قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الحرب فى الشرق الأوسط تسارع من تراجع أمريكا، مشيرة إلى أن إدارة بايدن قد أهدرت السلطة التى أعادت بنائها، ومحذرة من أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستكون أكثر دمارا.
وذكرت الصحيفة أن البعض يرى أن نهاية "القرن الأمريكى" بدأت مع حرب فيتام أو الحرب على الإرهاب. إلا أن رئاسة دونالد قد سارعت من تراجع أمريكا. فلم يكن الرئيس الروسى وحده من زاد جرأة لكن الصين أيضا زادت من قوتها فى السنوات الأخيرة، وقررت دول أخرى أن تطرحا راهاناتها الجيوسياسية أيضا. وترى الصحيفة أن النهج الانعزالى الذى اتبعه ترامب جعل حلفاء أمريكا وخصومها على حد السواء يصلون إلى استنتاجاتهم الخاصة بشأن مدى الاعتماد على أمريكا على المدى الطويل.
وتابعت الصحيفة قائلة إن بايدن خلال حكمه عكس هذا الاتجاه بتعزيز الدعم الغربى لأوكرانيا واستعادة العلاقات مع أوروبا وغير ذلك، لكنه أهدر هذه السلطة التى استعادها بالتناقض الصارخ الذى أظهرته إدارته فى موقفها من أوكرانيا واللامبالاة الواضحة إزاء المدنيين الفلسطينيين فى غزة، مما زاد من حدة السخرية والغضب بشأن ازدواجية المعايير الأمريكية. وحذر دبلوماسيون أمريكيون من أن موقف واشنطن يجعلها تخسر الجماهير العربية لجيل كامل.
وأشارت الجارديان فى افتتاحيتها إلى أن الديمقراطيين خسروا دعم الناخبين العرب الأمريكيين وغيرهم، فى حين سيستغل ترامب ارتفاع أسعار النفط بسبب الأزمة الراهنة وأى شىء يمكن أن يصوره كضعف إزاء إيران. وهو يقول إن "العالم يحترق"، ومع ذلك فهو مشعل الحرائق الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس للمناخ، والذي قال إنه سيشجع روسيا على فعل كل ما تريد بحلفاء الناتو الذين لم يحققوا أهداف الإنفاق. ومن الممكن أن يتسارع انكماش مكانة أمريكا.