تزيد ميليشيا الدعم السريع، من حدة عنفها، الذى تستهدف به المدنيين في ولاية الجزيرة، التي تشن عليها حملات عنف متصاعدة، ووصفها المراقبين أنها تحمل طابع انتقامي ردا على انحياز قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل، للقوات المسلحة السودانية.
ارتفاع ضحايا مجزرة السريحة لـ141 بينهم 50 قتلوا ذبحا
وتتزايد الخسائر في صفوف المدنيين، نتيجة لأعمال العنف في الولاية وقراها، وفى هذا الصدد، أفادت مصادر محلية من قرية السريحة بولاية الجزيرة، بارتفاع عدد الضحايا الذين سقطوا بنيران قوات الدعم السريع إلى 141 قتيلاً، من بينهم أكثر من 50 قُتلوا ذبحًا.
وقال خالد العبيد، ناشط يعمل في عمليات إجلاء الجرحى، إن حصر القتلى تم عبر ثلاث مراحل، مشيرًا إلى أن الإحصائيات الأولية شملت ضحايا الساعات الأولى من الهجوم، بينما شملت المرحلة الثانية الجثث التي وُجدت داخل المنازل، وتضمنت المرحلة الثالثة الجثث التي أُلقيت على أطراف قنوات الري وفي الحقول الزراعية، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وكشف العبيد، عن وفاة سيدتين حاملين خلال رحلة النزوح ووفاة رضيعين في ذات الظروف، مشيرا إلى أن الفارين من قرية السريحة، لجأوا إلى قرى التكينة واللعوتة، التي أصبحت بدورها مهددة بالاجتياح من قبل قوات الدعم السريع، وفقًا للعبيد.
وأفاد العبيد بأن ميليشيا، الدعم السريع فرضت جبايات على عمليات إخلاء الجرحى، حيث بلغت تكلفة نقل عشرات الجرحى بشاحنة نحو 3 ملايين جنيه، بالإضافة إلى 3 ملايين أخرى كرسوم تصديق للشاحنة من قبل الدعم السريع، لتصل إجمالي التكلفة إلى 6 ملايين جنيه، كما منعت بعض المحاصرين داخل السريحة من الخروج، حيث يواجهون مصيرًا مجهولًا.
يونسيف: مقتل 10 أطفال في الجزيرة وتعرض فتيات للاغتصاب
ومن جهتها، كشفت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونسيف، عن تلقيها تقارير بتعرض فتيات للاغتصاب ومقتل 10 أطفال وإصابة 43 آخرين، في شرق ولاية الجزيرة.
وقالت يونيسف، في بيان رسمي :"تلقينا تقارير فظيعة عن تعرض عدة بنات، يبلغ سن بعضهن 13 سنة، للاغتصاب والعنف الجنسي، إضافة إلى احتجاز أطفال".
وأفادت بتلقيها تقارير تشير إلى مقتل 124 شخصًا في ولاية الجزيرة بينهم 10 أطفال بعضهم في سن العاشرة، فيما أُصيب 43 طفلًا بجراح.
ودعت يونيسف إلى إنهاء العنف وإيقاف الهجمات المتعمدة ضد المدنيين والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، والإفراج عن الأطفال المحتجزين.
نزوح 46 ألف من ولاية الجزيرة بسبب هجمات الدعم السريع
فيما قدرت منظمة الهجرة الدولية فرار 46,700 شخص من تمبول والقرى المحيطة بها، في ولاية الجزيرة، إلى القضارف وكسلا ونهر النيل.
وقال مكتب أوتشا إن بعض السكان يواجهون تحديات في الفرار من المناطق المتضررة بسبب انعدام الأمن، بما في ذلك كبار السن الذين يواجهون خطر الجوع.
فيما طالب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، قوات الدعم السريع بوقف الانتهاكات المروعة ضد المدنيين في ولاية الجزيرة، ودعا للوفاء بكل التزاماتها وتعهداتها.
وقال بيرييلو في تدوينة على منصة إكس، :"نحن نراقب التقارير المروعة عن الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين السودانيين في جميع أنحاء ولاية الجزيرة، بما في ذلك الاغتصاب وقتل الأطفال".
وأضاف: "ندعو قوات الدعم السريع إلى التوقف عن ذبح المدنيين وكل الأعمال التي تنتهك الالتزامات التي تعهد بها الفريق حميدتي دقلو وقيادة قوات الدعم السريع كجزء من مدونة قواعد سلوك تحالف دعم السودان وإعلان جدة".
مقتل 12 في هجوم للدعم السريع على الفاشر
استهداف المدنيين، لم يقتصر على ولاية الجزيرة، بل أمتد أيضا لمدينة الفاشر، التي تقع تحت حصار الدعم السريع، إذ قُتل 12 مواطنًا، وأصيب آخرون بجروح، الأحد في قصف شنته الدعم السريع على الفاشر. ورد الجيش السوداني، بقيام الطيران الحربى، باستهداف مواقع تمركز للدعم السريع في شرق المدينة المحاصرة.
وقال مواطنون من الفاشر، إن الوضع مأساوي بالمدينة نتيجة لاستمرار القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المواطنين في مختلف الأحياء، وفقا لصحيفة التغيير.
خطر المجاعة يهدد السودان ويزيد من معاناة المدنيين
وفى سياق آخر، طالبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بوصول كامل إلى السودان من مختلف المعابر لمواجهة "مجاعة محدقة" في البلد المنكوب.
وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين، "نريد الوصول الكامل، بالإضافة إلى القدرة على الدخول من خلال أكبر عدد ممكن من نقاط الدخول المختلفة إلى السودان، والتأكد من أنه يمكننا البدء على نطاق واسع".
وتابعت :"المجاعة محدقة الآن، هناك مجاعة في مخيم زمزم وبالتالي ستنتشر، لذا فالأمر مُلّح حقاً أن نتمكن من الدخول والقيام بذلك على نطاق واسع"، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم "زمزم" في دارفور، وتابعت :"يتعلق الأمر بإدخال الطعام والشاحنات إلى هناك، لذا من المهم أن تظل المعابر مفتوحة، كذلك المعابر الأخرى في جميع أنحاء السودان من حدود جنوب السودان إلى الشمال، نحن بحاجة إلى فتح أكبر عدد ممكن منها".