لا تزال الملاحقات القضائية للرئيس الأمريكي السابق المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية 2024 مستمرة، وقبل 30 يوما فقط من ذهاب الناخبين لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في نوفمبر، تم نشر وثيقة جديدة تتضمن ادلة يقال انها تدين دونالد ترامب في محاولاته لقلب نتائج انتخابات الرئاسة 2020 التي خسر فيها امام الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وفقا لوكالة اسوشيتد برس، الوثيقة التي اعدها فريق المستشار الخاص جاك سميث، تظهر أن ترامب "لجأ للجرائم" وروج لمزاعم حول تزوير الانتخابات، وارتكب جرائم ضمن محاولاته الفاشلة للاحتفاظ بالسلطة رغم خسارته، و تكشف رؤية المدعين حول ما سيقدم في حال وصول القضية الجنائية ضد ترامب إلى المحكمة.
وأشارت الوكالة إلى أن الوثيقة المعلنة حديثا تأتي هذه الوثيقة بحسابات جديدة لم تُعرف سابقًا من أقرب مساعدي ترامب، رغم التحقيقات السابقة التي أجراها الكونجرس على مدار شهور، إضافة إلى قرار الاتهام الذي وثّق تفاصيل جهود ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات 2020.
تتحدث الوثيقة عن تفاصيل حادث يوم 6 يناير 2021، المعروفة باحداث اقتحام الكونجرس حيث اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لوقف عملية التصديق على نتائج الانتخابات. وتشير إلى أن ترامب تجاهل نصيحة مستشاريه الذين أخبروه أن المحامين الذين يديرون شؤونه القانونية لن يتمكنوا من إثبات مزاعمه أمام المحاكم، ورد ترامب حينها قائلاً: "التفاصيل لا تهم".
وتم نشر هذه الوثيقة في وقت حساس، حيث يتنافس مجددا في السباق الرئاسي لعام 2024 ويسعى الديمقراطيون إلى جعل رفض ترامب نتائج انتخابات 2020 مركز حملتهم ضده، مطالبين بإثبات عدم أهليته للترشح للرئاسة مرة أخرى.
وتظهر أيضا أنه بحلول 5 ديسمبر 2020، بدأ ترامب بالتركيز على دور الكونجرس في التصديق على النتائج، حين طرح لأول مرة فكرة أن مايك بنس -نائبه آنذاك- يمكنه الطعن في نتائج الانتخابات خلال الجلسة المشتركة لمجلس النواب، ووثق الأخير بعض هذه التفاعلات في كتابه الصادر عام 2022 بعنوان "ساعدني الله"، كما استُدعي للإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى التي تحقق في تصرفات ترامب بعد رفض المحاكم مزاعم الحصانة التنفيذية.
كما تتهم الوثيقة ترامب بنشر مزاعم كاذبة عبر حساباته على التواصل الاجتماعي حول التزوير، مهاجمًا أي شخص يفند تلك المزاعم، وحث أنصاره على القدوم إلى واشنطن لحضور مراسم التصديق على نتائج الانتخابات في 6 يناير 2021.
ويرى المدعون أن ترامب استخدم سلسلة من المعلومات المضللة لتحفيز أنصاره على اقتحام الكونجرس وتعطيل إجراءات التصديق على نتائج الانتخابات، ما أدى إلى أحداث العنف في ذلك اليوم.
وتم تقديم الملف، في البداية تحت ختم السرية، بعد رأي المحكمة العليا الذي منح حصانة واسعة النطاق للرؤساء السابقين عن الأفعال الرسمية التي يقومون بها في مناصبهم، وهو القرار الذي ضيق نطاق الملاحقة القضائية وألغى إمكانية المحاكمة قبل انتخابات الشهر المقبل.
ووفقا لاسوشيتد برس الغرض من هذا الملخص هو إقناع قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية تانيا تشوتكان بأن الجرائم التي وجهت إليها الاتهامات في لائحة الاتهام ارتكبت بصفته الخاصة وليس الرئاسية، وبالتالي يمكن أن تظل جزءًا من القضية مع تقدمها.
ورغم أن احتمالات المحاكمة غير مؤكدة خاصة اذا فاز ترامب بالرئاسة وسعى المدعى العام الجديد لرفض القضية، الا انها تعمل كطريق للشهادة والأدلة التي قد يستخلصها المدعون العامون امام هيئة المحلفين، ويعود الامر الى تشوتكان لتقرر أي من أفعال ترامب هي سلوك رسمي ام "جرائم خاصة" كما اطلق عليها المحقق الخاص جاك سميث حيث يكون الرئيس السابق محصنا من الملاحقة القضائية.
كتب فريق سميث: "على الرغم من أن المدعى عليه كان الرئيس الحالي أثناء المؤامرات المتهم بها، إلا أن مخططه كان خاصًا في الأساس"، مضيفًا: "عندما خسر المدعى عليه الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لجأ إلى الجرائم لمحاولة البقاء في منصبه".
كما زعم المدعون أن ترامب تقدم بمزاعم الاحتيال على الرغم من علمه بأنها كاذبة، وفي إظهار لعدم مبالاته الواضحة بدقة مزاعم تزوير الانتخابات، استشهد المدعون العامون أيضا برواية أحد موظفي البيت الأبيض الذي سمع ترامب بعد الانتخابات وهو يقول لزوجته وابنته وصهره: "لا يهم إذا فزت أو خسرت الانتخابات. لا يزال يتعين عليك القتال بكل قوة".
ماذا قال ترامب؟
وصف ترامب كشف الوثائق في قضية التدخل في الانتخابات بأنه "تسليح للحكومة" خلال مقابلة تلفزيونية وهاجم المحقق الخاص جاك سميث ووصفه بشخص "مختل عقليا" بعد رفض قضية الوثائق السرية الخاصة به.
وقال ترامب: "كان هذا تسليحًا للحكومة ... وتم الكشف عنه قبل 30 يومًا من الانتخابات .. لقد ارتفعت أرقام استطلاعات الرأي الخاصة بي بدلاً من الانخفاض إنه تدخل انتخابي محض".
ووصف المتحدث باسم الحملة الانتخابية الوثيقة بانها مليئة بالاكاذيب وغير دستورية مشيرا إلى أن سميث والديمقراطيين "مصممون على استخدام وزارة العدل كسلاح"، وقال ترامب في منشور على تروث سوشيال: "القضية ستنتهي بـنصر الكامل لي".
وقال ترامب أن توقيت الكشف عن الوثائق بعد يوم واحد من مناظرة نائب الرئيس حتى لا تركز التغطيات الإخبارية على أداء تيم والز نائب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس الذي وصفه بالكارثي
واضاف: "الناس يعرفون ذلك، وأنا أعرف ذلك، والجميع يعرفون ذلك"، متهمًا الديمقراطيين بمحاولة تزوير انتخابات 2024، وأضاف: "إن إصدار الوثائق هو محاولة واضحة أخرى من قبل نظام هاريس-بايدن لتقويض الديمقراطية الأمريكية وتسليحها والتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2024".