صدر حديثًا عن بيت الحكمة للثقافة المجموعة القصصية "حشرات سوداء" للكاتب على حسن.
رغم أن تلك المجموعة القصصية ترتكز على قضية المرأة والمصاعب التى تواجهها فى مجتمعنا؛ فالكاتب "على حسن" لم يجعل من تلك القصص مجرد وسيلة للتعبير عن القضية، بل عبَّر بلغة أدبية رصينة فى تلك القصص القصيرة عن العوالم الداخلية للمرأة ومشاعرها الدفينة، وتجنب المباشرة باستخدام أدوات أدبية ذكية تجعل القارئ مشاركًا في استكشاف دلالة القصص، ومنفعلًا بقضايا بطلات تلك القصص سواء كان ذكرًا أم أنثى.
ومن أجواء الرواية: "جلست بجوار النافذة كي أستطيع قراءة أسماء المحطات التي سيمر القطار عليها، وللصدق أيضًا أنا أعشق التطلُّع إلى البيوت التي تتزاحم فيما بينها على حافة الطريق الزراعي، أتابع بشغف -رغم سرعة القطار- أهلها عبر النوافذ المفتوحة والشرفات المشرعة الأبواب. البيوت على كثرتها تبدو كبيت واحد، وسكانها على تفرقهم كعائلة واحدة، لا ينفصلون أبدًا أمام عينيَّ إلا حين يهدأ القطار ويصل إلى محطته الأخيرة".
"لم أتعلّم؛ نزلت السوق في سن السابعة، أبيع الزبد والجبن القريش، في البدء علمتني أمِّي مبادئ البيع: الصمود أمام الفِصال، المُناكَفة، بعدها خرجت وحدي، خسرت وكسبت، وعند أبوَيَّ الربحُ كالخسارة؛ علقة ساخنة! مَرَّتْ سنوات سَجَّلَتْ كُسورًا، جروحًا غائرة، عاهات، طنينًا في الأذن، تلعثمًا وتأتأة! أعجبتْ التشوهاتُ عريسًا! أعتقدُ أنه مجنونٌ، كنت ابنةَ أربعة عشر خريفًا، أبدُو دميمة، لكن المرآة تحتفظ لي ببعض الجمال؛ وجه لو عَتَّقُوه لصار بدرًا! بياضه ممزوج بصَفار، اِزرَقَّ تدريجيًا، زُرقته باهتة، توليفة ألوان عجيبة، تمنحه جمالًا نادرًا، يفطن إليه صاحب المزاج".
عن علي حسن قاص وروائي مصري، من أعماله الأدبية "قطعة صغيرة من الشيكولاتة، الخريف يلملم أوراقه، أنا مي زيادة، كاتانجا... الخمر والبارود".
المجموعة القصصية حشرات سوداء