لماذا لا نشعر بحركة دوران الأرض ؟.. دائما نرى كوكب الزهرة ناحية الشرق أو الغرب ، لماذا لا نراه في وسط السماء ؟.. تساؤلات أجاب عنها الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، وذلك فى إطار رسالته للرد على أسئلة المهتمين بالفلك .
وفى البداية قال أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إنه يرجع عدم شعورنا بحركة دوران الأرض عموما إلى ثبات سرعتها وانتظامها وعدم تغيرها ، فأنت عندما تكون في الطائرة أو القطار لا تشعر بالحركة أبدا إلا إذا حدث تغيير في السرعة .
وأضاف: هذا بالإضافة إلى قوة الجاذبية الأرضية وقبضتها على الغلاف الجوي وكل ما فيه ولكن لابد أن نفرق بين الحركة الخطية والحركة الزاوية وسرعاتها، فالسرعة الخطية يمكن تشبيهها بسرعة السيارات التي تتحرك أمامنا في الطريق في خط مستقيم ويمكننا تمييز سرعاتها فنقول هذه أسرع من تلك.
وتابع : أما السرعة الزاوية فيمكن تشبيهها بحركة الطائرات في السماء عندما نراها من الأرض ، فمع أن سرعتها الخطية كبيرة جدا مقارنة بالسيارات إلا أننا نراها كما لو كانت بطيئة جدا ، ولا يمكننا تمييز سرعاتها لأن كلما زاد إرتفاعها وبعدها عنا كلما بدت لنا أكثر بطئا .
وأشار إلى أن السرعة الخطية تقدر بقيمة السرعة الزاوية مضروبا في نصف قطر الدائرة التي تتحرك فيها وهي غالبا دائرة عرض المكان، ونصف قطرها هو المسافة بين موقعك على سطح الأرض ومحور دوران الأرض نفسه، لذلك تقدر السرعة الخطية لحركة دوران الأرض عند خط الاستواء بـ 1600 كم في الساعة أي حوالي 445 متر في الثانية، ومع ذلك تقل هذه السرعة تدريجيا كلما اتجهنا شمالا أو جنوبا حتى تصل إلى صفر تقريبا عند القطبين تماما حيث يدور الإنسان حول نفسه خلال 24 ساعة ، فلا تشرق ولا تغرب الاجرام السماوية هناك بل تدور فوقه في دوائر .
وأشار إلى أنه على هذا المفهوم فإن السرعة الزاوية لعقرب الساعات الذي نلاحظ حركته بالكاد هو في الواقع أسرع من الحركة الزاوية للأرض بمقدار الضعف، وهذا ما يفسر بطء حركة قرص الشمس عندما نراه على خط الأفق يتحرك صعودا عند الشروق، أو هبوطا عند الغروب فهو يتحرك ببطء شديد يمثل السرعة الزاوية لحركة دوران الأرض وعلى كل حال لا يمكننا الشعور بحركة دوران الأرض أبدا إلا إذا تلاشت الجاذبية الأرضية وهرب الغلاف الجوي ، وحدث ثمة تغيير ملحوظ في سرعة دوران الأرض.
أما فيما يتعلق بلماذا دائما نرى كوكب الزهرة ناحية الشرق أو الغرب ، لماذا لا نراه في وسط السماء ؟، فرد الدكتور أشرف تادرس قائلا : ليس كوكب الزهرة فقط بل كوكب عطارد أيضا فهما كوكبان لهما مداران داخل مدار الأرض ، وهما الأقرب إلى الشمس ، وترتيبهما الأول والثاني بعدا عنها ، لذلك هما دائما إلى جوار الشمس في نطاق معين من الدرجات، إلا أن عطارد يُرى بصعوبة لأنه الأقرب إلى الشمس على الاطلاق ، وأفضل الأوقات لرؤيته عندما يكون في أطول استطالة له بعدا عن الشمس .
وأضاف : وعموما يترائى كوكبي عطارد والزهرة جهة الغرب بعد غروب الشمس مباشرة ، ثم بعد فترة قصيرة يغربا هما أيضا أو نراهما جهة الشرق قبل شروق الشمس بفترة قصيرة حتى تشرق الشمس فيختفيا في وهج ضوئها، ومعنى ذلك قد يكون كوكب عطارد أو كوكب الزهرة أو كلاهما في وسط السماء بالفعل ولكن يكون هذا أثناء النهارا في وجود الشمس فلا نستطيع رؤيتهما أبدا.
وتابع : ولكن في حالة عبورهما أمام الشمس حينئذ يمكن رؤيتهما حيث يظهر كلاهما كنقطة سوداء تتحرك أمام قرص الشمس نهارا، وعلى هذا فإن الحالة الوحيدة التي يمكن رؤية كوكبي عطارد والزهرة في وسط السماء المظلمة بالفعل هو أثناء الكسوف الكلي للشمس فقط .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة