مفتى الجمهورية: المبالغة فى إخضاع النصوص الدينية للفروض العلمية أوجدت تناقضات تستغل من قبل المتشككين وعلينا التصدى لها بحكمة.. أمين المجلس الإسلامى للدعوة: الإعجاز العلمي فى القرآن والسنة اليقين الصادق

السبت، 26 أكتوبر 2024 04:15 م
مفتى الجمهورية: المبالغة فى إخضاع النصوص الدينية للفروض العلمية أوجدت تناقضات تستغل من قبل المتشككين وعلينا التصدى لها بحكمة.. أمين المجلس الإسلامى للدعوة: الإعجاز العلمي فى القرآن والسنة اليقين الصادق المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن
كتب لؤى على - تصوير خالد كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المفتى: المبالغة في إخضاع النصوص الدينية للفروض العلمية أوجدت تناقضاتٍ تُستغل من قِبل الملحدين والمتشككين وعلينا التصدي لها بحكمة..أمين المجلس الاسلامى للدعوة : الإعجاز العلمي في القرآن والسنة اليقين الصادق في هذا الزمان.. وزير الاوقاف: القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي أيد الله عز وجل بها نبيه

قال الدكتور نظير عيَّاد، مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "القرآن الكريم هو أعظم معجزة إلهية، خالدة بخلود الدهر ودالة على صدق النبوة"، مؤكدًا أن القرآن قد تميز عن باقي المعجزات الإلهية بأنه معجزة عقلية تناسب مستوى الإدراك البشري الذي بلغ أوجَه في عصر النبوة، مما يجعله صالحًا لكل زمان ومكان، ومنهجًا للحياة يحمل في طياته آيات بيِّنات تبقى دليلًا خالدًا على صدق الرسالة النبوية.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية المطهرة، المنعقد في القاهرة بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف، في الفترة من 26 إلى 27 أكتوبر 2024، والذي يشهد مشاركة علماء وباحثين من مختلف الدول، ويهدف إلى مناقشة قضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة بأسلوب علمي ومنهجي، وترأس المؤتمر الدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس ومؤسس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد، وبحضور الدكتور عبد الله المصلح، الرئيس الشرفي للجمعية والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، و الدكتور محمد صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف، ممثلًا عن  الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أيمن عمر، وكيل وزارة الأوقاف للدعوة، نائبًا عن  الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.

واستهلَّ المفتي كلمته بتقديم الشكر للمنظِّمين والمشاركين، مشددًا على أهمية مثل هذه المؤتمرات العلمية في مواجهة التحديات الفكرية والعلمية المعاصرة، وتوجيه الأبحاث الدينية لتتناول قضايا الإعجاز العلمي وَفْق أسس منهجية.

وأشار إلى أن "جمود الفكر الديني يمثل تحديًا رئيسيًّا يواجه الدعوة الإسلامية في العصر الحديث"، مبينًا أنَّ هذا الجمود أدى إلى انتشار الفكر المتطرف والإلحاد بين الشباب، وهو ما يدعو المؤسسات الدينية إلى تعزيز النقد الذاتي، وإعادة النظر في طرق وأدوات تقديم الفكر الديني. وأوضح أن الإسلام بطبيعته دين علم وحوار، ومن هنا تأتي ضرورة مواجهة جمود الفكر الديني، الذي لا يتناسب مع طبيعة الإسلام وحاجات المسلمين في الزمن الراهن. وقال فضيلة المفتي: "إن الجمود الفكري يقف حائلًا أمام فهم الشباب لمعاني الإسلام الصحيح، لذا فإننا بحاجة إلى إحياء روح الاجتهاد الفقهي وتطوير أساليب تقديم المعرفة الدينية بصورة عصرية تتناسب مع واقع الشباب وتحديات العصر".

وفيما يخص قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسُّنة النبوية، أشار الدكتور نظير عيَّاد إلى أهمية هذه القضية في الوقت الراهن، خاصة مع تزايد الاكتشافات العلمية والكونية التي قد تتقاطع مع النصوص الدينية، مؤكدًا أن التعامل مع هذه المسائل يتطلب منهجًا علميًّا ورؤية متوازنة تفرق بين الحقائق العلمية الثابتة والفروض المتغيرة.

وأضاف، أن المبالغة في إخضاع النصوص الدينية للفروض العلمية، لا سيما الفروض المتغيرة، قد أوجدت تناقضات استغلها الملحدون والمتشككون للطعن في الدين والتشكيك في الرسالة الإسلامية، مما يحتم علينا أن نتعامل مع هذه المسائل بحكمة واعتدال.

ولفت مفتي الجمهورية، إلى ضرورة التكامل بين الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية لمواجهة هذه القضايا، مشددًا على أن هذا التكامل يساعد في بناء رؤية متوازنة ومتكاملة عن الإعجاز العلمي، ويوفر إطارًا معرفيًّا ومنهجيًّا يمكن من خلاله التناول الرشيد لقضايا الإعجاز العلمي، بما يتوافق مع ثوابت الدين ويعزز من مصداقية النصوص الدينية أمام المتغيرات العلمية.

وأكد أن التكامل بين الدراسات الإسلامية والإنسانية ضرورة للتعامل مع قضايا الإعجاز العلمي بشكل منهجي.

واختتم المفتي كلمته بتقديم عدد من التوصيات التي تهدف إلى توجيه الأبحاث الدينية والعلمية نحو معالجة قضايا الإعجاز العلمي بمنهجية علمية رصينة، حيث دعا إلى ضرورة تكوين الباحثين وتأهيلهم علميًّا ومنهجيًّا من أجل التعامل مع هذه القضايا، وإلى ضرورة التنسيق بين المؤسسات العلمية والدينية لتوفير البرامج التدريبية اللازمة التي تعزز من مهارات الباحثين وتساعدهم في تقديم دراسات وأبحاث تُسهم في خدمة قضايا الإعجاز العلمي.

وأعرب، عن تطلعه للتعاون مع كافة المؤسسات العلمية في مصر وخارجها من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة حول قضايا الإعجاز العلمي، وتفعيل توصيات المؤتمر بما يسهم في تحقيق تأثير إيجابي ملموس يعزز من القيم الإيمانية ويرسخ من مكانة القرآن الكريم كمصدر للإلهام العلمي والديني، ويعيد ربط المجتمع بالقرآن كمنهج حياة شامل يعكس حكمة الله وعظمته، قائلا: "إننا في دار الإفتاء المصرية ندعم بكل قوة الجهود التي تسعى إلى توضيح الحقائق العلمية المرتبطة بالنصوص الشرعية، كما نؤكد على أهمية الدَّور الذي تقوم به المؤسسات العلمية والدينية في مواجهة الأفكار المغلوطة وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج حول قضايا الإعجاز العلمي".

من جانبه قال الدكتور أيمن ابوعمر ، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة ،  إن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي أيد الله عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولقد تعددت صور الإعجاز في هذا الكتاب العزيز ما بين إعجاز بياني وإعجاز غيبي وإعجاز تشريعي وإعجاز  علمي، وغير ذلك من صور الإعجاز التي لا تنتهي ولن تنتهي .

وفي ذلك يقول الإمام السيوطي رحمه الله: اختلف أهل العلم في وجه إعجاز القرآن الكريم وذكروا في ذلك وجوها كثيرة كلها حكمةٌ وصوابٌ، ولكنهم على الرغم من ذلك ما بلغوا في بيان وجوه إعجازه جزءا واحدا من عشر معشاره .

ولا عجب في ذلك؛ فهو كلام الله عز وجل الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلَق على كثرة الرد،

ولعلكم تتفقون معي أن الإعجاز البياني في القرآن الكريم هو أول صورة من صور الإعجاز التي أدركتها عقول البشر، فمنذ أولِّ يوم تلقت فيه أسماع النبي الكريم أنوار الوحي الإلهي الشريف ثم ساقه صلى الله عليه وسلم إلى الناس بلسان عربي مبين أدهشت آياته عقولهم ، وأخذت معانيه بقلوبهم وانحنت له رؤوسهم وهاماتهم ،  وقد تحداهم الله عز وجل وهم أهل البلاغة والفصاحة وتحدى معهم الإنس والجن جميعا على أن يأتوا بحديث مثله فعجزوا ، وعجز الناس على مر الأزمنة من بعدهم عن القيام بحق هذا التحدي، يقول  جل شأنه : (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)،

‏وأضاف خلال كلمة ألقاها نيابة عن الدكتور أسامة الأزهرى ، وزير الأوقاف ، بالمؤتمر العالمى الأول للإعجاز العلمى في القرآن والسنة، الذى تنظمه جمعية الإعجاز العلمى المتجددة ، برعاية جامعة الأزهر، قد كان لهذه الصورة من الإعجاز أثرها البالغ في قلوب السامعين سواء المقرُّ منهم والجاحد، من آمن منهم ومن لم يؤمن، وهكذا القرآن الكريم إذا خالطت ألفاظه الأسماعَ استبشرت به النفوس وانشرحت له الصدور، ووجد القلب من آثاره لذة وحلاوة وروعة وجلالاً ومهابة ليست لغيره من الكلام مهما بلغت فصاحته.

‏وليس أدل على ذلك التأثير من كلام نردده جميعا حينما نتحدث عن وصف القرآن وبلاغته، مع أن هذا الكلام شهادةُ رجل لم يؤمن ولم يسلم، بل كان من أعداء دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الوليد بن المغيرة حينما عُرض عليه أن يطعن في القرآن، فقال: وماذا أقول بعد ما سمعت! إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه. والحق ما شهدت به الأعادي!

ومما لا شك فيه أن الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وجه خاص من وجوه الإعجاز الذي لا يقل أهمية وتأثيرا عن الإعجاز البياني خاصة في عصرنا الذي وُسِم بأنه عصر العلم، والذي أصبح فيه الإقناعُ العلمي المؤيد بالحجة والبرهان والدليل صمامَ أمان لبعض العقول من الزيغ والضلال! وطريقاً رشيدا للقلوب الحائرة التي ضلت عن الهداية والأمان، وذلك من خلال استنباطِ الحقائق العلمية المقررة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وإلقاءِ الضوء عليها، وبيانِ الإعجاز  في عنصر الزمان الذي تحدث فيه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن هذه الظواهر قبل الكشف عنها بمئات السنين وفي وقت لم يمتلك أهله تلك الأدوات المعرفية التي تؤهلهم للوصول إلى هذه الاكتشافات مما يمتلكه الناس في عصرنا؛ ليتحقق في هذا قول الله عز وجل: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).

ولقد فطن لذلك علماء أجلاء قبل مئات السنين، يقول الإمام الفخر الرازي المتوفى سنة 606 هجرية: إن المتقدمين إذا ذكروا وجها في تفسير الآية فذلك لا يمنع المتأخرين من استنباط وجه آخر في تفسيرها.

وتأكيدًا على هذا المعنى الذي ذكره هذا الإمام العلم تعالوا بنا لقول الله عز وجل: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء)، فكيف تلقى الناس في عصر النبوة هذه الآية، وكيف فهموا قول الله عز وجل: (يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) لعل قلوبَهم تلقتها وعقولَهم تلقفتها من جانب الإعجاز البياني والوقوفِ عند تفسير الضِّيق الذي تتحدث عنه الآية على أنه ضيق نفسي، وهذا فهم مقبول.

لكن عندما يثبت العلم الحديث أن الأكسجين يتناقص في طبقات الجو كلما صعدنا لأعلى، وعند ذلك يشعر الإنسان بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس الطبيعي درجة بعد درجة، حتى يصل الضيق إلى أشد مراحله وهي مرحلة الحرج التي لا يستطيع الأكسجين وبعدها أن ينفُذ إلى الدم، لابد لنا أن نقر بهذه الحقيقة العلمية في هذه الآية، وأن نظهر الإعجاز العلمي فيها إلى الناس جنبا إلى جنب مع الإعجاز البلاغي في تشبيه هذه الحالة المعنوية بحالة حسية لم تكن معلومة للبشر وقت نزول القرآن ولم تتضح حقيقتُها إلا في عصرنا هذا.

إن ما يقال عن الإعجاز في القرآن الكريم يقال عن الإعجاز في السنة النبوية المطهرة أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم، و الله عز وجل يقول عن نبيه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي)، وفي قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما أمسك عن الكتابة وقد  نهته قريش عن ذلك، قالوا له: تكتبُ كل شيء تسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب وفي الرضا، فلما ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، أشار النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه، وقال له؛ "اكتب يا عبدالله  فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا الحق".

إلى ذلك قال الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المصلح، الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، الرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد، إن الإسلام يدعو الناس إلى النظر والمقارنة والقراءة والعلم، مشددًا على أنه لا تصادم في الإسلام بين العقل الصحيح والنقل الصريح أبدًا.

وأضاف في افتتاح المؤْتَمَر العلمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الذي يستمر لمدة يومين بالتعاون مع جامعة الأزهر، أن "الإعجَازَ العِلميَّ في القرآنِ والسُّنَّةِ، يُخَاطِبُ الناسَ بِلُغةِ العلمِ، ويُناقِشُهُم بِحُجَجِه، فحَقَائِقُ العِلمِ هي الشَّاهدُ الثِّقّةُ، وهي الحُجَّةُ المُوَثَّقَةُ في عَصرِنا هذا على صِدقِ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهُ رسولُ الله إلى العالمين".

وحث المصلح، العلماء على أن يضطلعوا بدورهم في زمنٍ شَاعَت فيه الشُّبُهاتِ، وتَنَوّعَت طَرائِقُ الشَّهوات، موضحًا أن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة اليقين الصادق في هذا الزمان.

وبين أن الإعجاز العلمي هو النظر المتأمل في الآيتين المتألقتين: الآية المنظورة في خلق الله، والآية المسطورة في كتاب الله، وهو الحجة البالغة الدالة على أن من خلق الأكوان هو من أنزل القرآن.

وأشار إلى أن المؤتمر الأول للإعجاز العلمي يهدف لأن يجلي للناس الحقيقة وأن يكون قنطرة للتواصل العلمي العالمي "فنحقق من خلالها خدمة الإنسانية في البحث عما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ولنثبت للعالم أن ديننا دين علم ومعرفة يبحث عن الحق ويدعو إلى الإبداع والتقدم والأخذ بأسباب الرقي المادي وصناعة الحضارة الإنسانية".

وأوضح أن الهدف من ذلك أيضًا هو تحقيق حياة إنسانية كريمة يسودها العدل ويصير العلم فيها خادمًا للناس معينًا لهم لا معول هدم وسبب دمار، وبذلك يصبح الناس جميعًا في أمن وأمان "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ".

وأعرب المصلح عن تطلعه في أن تكون الأبحاث المطروحة منطلقًا قاعدته الكتاب العظيم والسنة المطهرة، وأساسه البحث بالحق عن الحقيقة، وأن توجه عقول العلماء في مراكز الأبحاث في الشرق والغرب إلى هذين الكنزين.

ولفت إلى أنه تم إحصاء الإشارات العلمية في آي القرآن الكريم وحديث الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم حيث تجاوزت ألفا وستمائة آية وحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ووصف المصلح، الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بأنه لسان البيان في هذا العصر الذي هو عصر العلم، كما كانت البلاغة والفصاحة هي اللسان في عصر التنزيل حتى عجز العرب أن يأتوا بمثله.

وشدد على ضرورة الالتزام الصارم بالمنهج العلمي في البحوث وبضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة التي اعتمدها كبار علماء الأمة في علوم الشريعة واللغة والبحث العلمي وصادق عليها المجامع العلمية والمؤتمرات العلمية العالمية.

ودشنت جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بالقاهرة، اليوم السبت، مؤتمرها العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، والذي يستمر لمدة يومين بالتعاون مع جامعة الأزهر، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين في مجال الإعجاز العلمي من مصر و8 دول عربية وإسلامية.

ويطرح المشاركون خلال جلسات المؤتمر، الذي يعقد بقاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر، تحت رعاية الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، 21 مشاركة وبحثًا مٌحكمًا من الناحيتين الشرعية والعلمية حول قضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

من جانبه قال الدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس ومؤسس جمعية الإعجاز العلمى المتجدد، إن َالقُرْآن الكَرِيم مَلِيءٌ بِالكَثِيرِ مِنَ الإِشَارَاتِ والدِّلَالَاتِ عَلَى مَا تَمَّ اكْتِشَافُهُ مِنْ حَقَائِقَ عِلْمِيَّةٍ ونَتَائِجَ فِى الآفَاقِ وَفِى الأَنْفُسِ أَثْبَتَهَا العِلْمُ التجْرِيبِيُّ الحَدِيثُ.

وشدد في افتتاح المؤْتَمَر الْعِلْمِي العَالَمِي الأَوَّل للإِعْجَازِ العلْميِّ فِي القُرْآنِ والسنَّةِ الذِي تُنَظِّمُهُ جَمْعِيَّةُ الإِعْجَازِ العِلْمِيِّ المُتَجَدِّدِ، برعاية جامِعَة الأزْهَرِ الشرِيفِ على مدار يومين، بِحضُورِ كَوكَبَةٍ مِنَ العلمَاءِ على أهمية التَّسَلُّح بِالْعِلْمِ؛ للرَّدِّ عَلَى تِلْكَ الشكُوكِ والشُبُهَاتٍ التي يثيرها خصُومِ الإسْلَامِ منْ أجْلِ زَعْزَعَةِ العَقِيدَةِ فِي عقُولِ وَقُلُوبِ شَبَابِنَا.

وأوضح أن الله سبحَانَهُ وتعَالَى أنزل آيَاتٍ كثِيرَةً تَتَحَدَّثُ عَنِ الحَقَائِقِ الكَوْنِيَّةِ والمَخْلُوقَاتِ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ علُومِ المَعْرِفَةِ فِى زَمَنِ العِلْمِ والتقْنِيَةِ، دُونَ أَنْ تَسْقُطَ كَلِمَةٌ مِنْ كَلِمَاتِهَا أوْ يُصَادِمَ جُزْئِيَّةً مِنْ جُزْئِيَّاتِهَا.

وأشار إلى أنه "بِالنَّظَرِ إلَى مَا يَتِمُّ اكْتِشَافُهُ مِنْ كُنُوزٍ كَامِنَةٍ وَرَدَتْ فِي القرْآنِ الكَرِيمِ وَلَمْ تكُنْ مَعْرُوفَةً مِنْ قَبْلُ، جَاءَتْ فِي صُورَةِ إشَارَاتٍ عِلْمِيَّةٍ تَضَمَّنَهَا كِتَابُ اللهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَكْتَسِبُ الإِعْجَازُ العِلْمِيُّ أَهِمَّيَّةً مُتَزَايِدَةً فِي هَذَا العصْرِ، فِي ظِلِّ الحقَائِقِ العِلْمِيَّةِ التِي يُثْبِتُهَا العِلْمُ الحَدِيثُ، وكَانَ القرْآنُ سَبَّاقًا إلَى الكَشْفِ عَنْهَا قَبْلَ أكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وأَرْبَعِمِائةِ عامٍ".

وبين أن "مِنْ أَبْرَزِ مَا يَتَّسِمُ بِهِ الإِعْجَازُ العِلْمِيُّ فِي القرْآنِ التنَوُّعُ والشُّمُولِيَّةُ، مَا بَيْنَ إعْجَازٍ فِي خَلْقِ الأَكْوَانِ، وإعْجَازٍ فِي النَّفْسِ، وإعجَازٍ فِي خَلْقِ النبَاتِ وَالطيْرِ والحشَرَاتِ والحيَوَانَاتِ، وإعجَازٍ غَيْبِيٍّ، وإِعْجَازٍ تشْرِيعِيٍّ، وإعجَازٍ اقتِصَادِيٍّ، وإعْجَازٍ غذَائِيٍّ، وإِعْجَازٍ وِقَائِيٍّ، وإعْجَازٍ طِبِّيٍّ، وإعْجَازٍ لُغَوِيٍّ وبيَانِيٍّ،وإِعْجَازٍ تَأْثِيرِيٍّ وألوَانٍ أُخْرَى مِنَ الإِعْجَازِ لَا يُحْصَى عَدَدُها وَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى الخَالِقُ المُصَوِّرُ".

ولفت مخيمر إلى أنه "مُنْذُ انْطِلَاقَتِهَا فِي عَامِ 2013م، وضَعَتْ جَمْعِيَّةُ الإِعْجَازِ العِلْمِيِّ المُتَجَدِّدِ عَلَى رَأْسِ أَهْدَافِهَا بَيَانَ أَوْجُهِ الإعْجَازِ العلْمِيِّ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ وَصَحِيحِ السُّنَّةِ، إِيمَانًا مِنْهَا بِأَنَّ مَجَالَ العِلْمِ لاَزالَ مَفْتُوحًا أمَامَ البَحْثِ العِلْمِيِّ للانْطِلَاقِ مِنْ خِلَالِ القرْآنِ والسُّنَّةِ النبَوِيَّةِ مِنْ أجْلِ الوُصُولِ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ الحَقَائِقِ الخَفِيَّةِ فِي الإِنْسَانِ وَفِي الكَوْنِ، مِصْدَاقًا لِقَوْلِ رَبِّ العِزَّةِ: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}".

وقال إن "الجَمْعِيَّة تعمل عَلَى التوَاصُلِ مَعَ مُخْتَلَفِ الجَمْعِيَّاتِ والهَيْئَاتِ والمؤَسَّسَاتِ فِي الدَّاخِلِ والخَارِجِ؛ للقِيَامِ بِأَدَاءِ هَذِهِ الرسَالَةِ؛ إفَادَةً مِنْهَا وتِبْيَانًا لَهَا، وَعَوْنًا عَلَى وَضْعِ الضوَابِطِ والمَعَايِيرِ للعَامِلِينَ فِي مجَالِ الإعْجَازِ العِلْمِيِّ، وتَبْسِيطِ الأُسْلُوبِ العِلْمِيِّ حَتَّى تَعُمَّ الفَائِدَةُ بَيْنَ عُمُومِ النَّاسِ".

وذكر أن المؤتمر يعَمَلُ عَلَى الْاِلْتِزَامِ بِضَوَابِطَ وشرُوطِ الإِعْجَازِ العِلْمِيِّ عمُومًا، نُؤْمِنُ بِأَهَمِّيَّةِ ضرُورَةِ تطْبِيقِ الضوَابِطِ والشرُوطِ المعْرُوفَةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالدرَاسَاتِ والأَبْحَاثِ فِي هَذَا المَجَالِ.

وتابع: "كَمَا نَعْمَلُ عَلَى إبْرَازِ الجَوَانِبِ الإعْجَازِيَّةِ مِنْ نصُوصِ القُرْآنِ والسُّنَّةِ، وتَشْكِيلِ لَجْنَةٍ مِنَ المُشَارِكِينَ فِي المُؤْتَمَرِ لمُتَابَعَةِ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِشُؤُونِ الإِعْجَازِ، وَالْعَمَلِ عَلَى تَدْشِينِ مَشْرُوعِ مُعْجَمٍ لِمُصْطَلَحَاتِ الإِعْجَازِ العِلْمِيِّ".

وأردف مخيمر: "نَهْدِفُ كَذَلِكَ إلَى تَرْجَمَةِ أَهَمِّ الأَبْحَاثِ فِي الإِعْجَازِ العِلْمِيِّ، وَتَنْظِيمِ دَوْرَةٍ مُتَخَصِّصَةٍ لإِعْدَادِ مُدَرِّبِينَ فِي الإِعْجَازِ العِلْمِيِّ تَكُونُ نُوَاةً لِنَشْرِ هَذَا العِلْمِ فِي العَالَمِ العَرَبِيِّ والإِسْلَامِيِّ، مِنْ خِلَالِ إعْدَادِ مَنْهَجٍ أكَادِيمِيٍّ مُعْتَمَدٍ وِفْقَ الضوَابِطِ العِلْمِيَّةِ والمَعَايِيرِ المُعْتَمَدَةِ".

الدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الاوقاف لشئون الدعوة
الدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الاوقاف لشئون الدعوة

 

الدكتور عبد الله المصلح الرئيس الشرفى لجمعية الاعجاز العلمى المتجدد
الدكتور عبد الله المصلح الرئيس الشرفى لجمعية الاعجاز العلمى المتجدد

 

الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الازهر للدراسات العليا
الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الازهر للدراسات العليا

 

الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية
الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية

 

الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الازهر للوافدين
الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الازهر للوافدين

 

المشاركات فى المؤتمر
المشاركات فى المؤتمر

 

المشاركون بفعاليات المؤتمر
المشاركون بفعاليات المؤتمر

 

المشاركين بالمؤتمر
المشاركين بالمؤتمر

 

المؤْتَمَر الْعِلْمِي العَالَمِي الأَوَّل للإِعْجَازِ العلْميِّ فِي القُرْآنِ
المؤْتَمَر الْعِلْمِي العَالَمِي الأَوَّل للإِعْجَازِ العلْميِّ فِي القُرْآنِ

 

الواعظات خلال مشاركتهن فى المؤتمر
الواعظات خلال مشاركتهن فى المؤتمر

 

جانب من المشاركين
جانب من المشاركين

 

عبد الله المصلح الرئيس الشرفى لجمعية الاعجاز العلمى المتجدد
عبد الله المصلح الرئيس الشرفى لجمعية الاعجاز العلمى المتجدد

 

فضيلة المفتى خلال كلمته
فضيلة المفتى خلال كلمته

 

فعاليات المؤتمر الْعِلْمِى العَالَمِي الأَوَّل للإِعْجَازِ العلْميِّ فِي القُرْآنِ
فعاليات المؤتمر الْعِلْمِى العَالَمِي الأَوَّل للإِعْجَازِ العلْميِّ فِي القُرْآنِ

 

فعاليات المؤتمر
فعاليات المؤتمر

 

كبار الشخصيات خلال المؤتمر
كبار الشخصيات خلال المؤتمر

 

مفتى الجمهورية خلال كلمته بالمؤتمر
مفتى الجمهورية خلال كلمته بالمؤتمر

 

مفتى الجمهورية ووكيل وزارة الأوقاف ونائب رئيس جامعة الأزهر
مفتى الجمهورية ووكيل وزارة الأوقاف ونائب رئيس جامعة الأزهر

 

مؤتمر الإِعْجَازِ العلْميِّ فِي القُرْآنِ
مؤتمر الإِعْجَازِ العلْميِّ فِي القُرْآنِ

 

ياسمين الخيام ابنة الراحل محمود خليل الحصري
ياسمين الخيام ابنة الراحل محمود خليل الحصري

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة