يبدو أن الكتابة واحدة من العوامل المشتركة مع جميع المهن المختلفة، فلدينا أمثلة كثيرة عن المهندس الذى أصبح روائيًا كبيرًا والموظف الذى حائز على العديد من الجوائز الأدبية، إلى جانب عدد كبير من الأدباء هم فى الأصل أطباء، مثل الدكتورة نوال السعداوى التى تحل ذكرى ميلادها اليوم، ولهذا نستعرض عبر السطور المقبلة أبرز الأمثلة على أدباء بدرجة أطباء.
نوال السعداوي
أحد أبرز الكاتبات المصريات في القرن العشرين، وتمر اليوم ذكرى ميلادها الـ93، إذ ولدت في مثل هذا اليوم 27 أكتوبر عام 1931، تخرجت نوال السعداوي من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة، عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، خلال عملها طبيبةً لاحظت المشاكل النفسية والجسدية للمرأة الناتجة على الممارسة القمعية للمجتمع والقمع الأسري، ففي أثناء عملها طبيبةً في مكان ميلادها بكفر طحلة، لاحظت الصعوبات والتمييز الذي تواجهه المرأة الريفية، ونتيجةً لمحاولتها للدفاع عن إحدى مرضاها من التعرض للعنف الأسري، نُقلت مرة أخرى إلى القاهرة، لتصبح في نهاية المطاف المدير المسئول عن الصحة العامة في وزارة الصحة.
رُشحت الكاتبة المصرية الدكتورة نوال السعداوي، المولودة فى القاهرة عام 1931 لجائزة نوبل للآداب ثلاث مرات، وكانت آخرها تلك التى جرت فى العام 2015، وكثيراً ما تثير السعداوى الجدل بشخصيتها الصدامية المجاهرة بطرح آرائها الجريئة التى يرى فيها كثيرون فى بلدها مصر والعالم العربى خروجاً على المألوف، مثلما يرى معارضو أفكارها السياسية بالسلطة.
نوال السعداوي
يوسف إدريس
الكاتب الكبير يوسف إدريس (1927 – 1991)، كان كاتب قصصي، مسرحي، وروائي، تخرج من كلية الطب في عام 1951 وتخصص فى الطب النفسى، وكان أثناء دراسته للطب قد حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التى لاقت شهرة كبيرة بين زملائه، وبدأت رحلة العمل في المجال الطبي من مستشفى القصر العيني، والتي عُين بها عام 1951م، وذلك بعد تخرجه من كلية الطب في نفس العام، لكن المسار تغير إلى بلاط صاحبة الجلالة، عندما انتقل للعمل محررا بصحيفة "الجمهورية" عام 1960م.
بدأ يوسف إدريس مشواره الأدبي بقصص قصيرة كتبها عام 1950، لكنه أصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالى" عام 1954، لتتجلى موهبته فى مجموعته القصصية الثانية "جمهورية فرحات" عام 1956، ولاقت قصصه نجاحًا كبيرًا، ولم يتوقف إبداعه عند حدود القصة القصيرة، لتمتد ثورته الإبداعية لعالمى الرواية والمسرح، ونشر فى 1969 مسرحية "المخططين"، ثم كتب "ملك القطن، اللحظة الحرجة، الفرافير، المهزلة الأرضية"، كما كتب العديد من الروايات "الحرام، العيب، البيضاء، أكان لابد يا لى لى أن تضئ النور؟، نيويورك 80".
يوسف إدريس
أحمد خالد توفيق
تلقى الدكتور الروائي أحمد خالد توفيق (1962 – 2018) تعليمه فى محافظة طنطا، تخرج في كلية الطب فى جامعة طنطا عام 1985م، وحصل على الدكتوراه فى الطب عام 1997م، التحق عضوا بهيئة التدريس واستشارى قسم أمراض الباطنة المتوطنة فى طب طنطا، ويعد أول كاتب عربى فى مجال أدب الرعب والأشهر فى مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمى.
وبدأت رحلة أحمد خالد توفيق في ذلك المجال بسلسلة ما وراء الطبيعة، والتي حققت نجاحًا كبيرًا واستقبالًا جيدًا من الجمهور، وهو ما شجعه على الاستكمال، ليصدر بعدها سلسلة فانتازيا عام 1995، وسلسلة سفاري عام 1996، وسلسلة دبيو دبيلو دبيلو WWW التي أصدرها في عام 2006.
أحمد خالد توفيق
أسامة عبد الرؤوف
طبيب وكاتب وروائي مصري من مواليد عام 1974، حصل على درجة الدكتوراة في جراحة العظام من جامعة عين شمس عام 2007، كما حصل على زمالة علاج الكسور من ألمانيا عام 2005، يعمل حاليًا أستاذًا لجراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس، تولى منصب الأمين العام للزمالة الطبية المصرية وكذلك منصب مدير عام المعهد القومي للتدريب لمدة ثلاث سنوات، و يعدُّ رائداً من رواد جراحات القدم والكاحل بمصر والوطن العربي، نُشِر له ثمانية عشر بحثا دولياً كما نشر له كتاباً في الجراحة عن دار نشر ألمانية عام 2011 ويعمل مراجعاً لعدد من المجلات العلمية الدولية، له اهتمام كبير بالأدب والتاريخ ويقوم بجانب عمله الأكاديمي بتدريس مادة تاريخ الطب بكلية الطب جامعة عين شمس، وأيضاً بجامعة برشلونة، قام بكتابة القصة القصيرة والمقال في عدد من الصحف كما قام بإلقاء العديد من المحاضرات في مجال الأدب والتاريخ أيضاً، صدر له كتاب بعنوان "رحلة إلى يأجوج ومأجوج" عام 2012، حققت روايته الأولى (أوراق شمعون المصري) نجاحا جماهيريا كبيرا وتصدرت قوائم الأكثر مبيعا على مدار عامين، وتعتبر رواية عهد دميانة هي روايته الثانية.
أسامة عبد الرؤوف الشاذلي
عمرو عبد الحميد
من مواليد محافظة الدقهلية في عام 1987م، درس الطب متخصصًا بجراحة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة المنصورة، وبجانب عمله كطبيب في ذلك المجال، فقد اشتهر ككاتب في مجال الخيال بأول أعماله المنشورة وهي ثلاثية أرض زيكولا وثلاثية قواعد جارتين، وحصدت روايته فتاة الياقة الزرقاء جائزة الدكتور عبدالعزيز المنصور لروايات الخيال العلمي.
عمرو عبد الحميد