دعا جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، المجتمع الدولى إلى ضرورة اتخاذ تدابير قسرية لوقف الصراع فى الشرق الأوسط، وتغيير سلوك الجهات الفاعلة، إما عن طريق الضغط أو عن طريق التقييد.
ودافع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فى الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، عن حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، مشيرًا إلى أنها الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب ونشر الأمن والسلام لكلا الشعبين.
وأعرب بوريل عن أسفه لأن الاتحاد الأوروبي ولا الأمم المتحدة ولا المحكمة الدولية بتاريخها، لم يتمكنوا من وقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل حتى الآن ، كما لم يتمكن أحدًا من منعهم من الذهاب إلى الدمار الشامل وقتل المدني ووقف إطلاق النار، قائلًا: "لماذا لا يوجد وقف إطلاق نار؟ لأننا لا نتفق على نوع الإجراءات المطلوبة لكي يصبح حقيقة، لأن الانقسامات تنشأ عندما تصبح الكلمات أفعالًا".
وطالب بمساءلة شاملة ومحايدة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الإفلات من العقاب على ما يحدث في غزة وما يحدث في لبنان، والسكوت عنه يقوض مصداقيتنا ونظامنا العالمي الدولي بأكمله.
وقال بوريل، في كلمته بختام مؤتمر المجتمع الأورومتوسطى، والمنعقد في برشلونة، إن ما يحدث حاليًا في غزة، هو أسوأ مأساة حدثت في العالم، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها أكثر بشاعة من الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن ما يحدث في السودان هو أيضًا مأساة ولكن عدد الضحايا في غزة يجعلها الأكثر أهمية في العالم.
وأكد بوريل، على أن هجوم حماس كان مرعب للعالم، ولكن ما يحدث في غزة هو رعب آخر، ولا يمكن أن يبرر ما يحدث الآن، مشيرًا إلى أن العالم غير قادر أو غير راغب في وقف هذا الرجل الذي صنع هذه الكارثة الإنسانية، حتى محكمة العدل الدولية بكل تاريخها لم تتمكن من منع إسرائيل من التدمير الشامل لغزة، وقتل المدنين وتشريد الأطفال في غزة، والآن في لبنان .
كما أكد على أن ما حدث مع اليهود في الحرب العالمية الثانية لا يبرر أيضًا السكوت على ما يحدث اليوم مع الفلسطينيين، والدمار الشامل لغزة وخطف البراءة من عيون الأطفال.
وتسائل بوريل، عن تكلفة استمرار نتنياهو في الحرب والإبادة دون عقاب، محذرًا من ازدواجية المعايير في الصراع، مشيرًا إلى أن هذا الصراع على المجتمعات أصبح محرك للاستقطاب والكراهية، وفقد الإنسانية المشتركة.
وانتقد بوريل، أن يتعامل مع الفلسطينين على أنهم حيوانات تستحق القتل، وتستحق أن تتضور جوعًا لافتًا إلى قول أحد الأشخاص: "لا يوجد أناس أبرياء في غزة، الجميع مذنبون في غزة، قائلًا بعد أكثر من 45 ألف شخص، قتلوا من الأطفال والمدنين، نقول أنهم مذنبون ، هل جريمتهم أنهم ولدوا في غزة"، مطالبًا بضروة محاربة هذه الأفكار وهذه العقليات، من أجل استعادة الإنسانية.
وأكد بوريل على أن إسرائيل تنظر للعالم بفوقية، وتعتقد أنهم يفهمون أكثر من اى شخص آخر، وتتعامل بمبدأ إذا لم تكن معى فأنت معاد للسامية.
وأكد على أن إسرائيل تتحدى العالم، وتفرض أكبر حظر إعلامي في تاريخ حرية التعبير، ورفضت التعاون مع محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ومع محققي الأمم المتحدة في تحد لأوامر المؤسسات الدولية، وهناك تعتيم كامل لما يحدث في غزة، مؤكدًا على أهمية الوصول الكامل والمجاني إلى المعلومات.
كما أدان بوريل قتل الصحفيين، وموظفي الأمم المتحدة، والعاملين في المجال الإنساني، وتهديد قضاة المحكمة الجنائية الدولية علنا.
وجمع مؤتمر المجتمع المدني الأورومتوسطي الذي استمر يومين أكثر من 200 مشارك من أكثر من 30 دولة أوروبية متوسطية ويهدف إلى مواجهة الاستقطاب الناجم عن الصراع في الشرق الأوسط بما في ذلك منظمات المجتمع المدني وصناع السياسات وقادة الفكر من جميع أنحاء المنطقة الأورومتوسطية.
وشارك في المؤتمر خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، وسفين كوبمانز ، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، وناصر كامل ، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، و الأميرة ريم علي ، رئيسة مؤسسة آنا ليند، وسينين فلورينسا، الرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة