تحل اليوم الذكرى الـ51 لرحيل عميد الأب العربي طه حسين، فارس القدرة والمثابرة وتحدى الإعاقة وخاصة البصرية "نور الدنيا"، لم يستسلم طه حسين للظلام فقد أنار حياته بنور العلم، وساندته امرأة أحبته بكل حواسها، وكان يقول لها دومًا" دونك أشعر بأنني أعمى حقا"، لحسن حظ النساء المصريات فقد حظينا بدعمه وتحمل قضيتهن في التنوير وأن تنال كل منهن حقها في الحرية والاختيار في الحياة الاحتماعية والعلمية سواء كان زواج أو تعليم والعمل.
طه حسين
لم يخذل صاحب "الأيام" من تأتية وتطلب المساعدة فقد كان له تليمذات مميزات أصبحنا صاحبات شهرة واسعة منهن سهير القلماوى تلميذية التى أقنعها بدراسة الأدب قسم اللغة العربية بدلًا من دراسة الطب، وتميزت فيه وسارت على نهج معلمها وأستاذها، فكانت من أوائل الفتيات التى تلتحقنا بالجامعة، أول مصرية تحصل على الدكتوراه في الآداب، وأستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب عام 1956.
بالطبع كانت سوزان بيرسو الفرنسية هى المرأة التى عشقها طه حسين، جمعتهم قصة حب قوية تعتمد على المشاعر العقلية والقلبية، دامت القصة سنتين وتزوجا وأنجبا طفلين " أمينة ومؤنس" فكان يعتمد "طه" على "سوزان" في كافة شيء كانت له عينه وظله، تلازما معًا طيلة عمرهما معًا ستًا وخمسين عامًا لم يفترقهما إلا الموت،وفقًا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.
عائلة طه حسين
في مدينة"مونيليه" الفرنسية كانت البداية وبالتحديد في يوم 12 مايو 1915، جمعها القدر معاً لأول مرة، كانت قارئته التى لازمه صوتها بقراءة الأدب الفرنسى أثناء بعثته التعليمية المجانية في باريس، وحينها اهتز قلبه وشعر وأنه لا يستطيع العيش بدونها، فلم يفترقنا إلا في بعض الأحيان المعدودة، وذات مرة افترقا لسبب غير معلوم مدة ثلاثة أشهر فكتب لها قائلًا"ابقي، لا تذهبي، سواء خرجتُ أو لم أخرج، أحملكِ فيَّ، أحبّكِ. ابقي، ابقي، أحبّكِ. لن أقول لكِ وداعاً، فأنا أملككِ، وسأملككِ دوماً. ابقي، ابقي يا حبِّي". لقد عاشا معًا كروحين ملتصقين كلٍ منهما يكما الأخر. حتى بعد عودته من باريس عاشا سويًا في مصر، كان يرى العالم بأعينها، يرتدى ملابسه يذوقها، يتلذذ بطعام الذى تحبه وتختاره هى "سوزان" فقد اهتمت بصحته كطبيبة تلازمه، هيئت له المكان والوقت والأجواء المريحة والممتعة للعمل والكتابة والإبداع، حتى أصبح طه حسين باشًا عميد كلية الآداب ووزير المعارف ورئيس مجمع اللغة العربية، وواذاع صيته في العالم كله.
طه حسين
في عام 1973ميلادية رحل عن عالمنا عميد الدب العربي طه حسين تاركًا إرث من نور العالم أضاء مصر والعالم العربي رغم ظلام عينه، وحين موته قالت حبيبته وزوجته ورفيقة عمره سوزان قائلة "ذراعي لن تمسك بذراعك أبدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس"ولم تغادر مصر وتعود لبلدها حتى لحقت بزوجها وحبيببها فى عام 1989 عن عمر 94 عاما. رحم الله عيد الأدب العربي طه حسين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة