تمر اليوم ذكرى وفاة الأديب المصري والعالمي الكبير طه حسين، الملقب بعميد الأدب العربي، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر عام 1973، ورغم مرور 51 عامًا على رحيله إلا أن أعماله ما زالت تقتحم قائمة الأكثر مبيعًا ضمن مبيعات معرض القاهرة الدولي للكتاب في جميع دوراته السابقة، وغالبًا ما يحصل الكاتب على انتقادات أو معارضات شديدة بعد نشر كتاب ما ولم يكن ذلك في حسبانه، على عكس طه حسين الذي كان يتوقع أن يثير كتاب "الشعر الجاهلي" ضجة كبيرة بعد نشره.
طه حسين
كان طه حسين يتوقع جيدًا ما سيحدثه كتابه "الشعر الجاهلي" من ضجة كبيرة بعد نشره وقد قال ذلك بنفسه في مقدمة الكتاب حيث قال: هذا نحو من البحث عن تاريخ الشعر العربي جديد لم يألفه الناس عندنا من قبل، وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، وبأن فريقا آخر سيزورون عنه ازورارا، ولكني على سخط أولئك وازورار هؤلاء أريد أن أذيع هذا البحث أو بعبارة أصح أريد أن أقيده فقد أذعته قبل اليوم حين تحدثت به إلى طلابي في الجامعة.
وليس سرا ما تتحدث به إلى أكثر من مائتين، ولقد اقتنعت بنتائج هذا البحث اقتناعا ما أعرف أني شعرت بمثله في تلك المواقف المختلفة التي وقفتها من تاريخ الأدب العربي، وهذا الاقتناع القوي هو الذي يحملني على تقييد هذا البحث ونشره في هذه الفصول غير حافل بسخط الساخط ولا مكترث بازورار المزور.
في الشعر الجاهلي
وأنا مطمئن إلى أن هذا البحث وإن أسخط قوما وشق على آخرين فسيرضي هذه الطائفة القليلة من المستنيرين الذين هم في حقيقة الأمر عدة المستقبل وقوام النهضة الحديثة، وزخر الأدب الجديد.