"كل عمل من أعمالي طوبة في بناء حياتي وصفحة من صفحات كتابها، وإذا نزعت منه صفحة فالكتاب لن يكتمل"، هذه الكلمات تصف شخصية فنان من أهم نجوم الزمن الجميل، الفنان الراحل حسن يوسف، الذى رحل عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 90 عامًا، لكنه ترك مشوارا فنيا عمره 50 عاما من الشهرة والحب والنجومية والبساطة.
مشوار حياة ملىء بالمفاجآت والصدمات.. حسن يوسف النجم الحقانى
لُقّب حسن يوسف بالنجم الشقي في بداية مشواره الفني، لكن اللقب الذى احتفظ به حتى وافته المنية كان لقب "الحقاني"، وهذا يكشف لنا عن تاريخ هذا النجم الذى كان مشواره ملىء بالمفاجآت والصدمات.
البداية كانت من الستينيات عندما وقع "يوسف" في عشق وغرام السينما والتمثيل، وتراجع عن حلمه ليكون لاعب كرة قدم في فريق نادي الزمالك، وحسم موقفه وبدأ طريقه الفني تاركًا كرة القدم دون رجعة، لتستقبل السينما حينها واحدا من أهم الفنانين الذين مروا عليها وتركوا بصمات في قلوبنا لا تنسى.
لمع نجم حسن يوسف في هذه الفترة وقدم أعمالا خفيفة ومميزة، ومنها الخطايا، في بيتنا رجل، أم العروسة، زقاق المدق، الباب المفتوح، حكاية جواز، المغامرون الثلاثة، وغيرها من أفلام الزمن الجميل، التى ظلت أيقونة لأجيال عديدة.
حسن يوسف وسعاد حسني ثنائية فنية مميزة.. كاريزما وضحك ولعب
قدم حسن يوسف أفلاما عديدة ومميزة مع السندريلا سعاد حسني، ونجحا في أن يقدما ثنائية مميزة، تخطف انتباهك وترسم الابتسامة على وجهك بمجرد ظهورهما على الشاشة، أعمال فنية عديدة كانت تفتقر للقصة والحبكة لكن حسن يوسف كان يمتلك كاريزما وجاذبية من نوع خاص، وكان ينافس أحمد رمزي في هذه الفترة على لقب الفنان "الباد بوي"، لكن كل منهما كان يحمل مقومات فنية مميزة، قادرة على التنوع وسرقة قلوب الجمهور في أول دقائق من عرض الفيلم.
بداية حسن يوسف فى الدراما المصرية
في بداية فترة الثمانينيات اتجه حسن يوسف إلى الشاشة الصغيرة، ولمع في بعض الأدوار بالدراما التليفزيونية، فقدم زينب والعرش، ليالي الحلمية، ألف ليلة وليلة، واتخذ مكاناً أيضا فى الدراما المصرية بأدوار صغيرة لكنها كانت مركبة وكشفت عن خبرته واحترافيته حينها.
مسلسل إمام الدعاة.. علامة فنية فارقة فى مشوار حسن يوسف
تظل العلامة الفارقة في مسيرة حسن يوسف بالدراما التليفزيونية مسلسل إمام الدعاة، الذى قدمه في عام 2003، ليروى قصة الشيخ محمد متولي الشعراوي، ونجح هذا العمل نجاحا كبيرا حينها، وما زال محفورًا في أذهان المشاهدين، فقد كان تحديا كبيرا أمامه، ليقدم مسيرة شخصية هامة بهذا القدر مع وجود صورة ذهنية لدى بعض المشاهدين بأنه الفنان المعروف عنه الشقاوة والكاريزما، لكن التزام الراحل حسن يوسف واعتزال زوجته، كانت خطوات قادرة على محو هذه الصورة الذهنية التي تلاشت مع الوقت وحل محلها صورة الفنان الملتزم.
التزام حسن يوسف.. مرحلة هامة فى تاريخه
فى بداية الألفينات قرر الكثير من الفنانين اعتزال الفن أو الالتزام الديني، وكان من بينهم حسن يوسف وزوجته شمس البارودي، لكن ما يثير إعجابك بشخصية هذا الفنان الناضج فنيًا وعقليًا، أنه لن يتنصل يومًا من أي عمل قدمه بل على النقيض ظل محافظًا على علاقاته بجميع أصدقائه بالوسط الفني نفس المحبة والامتنان، وبرغم اعترافه في تصريحات سابقة عن تقديمه لبعض الأعمال التى لم تلق به، لكنه ظل ممتنا لتاريخه الفني ومشواره الذى شهد تحولات عديدة.
ظل حسن يوسف محافظًا على نجوميته وحب الجمهور له، برغم كافة الشائعات التي كانت تنال منه، لكنه كان نجما محبوبا من زملائه وجمهوره، وهذا ما ظهر في محنته الأخيرة بعد وفاة ابنه "عبد الله"غرقًا في الساحل الشمالي، منذ عام، وكانت هذه المحنة كبيرة على قلب الراحل حسن يوسف وزوجته، ليقرر أن يعيش بعدها في حالة من الزهد والتفرغ للعبادة، حتى وافته المنية اليوم، تاركًا مشوارا فنيا ومحبة في كل قلب جمهوره ستظل باقية برغم الغياب.