماء الحلفا لصناعة الحصير الذي كان يُستخدم في كل بيت تقريبًا، سواء للنوم، الجلوس، أو استقبال الضيوف، واليوم، هذه الحصير التراثية تجد مكانها أيضًا في تزيين المقاهي والقرى السياحية، مما يضفي لمسة من الأصالة والتميز على هذه الأماكن.
ويتحدث القرشي، أحد أبرز صناع الحصير في القرية، عن العملية الدقيقة التي يمر بها نبات الحلفا قبل أن يتحول إلى حصير و تبدأ العملية بحصاد الحلفا من الأماكن التي ينمو فيها، والتي غالبًا ما تكون على جوانب الطرقات أو بالقرب من السكك الحديدية يتم جمع الحلفا وتجفيفه تحت أشعة الشمس لعدة أيام حتى يصبح جافًا وقابلًا للتعامل معه بعد ذلك، يُنقع الحلفا في الماء لزيادة وزنه، مما يسهل عملية تصنيعه إلى حصير.
العملية لا تتوقف هنا؛ بل يتم استخدام أدوات تقليدية بسيطة تتكون من الأوتاد والحبال ولوح خشبي مفرغ به عدة فتحات تمر عبرها الحبال، وتصنع الحصير بثلاثة أحجام رئيسية صغيرة للجلوس، ومتوسطة للمضيفات، وكبيرة للنوم أو تناول الطعام، وتتراوح أسعار الحصير بين 30 و80 جنيهًا، وهي في متناول الجميع، ويتزايد الطلب على هذه الحصير بشكل كبير، خاصة في المناطق السياحية مثل أسوان والأقصر والبحر الأحمر، حيث تستخدم لتزيين الأماكن السياحية وتغطية الاستراحات والكافتيريات.

الحصير المصنوع من الحلفا له فوائد صحية عديدة أيضًا، يُستخدم بشكل خاص في علاج مشكلات الظهر والعمود الفقري، حيث يساعد في تنشيط الدورة الدموية بفضل تهويته الجيدة، مما يعزز من عملية الشفاء، وبعض الأسر في القرية تفضل النوم على هذه الحصير بدلاً من الأسِرَّة التقليدية نظرًا لفوائدها الصحية.
رغم الإقبال المتزايد، يشعر صناع الحصير بالحاجة إلى دعم أكبر لمهنتهم التراثية يطالب القرشي بضرورة الاعتراف بهذه الحرفة كجزء من التراث الثقافي المصري، تمامًا كما يتم تقدير صناعة النول في أخميم، ويدعو القرشي إلى إدراج صناعة الحصير من الحلفا ضمن الحرف التراثية المعترف بها، ويشدد على أهمية الترويج لها في المعارض المحلية لضمان استمرارها وحمايتها للأجيال القادمة.
هذا وتشكل صناعة الحصير من الحلفا جزءًا مهمًا من تاريخ وثقافة صعيد مصر، وتستمر في الحفاظ على تقاليدها العريقة في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية هذه الحرفة ليست مجرد مصدر رزق، بل هي تعبير عن الهوية الثقافية والارتباط بجذور الفراعنة، وتستحق الاهتمام والتقدير لضمان بقائها واستمرارها في المستقبل.

اعمال صناعة الحصير
اعمال صناعة الحصير

 

الحلف المصنع منه الحصير
الحلف المصنع منه الحصير

 

حصر من الحلف
حصر من الحلف

 

حصيرة تم الإنتهاء منها
حصيرة تم الإنتهاء منها

 

شوارع قرية العمارنه
شوارع قرية العمارنه

 

مجموعة من الحصر
مجموعة من الحصر

 

وضع الحلف بالشمس
وضع الحلف بالشمس

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة